ألقت الشرطة المصرية القبض على محمد البلتاجي القيادي الكبير بجماعة الاخوان المسلمين اليوم الخميس وهددت باستخدام الذخيرة الحية لمواجهة مسيرات مرتقبة مناهضة للحكومة لتمضي قدما في حملة أشاعت الفوضى في صفوف أقدم جماعة إسلامية في مصر.

وظهر البلتاجي القيادي أيضا في حزب الحرية والعدالة الذراعالسياسية للجماعة في تسجيل فيديو بثته قناة الجزيرة الاخبارية القطرية هذا الاسبوع حث فيه المصريين على الانضمام لمظاهرات ضد الجيش غدا الجمعة.

واعتقل البلتاجي مع اثنين من مسؤولي جماعة الاخوان ونقلوا الى سجن طرة على مشارف القاهرة حيث يحتجز عدد من كبار قادة الجماعة هناك.

وتواجه مصر أسوأ اضطرابات داخلية في تاريخها الحديث بعد عزل الجيش للرئيس محمد مرسي المنتمي للاخوان المسلمين في الثالث من يوليو تموز.

وقتل أكثر من 950 شخصا بينهم مئة جندي من الجيش والشرطة منذ فضت قوات الأمن اعتصامين لأنصار مرسي في 14 أغسطس آب.

وقال نشط في مجال حقوق الانسان ان ألفي شخص احتجزوا في حملة اعتقالات أدت فيما يبدو الى انحسار الاحتجاجات المناهضة للحكومة. ودعا التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب الذي يضم الاخوان المسلمين ويطالب بعودة مرسي الى منصبه الى احتجاجات بعد صلاة الجمعة الماضية لكنه فشل في حشد أعداد كبيرة من المتظاهرين.

وفي رسائل مسجلة بالفيديو دعا البلتاجي مع عصام العريان أحد كبار مسؤولي الاخوان المسلمين الذين مازالوا مطلقي السراح مجددا لتنظيم مسيرات احتجاجية مناهضة للجيش غدا الجمعة.

وقال العريان في رسالته المسجله انه يدعو الشعب المصري للاحتجاج يوم الجمعة 30 أغسطس آب لاسقاط "الانقلاب العسكري الدموي".

وعلى عكس الاجراءات الأمنية المحدودة نسبيا التي اتخذتها السلطات الجمعة الماضي أصدرت وزارة الداخلية بيانا اليوم الخميس يحذر المحتجين من أن الشرطة ستكون مسلحة بالرصاص الحي ومستعدة لمواجهة أي محاولات لتقويض الأمن أو مهاجمة المنشآت الحكومية والشرطية والدينية.

ووصفت قنوات التلفزيون الحكومية الاخوان المسلمين بأنها جماعة "ارهابية" واتهمتها بممارسة العنف. وتقول الجماعة انها ملتزمة بالمقاومة السلمية رغم الضغط المستمر من جانب قوات الأمن.

وتعرض عشرات من أنصار مرسي نظموا مسيرة بوسط القاهرة اليوم الخميس للهجوم من جانب مجموعة أخرى مؤيدة للجيش. وقال شهود عيان انقوات الأمن أطلقت النار في الهواء لتفريق المجموعتين قبل اندلاع الاشتباكات بينهما.

وبفعل حظر التجول المفروض ليلا يخيم الهدوء الحذر على شوارع القاهرة التي اعتاد الناس فيها على ارتياد المقاهي والسهر حتى ساعات الصباح الأولى.

ويضر الحظر بقطاع الأعمال والشركات لكن كثيرا من المصريين الذين أرهقتهم الاضطرابات على مدى عامين ونصف العام يتوقون لعودة الحياة الطبيعية حتى لو كان ذلك يعني القبول بتأثير الجيش على الحياة السياسية.

واحتجز مع البلتاجي اليوم الخميس خالد الأزهري وزير القوى العاملة السابق في عهد مرسي والمسؤول الاخواني جمال العشري.

وبدأت بالفعل محاكمة المرشد العام للاخوان المسلمين محمد بديع ونائبيه خيرت الشاطر ورشاد البيومي في اتهامات تتضمن التحريض على العنف لكن محاميهم وصفوا المحاكمة بأنها ذات دوافع سياسية. وصدر أمر ضبط وإحضار للبلتاجي في العاشر من يوليو عن اتهامات مماثلة.

وكان البلتاجي أحد أبرز المتحدثين في اعتصام مؤيدي مرسي أمام مسجد رابعة العدوية الذي فضته قوات الأمن في 14 أغسطس آب.