قررت القيادة الفلسطينية بالتوافق مع حركتي "حماس" و"الجهاد" اليوم، إيفاد وفد فلسطيني موحد برئاسة محمود عباس أبو مازن إلى القاهرة، للوصول إلى حل سياسي يضمن وقف إطلاق النار وتوافر ضمانات انهاء الحصار على قطاع غزة وانسحاب القوات الإسرائيلية.

وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، في بيان تلاه عقب الاجتماع الطارئ الذي عقد اليوم بمقر الرئاسة بمدينة رام الله، إن القيادة بعد إجراء المشاورات مع قيادات الفصائل الفلسطينية تعلن باسم الجميع الاستعداد الفوري لوقف إطلاق النار وهدنة إنسانية لمدة 24 ساعة.

ودعا ياسر عبد ربه، جميع الجهات العربية والدولية لمساندة هذا الموقف الإيجابي، وحمل إسرائيل كل المسؤولية عن تباعات رفض هذا المقترح بعد أن توافقت عليه جميع القوى والفصائل الفلسطينية.

وكانت القيادة الفلسطينية قد عقدت ظهر اليوم الثلاثاء، اجتماعا طارئا برئاسة الرئيس محمود عباس أبو مازن لمتابعة الأوضاع الراهنة في قطاع غزة، في إطار العمل على مواجهة ما وصفته بـ"العدوان الإسرائيلي الإجرامي".

وأضاف عبد ربه "نحمل حكومة إسرائيل كامل المسؤولية عن جرائم الحرب التي تواصل ارتكابها الآن وكل ساعة ضد شعبنا في قطاع غزة... وقد بدأنا الإجراءات لملاحقتهم دوليا كقتلة على ممارستهم لهذه الفظائع غير المسبوقة في عالمنا المعاصر".

وارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي بدأ في 8 يوليو الجاري إلى أكثر من 1000 شهيدا فلسطينيا غالبيتهم العظمى من المدنيين، وتقوم حركة حماس الفلسطينية باستهداف بعض المناطق في إسرائيل بالصواريخ من قطاع غزة.

وأطلقت القاهرة منذ أسبوعين، مبادرة تقضي بالوقف الفوري لإطلاق النار ووقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، واشترطت المبادرة أن توقف إسرائيل استهداف المدنيين وجميع الأعمال العدائية على قطاع غزة برأ وبحراً وجواً.

كما قضت المبادرة بأن تقوم كافة الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة بإيقاف جميع الأعمال العدائية من قطاع غزة تجاه إسرائيل جواً وبحراً وبراً، وتحت الأرض مع التأكيد على إيقاف إطلاق الصواريخ بمختلف أنواعها والهجمات على الحدود أو استهداف المدنيين.

وقال عبد ربه "ندعو شعبنا العظيم الصامد إلى مزيد من الثقة في أننا سنواصل العمل ليل نهار حتى ندحر القتلة ومجرمي الحرب وحتى تبقي غزة البطلة عنوان للصمود ورافعة للمشروع الوطني الفلسطيني في ظل دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس..غزة ستحيا وفلسطين ستنتصر".

وعلى صعيد مواز، قال أحمد المجدلاني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن الرئيس عباس هو الذي سيشكل الوفد خلال اجتماع القيادة الذي سيعقد خلال ساعات، وقال إن "مصر ستجري مفاوضات غير مباشرة بين الفلسطيينين والإسرائيليين".

وأضاف المجدلاني، أن الوفد المصري سيلتقي بكل طرف على حدة وينقل المطالب المختلفة، لإنقاذ أبناء الشعب الفلسطيني من وطأة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وقال أحمد المجدلاني "سيتم التركيز خلال التفاوض مع الجانب الاسرائيلي على رفع الحصار الجائر على قطاع غزة وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من كل المناطق الذي دخلها خلال أيام العدوان، وفتح المعابر بما في ذلك المناطق العازلة، والعودة إلى اتفاق أوسلو عام 1994".

ومن المنتظر أن يتوجه الوفد الفلسطيني عقب تشكيله إلى القاهرة خلال ساعات.