أستاذ علوم استراتيجية: الضربات الأمريكية ضد "داعش" ستضعف قوة التنظيم وتمنع نفاذه إلى مصر

الثلاثاء 23-09-2014 PM 05:21
أستاذ علوم استراتيجية: الضربات الأمريكية ضد

صاروخ تطلقه حاملة طائرات أمريكية على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في سوريا- 23 سبتمبر 204 - صورة من رويترز.

كتب

كتبت: مريم محمد

قال اللواء نبيل فؤاد، أستاذ العلوم الاستراتيجية بأكاديمية ناصر للعلوم العسكرية، إن الضربات الجوية التي قادتها الولايات المتحدة الأمريكية على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروف باسم "داعش"، سيكون لها أثر إيجابي غير مباشر على مصر.

وأضاف فؤاد، في اتصال هاتفي مع أصوات مصرية، أن الضربات التي شنتها أمريكا على سوريا فجر اليوم ستجبر "داعش" على الانشغال بأموره وبالحرب عليه، ما ينذر بضعف قوة التنظيم ويحول دون تفكيره في العمل خارج النطاق الجغرافي لسوريا والعراق.

كانت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) قالت فجر اليوم الثلاثاء، إن الولايات المتحدة وعدة دول خليجية حليفة شنت أولى الضربات الجوية والصاروخية ضد أهداف تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" بسوريا.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن عدد القتلى في الضربات الجوية الأمريكية لمواقع جبهة النصرة في سوريا بلغ 50 قتيلا، مضيفا أن أغلبية القتلى كانوا أجانب.

وأيدت مصر ودول خليجية أخرى القيام بهجمات عسكرية ضد "داعش" في مؤتمر عقد مطلع الشهر الجاري بالمدينة السعودية "جدة".

وجاء في البيان الختامي للمؤتمر إن "الدول المشاركة اتفقت على أن تسهم كل دولة في الاستراتيجية الشاملة لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، والتي تشمل منع تدفق المقاتلين الأجانب من دول الجوار، ووقف تدفق الأموال للتنظيم".

وقال نبيل فؤاد إن أخطر ما يمكن أن تقوم به "داعش" بالنسبة لمصر هو إما أن ترسل عملاء إليها من الخارج أو أن تجند عملاء من داخل مصر للقيام بعمليات إرهابية.

وأضاف "نحن لسنا مهددين نفس التهديد كسوريا والعراق.. "داعش" تنظيم مسلح بسلاح ثقيل يقوم بالاستيلاء على المدن والأرض ولا يوجد بيننا وبينه اتصال بري لذلك فهو لا يستطيع التسلل لمصر عبر الحدود".

وصعدت جماعات متشددة متمركزة في سيناء -خاصة جماعة أنصار بيت المقدس- هجماتها ضد أهداف للجيش والشرطة منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان، وامتد نطاق الهجمات من سيناء إلى القاهرة ومناطق متفرقة في أنحاء البلاد.

وأعلنت "أنصار بيت المقدس" مسؤوليتها عن العديد من الهجمات التي استهدفت قوات الأمن، وأثيرت تساؤلات في الآونة الأخيرة عن علاقة الجماعات المتشددة في شمال سيناء وخاصة "أنصار بيت المقدس" بـتنظيم الدولة الإسلامية "داعش".

وطالب تنظيم الدولة الإسلامية، في بيان بث على الإنترنت أمس الاثنين، المقاتلين الإسلاميين في شبه جزيرة سيناء بمهاجمة الجنود المصريين وقطع رؤوسهم في خطوة من شأنها أن تزيد القلق من طبيعة العلاقات التي تربط بين الجماعات المتشددة.

وقال أبو محمد العدناني، المتحدث باسم تنظيم الدولة الإسلامية، في البيان "نثني على إخواننا في سيناء الأبية فقد شعشع الأمل في أرض الكنانة ولاح البشر في مصر بعملياتهم المباركة ضد حماة اليهود جنود السيسي الفرعون الجديد".

وتعقيبا على ذلك قال اللواء فؤاد "لا توجد صلة بين الاثنين .. الجماعات المتشددة في سيناء تسير على نهج أفكار "داعش" ولكنهم ليسوا على صلة معها، كما حدث في حالة تنظيم القاعدة والجماعات التي ظهرت عقب مقتل بن لادن، والتي كانت تسير على خطى القاعدة ولكنها لم تكن تنتمي لها".

وأكد مصدر أمني في وزارة الداخلية في اتصال هاتفي مع أصوات مصرية عدم وجود علاقة بين "داعش" والجماعات المتشددة في سيناء قائلا "داعش جيش بيحارب واحنا معندناش الكلام ده .. اللي عندنا مسلسل استهداف لقوات الأمن وبنتعامل معاه".

وتعهد رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، اليوم، بدعم الحرب التي تشنها الولايات المتحدة على مسلحي تنظيم "داعش"، إلا أنه دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما لتوسيع نطاق حملته ضد التطرف لتتجاوز العراق وسوريا.

وحذر السيسي، في مقابلة أجراها مع صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية خلال زيارته للولايات المتحدة للمشاركة في قمة المناخ، الإدارة الأمريكية من أن "تنفض يدها" من الشرق الأوسط الذي يتنامى فيه تهديد التطرف، مشيرا إلى أن التهديدات الإرهابية في ليبيا والسودان واليمن وسيناء "تعكس الخطر الذي يمثله تنظيم داعش للشرق الأوسط والغرب".

ورغم تأييد مصر للحرب التي تشنها الولايات المتحدة على تنظيم الدولة الإسلامية، غير أنها رفضت إرسال قوات عسكرية للمشاركة في الهجمات.

وقال وزير الخارجية سامح شكري الأسبوع الماضي إن مصر قد لا تقدم مساعدة عسكرية للولايات المتحدة في معركتها ضد تنظيم الدولة الإسلامية، مضيفا أن الجيش يركز على الجبهة الداخلية.

وذكر مسؤول أمريكي لوكالة أنباء رويترز، إن السعودية والإمارات والأردن والبحرين شاركوا في الغارات الجوية الأمريكية على سوريا لكنه لم يكشف عن الدور المحدد لكل دولة في العمليات العسكرية. وقال إن "قطر لعبت دورا داعما للهجمات الجوية".

وقال فؤاد إن رفض مصر المشاركة في الحرب على "داعش" هو خطوة صحيحة لعدم ملائمة الظروف التي تمر بها مصر لاتخاذ هذا الخيار في الوقت الراهن.

وأوضح أن الظروف ليست مواتية لإرسال جنود للحرب في الخارج في ظل التهديدات التي تشهدها مصر على حدودها الشرقية والغربية والجنوبية، إضافة إلى التهديدات في الداخل، مشيرا إلى أن ذلك سيعتبر تشتيتا للجهود.

وأشار إلى أن مصر من الممكن أن تشارك في الحرب على "داعش" بصورة غير مباشرة من خلال تقديم بعض التسهيلات للدول المشاركة.

تعليقات الفيسبوك