بالفيديو-أكثر من قرن على ميلاد أم كلثوم.."الست" ما زالت هنا

الخميس 31-12-2015 PM 03:10
بالفيديو-أكثر من قرن على ميلاد أم كلثوم..

صورة معلقة لأم كلثوم بالفندق المبني مكان منزلها بحي الزمالك. تصوير: أحمد حامد- أصوات مصرية

كتب

كتبت- رحمة ضياء

تزيدها السنوات شعبية وتألقا، ويتوارى النسيان خجلا أمام قوة حضورها، تبزغ أصوات وتأفل، وشمس "كوكب الشرق"لا تغيب.. هذا ما أثبتته السنوات وأكده عشاق "أم كلثوم" في ذكرى ميلادها التي توافق اليوم 31 ديسمبر.

اختلفت الأقاويل بشأن سنة ميلادها، فحسب تأكيدات بعض المؤرخين والكاتب رجاء النقاش صاحب كتاب "لغز أم كلثوم" ولدت الست عام 1898 ، إلا أن  تاريخ ميلادها المثبت في السجلات هو 1908 لأنه لم يكن هناك توثيق رسمي وشهادات ميلاد في القرن التاسع عشر لذا اعتمد تاريخ التسنين طبياً في وقت لاحق.

هوى الست غلاب

لم يتفق العشاق على إجابة السؤال الذي طرحته الست في إحدى أغنياتها "هوا صحيح الهوى غلاب؟"، لكنهم اتفقوا على حب أم كلثوم، فلكل منهم ذكرى وحكاية معها كما تقول "منة شرف الدين"، لأصوات مصرية، بينما تجلس على أحد مقاهي منطقة الحسين بالقاهرة القديمة برفقة أصدقائها، وصوت "أم كلثوم" يصدح من سماعات المقهى.

وتؤكد منة (29 عاما) أن تراث أم كلثوم "فن عابر للسنين وعابر للقارات"، ولهذا مقدر له أن يستمر في الوجود لسنوات وأجيال قادمة. وتضيف أن "الفن بيتغير والأغاني بتتغير وبتفضل أم كلثوم".

ونجحت المطربة المصرية ابنة قرية طماي الزهايرة في محافظة الدقهلية في الوصول بفنها إلى قلوب الجماهير في كل أنحاء مصر والوطن العربي حتى صارت كوكب الشرق، كما قدمت عددا من الحفلات في دول الغرب مثل فرنسا وروسيا.

وتقول منة لأم كلثوم في ذكرى ميلادها "مبسوطين إنك كنتِ موجودة وإنك جزء من حياتنا وتراثنا وفخر لنا إنك مصرية وعربية زينا".

أجيال من السميعة

ويأتي أحمد صابر (23 عاما) من المنيا خصيصا للاستمتاع بصحبة أم كلثوم وسط أجواء شارع المعز في القاهرة القديمة. ويقول "بسمع أم كلثوم في أي مكان، بس صوتها في أجواء شارع المعز حاجة تانية، والقهاوي هنا بيشغلوا أغانيها طول الوقت لإنها محبوبة من الشباب".

ويرى أحمد أن رحيل الست عن عالمنا لم ينتقص من حضورها وشعبيتها، قائلا :"أم كلثوم عايشة في قلوب الناس لإنها شخصية مش هتتكرر، وعن نفسي بحبها وبحب أغانيها لأنها بتفكرني بحاجات في حياتي".

وورث أحمد حب أم كلثوم من والده، قائلا إنه كان يداوم على المجيء للقاهرة لحضور حفلاتها الشهرية برفقة والدته.

وتمثل أم كلثوم ليارا صالح (23 عاما) مهربا من ضغوط يومها حين تستمع إلى صوتها وتقول إنها "بتدخلني في حالة مختلفة والواحد ما بيصدق يلاقي وقت رايق عشان يسمعها".

بدأ حب يارا لأغاني أم كلثوم حين تجاوزت مرحلة الطفولة "وإحنا صغيرين كنا دايما نسأل ليه الكبار بيسمعوها وبنحسها مملة، بس لما كبرنا حسينا إزاي أن أغانيها حالة مختلفة وبقينا نستمتع بالكوبليه لما بيتعاد مرة واتنين وتلاتة لإن كل مرة بتقوله الست بإحساس مختلف".

أما يحي خالد، فيرى أن أغاني أم كلثوم تحتاج لجمهور من نوع خاص ممن يركزون في الكلمات وينصتون إلى اللحن. ويقول "فرق كبير بين كلمات أغاني زمان ودلوقتي، وعن نفسي بحب أسمع أم كلثوم لما أكون محتاج سلام نفسي".

أم كلثوم تعود من جديد

وتفعل أم كلثوم ما يعجز عنه أي مطرب أخر بحسب سوزان عبد الغني(28 عاما) التي تقول "بتمس حاجات جوانا صعب أي مطرب من الموجودين دلوقتي يعرف يعبر عنها".

وتشير إلى تفضيلها الذهاب إلى حفلات أم كلثوم الشهرية التي تنظمها ساقية الصاوي في حي الزمالك قرب مقر فيلا أم كلثوم التي تحولت إلى برج فندقي. وتقول عن الحفلات التي تقدم من خلال مسرح العرائس "بيجسدوا أم كلثوم وفرقتها بعرائس الماريونيت، وبحس وأنا في الحفلة إني رجعت لسنين فاتت وشايفة الست قدامي".

وبدأت ساقية الصاوي تنظم حفلات "أم كلثوم تعود من جديد" عام 2007 بمسرح عرائس الساقية، في الخميس الأول من كل شهر، وهو نفس موعد حفلها الشهري قديما.

التذكرة من 50 قرشا إلى 20 جنيها

وتبلغ قيمة تذكرة حفلات أم كلثوم في ساقية الصاوي 20 جنيها في حين كانت قيمة حفلها الشهري في مسرح سينما قصر النيل تبلغ جنيهين عام 1973 فيما يكشف عن مدى تراجع قيمة الجنيه.

 وكان سعر التذكرة جنيها وبضعة بضعة قروش عام 1945 حسب إعلان نشر في جريدة الأهرام، عن حفل ليلة العيد للست بالنادي الأهلي، وكان يبلغ سعر المائدة التي تضم 4 مقاعد 5 جنيهات، بينما يبلغ سعر المقعد بالمدرج 50 قرشا.

ورغم مرور كل هذه السنوات، يؤكد إبراهيم عبد الجابر (25 عاما) أنه "مفيش حد من مطربين دلوقتي يقدر يعوضنا عن أم كلثوم برغم الزمن الطويل اللي عدى، والكبير والصغير بيسمعها"، ويرى أن مرور السنوات تضيف إلى رصيدها "عظمة على عظمة".

ويقول عن أغاني "المهرجانات"، وهي الأغاني الشعبية التي تستخدم موسيقى الكترونية، والتي يفضلها بعض الشباب في الوقت الراهن، إن "بتوع المهرجانات دول بيقولوا أي كلام وخلاص، لكن لوسامع تسمع كلمات وألحان حلوة تسمع أم كلثوم".

وكانت حفلات أم كلثوم تمتد إلى منتصف الليل. وبالنسبة لإبراهيم تعتبر أغاني أم كلثوم ملائمة لكل الأوقات لكن الوقت المفضل لديه للاستماع لإحدى أغنياتها هو المساء "لما تسمعها بليل قبل ما تنام أحسن".

ومن الجيل الأكبر سنا، يقول سعيد محمد (56عاما) "بحب الشعر عشان كده أنا من عشاق أم كلثوم لأن أغانيها كتبها أحسن الشعراء ولحنها ملحنين كويسين زي القصبجي والسنباطي وكلها معاني وبلاغة ومضامين جميلة".

ويرى أن أغاني أم كلثوم "فن خالد، مش هيتعوض تاني"يختلف عن أغاني اليوم التي يصفها بأنها "سريعة ومليانة خبط ورزع".

رحلت أم كلثوم عن عالمنا بجسدها يوم 3 فبراير 1975، إلا أنها لا تزال حاضرة حتى الآن، يصدح صوتها من سماعات التليفزيونات والمقاهي وأجهزة الكمبيوتر والهواتف، وتزين كلمات أغانيها وصورها الحقائب والإكسسوارت والتحف، ويستعين بها العشاق لتوصيل الرسائل لمحبيهم.

تعليقات الفيسبوك