قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن سبب زيارته لمصر اليوم هو التأكيد على قوة وأهمية العلاقة بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية، كذلك التأكيد على أهمية الشراكة بين البلدين "لمحاربة المخاطر التي تواجه المنطقة وعلى رأسها الإرهاب".

وأضاف كيري، خلال مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية المصري مساء اليوم بثه التلفزيون الرسمي، أن "أمريكا مازالت ملتزمة إلتزاما قويا بشأن تحقيق الشعب المصري النجاح".

وأشار إلى تأكيد الرئيس الأمريكي أوباما للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في اتصاله به في وقت سابق بالعمل معا "لتحقيق كل آمال المصريين ودعم طموحاته وتعزيز حقوق الإنسان"، مضيفا أنه عبر للسيسي خلال اجتماعهما اليوم عن مخاوف الولايات المتحدة بشأن بعض القضايا في مصر.

وأجرى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري محادثات اليوم، مع الرئيس عبد الفتاح السيسي في القاهرة خلال زيارة قصيرة قام بها للقاهرة اليوم.

وهذه هي ثاني زيارة يقوم بها مسئول أجنبي كبير لمصر منذ تنصيب السيسي رئيسا لمصر منذ أسبوعين، حيث زار العاهل السعودي الملك عبد الله مصر أول أمس الجمعة وعقد جلسة مباحاثات ثنائية مع الرئيس السيسي على متن طائرته.

والعلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية متوترة بسبب الخلافات حول سوريا وإيران. ويبدو أن التأييد السعودي الكامل للسيسي سيكون سببا آخر للخلاف بين الدولتين الحليفتين.

وقال كيري إن "مصر في هذه اللحظة تواجه الكثير من المخاطر والفرص، مضيفا أنه على الحكومة توفير الكثير من الفرص للمصريين وكذلك للشباب الذين شاركوا في الثورة من خلال الشراكات الدولية والصداقات في المنطقة".

ولفت إلى أن الولايات المتحدة سوف تعمل على تقديم الدعم الاقتصادي لمصر وتوفير الجهود اللازمة لتحقيق الاستقرار بها.

وأكد كيري أن طائرات الأباتشي التابعة للجيش المصري والتي احتجزتها الولايات المتحدة العام الماضي سوف تعود لمصر قريبا، وقال "الطائرات ستأتي بصورة سريعة لأنها تستخدم في مسألة محاربة الإرهاب وفي مكان تعمل فيه مصر بالتنسيق مع إسرائيل لمحاربة الأنشطة الإرهابية".

وعن المساعدات الأمريكية لمصر والتي علقتها الولايات المتحدة في شهر أغسطس الماضي عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي قال كيري "إن الرئيس أوباما والإدراة الامريكية اقترحا تقديم الـ650 مليون دولار بالكامل لمصر لكن مجلس الشيوخ هو الذي قام بالتخفيض وسوف نقوم بمراجعة هذا".

كان مسؤول كبير بالخارجية الأمريكية قال في وقت سابق من اليوم إن واشنطن أفرجت عن مساعدات مالية معلقة قدرها 575 مليون دولار على مدى الأيام العشرة الماضية وستستخدم في سداد الالتزامات المتعلقة بالعقود الدفاعية الحالية.

كما قالت واشنطن إنها ستسلم عشر طائرات هليكوبتر هجومية من طراز أباتشي لمساعدة الجيش المصري على مواجهة المتشددين في شبه جزيرة سيناء.

وقال كيري "إننا سوف نحصل على المبلغ كامل .. لكن المشرعين الأمريكين يعملون على التأكد من أن تكون أموال الضرائب التي يدفعها المواطنون الأمريكيون تذهب للغرض الذي يدعمه الشعب الأمريكي وهذه الأمور لحماية المصالح الأمريكية".

وبشأن محاكمة صحفيي قناة الجزيرة في مصر قال كيري إنه أجرى نقاشا شاملا مع الرئيس السيسي شمل بشكل خاص هذه القضية.

وأضاف "من الملائم للرئيس السيسي التحدث عن هذه الأمور في الوقت الذي يراه مناسبا ولكنه أعطاني شعورا قويا بالتزامه بالتأكيد على أن العملية التي بدأها تتضمن مراجعة تشريعات حقوق الإنسان .. ولكنه ذكر لي أنهم سيعملون على هذه الأمور".

وقال "الرئيس السيسي تسلم السلطة منذ 10 أيام، لذلك فإننا نعتقد أنه من المهم أن يمنح الفرصة للتركيز على كل تلك القضايا ولدينا الوقت للنظر في هذه القضايا في وقت لاحق".

ورد وزير الخارجية المصري سامح شكري قائلا إن السلطة القضائية المصرية تتعامل بشفافية وحياد تام لإعطاء كل ذي حق حقه وللحفاظ على الحقوق .. وأي من كان موجه له اتهامات لديه فرصة لقضاء عادل وإثبات برائته، وأضاف "نحن نسير لإعلاء سلطة القانون".

وأشار شكري إلى أن وزير الخارجية الأمريكي أكد خلال زيارته اليوم على تأكيد "اهتمام الولايات المتحدة بالعمل على دفع العلاقات الثنائية بين البلدين والانتقال بها لمتسع خالي من الشوائب وأهمية العمل المخلص للعمل على إزالة العوائق بين البلدين".