رئيس الوزراء: لا خطط لدينا لعمل عسكري ضد الدولة الإسلامية

الإثنين 20-10-2014 PM 08:35
رئيس الوزراء: لا خطط لدينا لعمل عسكري ضد الدولة الإسلامية

إبراهيم محلب. 1 أكتوبر 2013، تصوير: أحمد حامد - أصوات مصرية

كتب

كتب: مايكل جورجي

قال رئيس وزراء مصر إن بلاده لا تنوي تقديم مساعدة عسكرية مباشرة للولايات المتحدة في حربها على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، حتى إن كان القصف الجوي الأمريكي غير كاف لهزيمة التنظيم.

لكن إبراهيم محلب ترك الباب مفتوحا أمام إمكانية عمل عسكري مصري ضد التنظيم إذا هدد الدول العربية الخليجية الحليفة للقاهرة.

وتعتبر مصر -التي لديها واحد من أكبر جيوش الشرق الأوسط ولديها خبرة كبيرة في محاربة التشدد- حليفا أساسيا للولايات المتحدة التي تقدم لمصر مليارات الدولارات مساعدات سنوية.

وقال محلب إن مصر تعطي الأولوية لضمان الاستقرار في الداخل، حيث يواجه المسؤولون الأمنيون إسلاميين متشددين ينشطون في شبه جزيرة سيناء ويعتبر المسؤولون المصريون المتشددين في ليبيا المجاورة تهديدا خطيرا.

وقال محلب -في مقابلة مع رويترز- إنه بالنسبة للجيش المصري فإن أهم شيء هو حدوده واستقرار بلاده وحماية بلاده.

وتحدث رئيس الوزراء المصري بعد ساعات من انفجار قنبلة أسفر عن سبعة قتلى من مجندي وضباط الجيش في سيناء.

وشبه جزيرة سيناء مركز لتمرد قتل مئات من رجال الأمن المصريين، منذ قيام الجيش بعزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين العام الماضي بعد احتجاجات حاشدة على حكمه.

لكن محلب بدا مرنا في مسألة التدخل المصري إذا تعلق ألأمر بأمن حليفي القاهرة المنتجين للنفط السعودية والإمارات العربية المتحدة.

وقدمت الدولتان مليارات الدولارات مساعدات لمصر، كما قدمتا لها منتجات نفطية بعد قيام الرئيس عبد الفتاح السيسي عندما كان قائدا للجيش بعزل مرسي في يوليو تموز 2013 ثم شنت بلاده أكبر حملة على الإسلاميين.

وتعتبر السعودية والإمارات الإخوان المسلمين خطرا على استقرار الأنظمة الحاكمة فيهما، وشكلتا محورا مع مصر ضد دول مثل قطر تساند الجماعة.

* أمن الخليج

شدد محلب على أن مصر لا تريد التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. لكنه ذهب إلى القول إن أمن الخليج هو أمن مصر وإن أمن مصر هو أمن الخليج.

وسئل إن كانت بلاده ستتدخل إذا قالت لها السعودية والإمارات إن تنظيم الدولة الإسلامية يهدد أمنهما فقال: سوف نعبر هذا الجسر عندما نصل إليه.

وتسعى الولايات المتحدة لمزيد من المساعدة في حربها على الدولة الإسلامية التي استولت على أجزاء واسعة من العراق وسوريا وهددت بإعادة رسم خريطة الشرق ألأوسط.

وقام وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بعدة زيارات لمصر في الشهور الماضية بأمل أن تغير رأيها.

ولزم محلب الحذر عندما سئل إن كان يعتقد أن الولايات المتحدة سيتعين عليها تصعيد موقفها لما بعد الغارات الجوية لتهزم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.

وذكر أنه من الضروري تحسين أداء الجيش العراقي الذي انهار تقريبا عندما اجتاحت الدولة الإسلامية شمال العراق في يونيو حزيران.

* الجيش العراقي لا بد أن يقوى

وقال محلب: فلننتظر لأن التدخل الجوي ووجود الجيش العراقي على الأرض سيكون له بلا شك اثر إيجابي في احتواء الإرهاب. ووصف الوضع بأنه صعب.

وأضاف أن التدخل الجوي من جانب الولايات المتحدة تدخل مهم جدا في هذه المرحلة. وتساءل: لكن هل هو كاف؟ واضاف أنه مع تقوية الجيش العراقي ووجود الجيش العراقي على الأرض لا بد من تقييم الموقف خطوة بخطوة مشيرا إلى أنه لا يزال من السابق لأوانه الحكم على ما سيحدث في الميدان.وأبدى محلب قلقا كبيرا بشأن مقاتلي الدولة الإسلامية الذين يحملون جوازات سفر غربية ويمكنهم بالتالي تجنب التتبع في المطارات.

وقال إن هناك اليوم أشخاصا في الدولة الإسلامية من أوروبا وإن هذا هو أكبر تحد. وأضاف أن مصر قالت إنه يجب محاربة الإرهاب على مستوى العالم وإن كثيرين يفهمون الآن هذه الرسالة.

وكان السيسي قد حذر من أن مقاتلي الدولة الإسلامية خطر على العالم. وأبدى قلقا خاصا من المتشددين الذين ينتعشون وسط الفوضى التي تلت عهد القذافي في ليبيا.

ويقول المسؤولون الأمنيون إن هؤلاء المتشددين أقاموا صلات مع متشددي سيناء التابعين لجماعة أنصار بيت المقدس. وقال قائد في جماعة أنصار بيت المقدس لرويترز إن جماعته تتبع توجيهات الدولة الإسلامية لها.

وتدرب مصر على أراضيها قوات ليبية مناهضة للإسلاميين وتقدم لها معلومات مخابراتية لسحق التشدد القريب منها. ويقول مسؤولون أمنيون إن طيارين ليبيين يقودون طائرات حربية مصرية قصفوا أهدافا للمتشددين في ليبيا في الآونة الأخيرة رغم أن المسؤولين المصريين يقولون إن سياستها تقوم على عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى.

وقال محلب إن بلاده تفضل عدم التدخل في شؤون ليبيا الداخلية، لكنها تدعم كلا من الشعب والحكومة في ليبيا وتحمي أيضا حدودها مع ليبيا التي تزيد على ألف كيلومتر. وأضاف أن هذا يمنح المسؤولين المصريين والجيش المصري هدفا واحدا هو حماية الحدود المصرية.

وربما يكون الأكثر مدعاة لقلق مصر أن أعضاء في الدولة الإسلامية تسللوا إلى مصر. وقال مسؤولون أمنيون لرويترز إن 13 عضوا في التنظيم -مصريين وعراقيين وسوريين- ألقي القبض عليهم في الأسابيع الماضية.

وقال محلب إنه من المحتمل أن البعض تسللوا إلى مصر لكن مصر تحمي حدودها مضيفا أن القوانين المصرية تواجه الحركات الإرهابية بقوة. وتابع أن قوات الأمن حاضرة. وأضاف أنه ربما يكون هناك اختراق لكن هذا ليس له أثر على أمن مصر. ووصف الأمن المصري بالمستقر. وقال: إنه لدى مقارنة اليوم بعام مضى نجد أن "البلد بيستقر والإرهاب بيندحر."

وخفت التفجيرات لكن العنف في المنطقة عقد الأمر بالنسبة للسلطات في مصر التي حاربت الإسلاميين عشرات السنين، لكنها أنجبت عددا من أخطر المتشددين بينهم زعيم القاعدة أيمن الظواهري وهو طبيب سابق.

وقال محلب "الإرهاب ليس له حدود (وإنما) حدوده العالم كله." وأضاف أنه عندما تجابه مصر إرهابا فيها فإنها لا بد أن تتابع ما يجري في المنطقة كلها.

وأضاف أن مصر تتابع ما يجري في ليبيا وسوريا واليمن وما يجري في العراق.

ووضع محلب الإخوان المسلمين في صف أنصار بيت المقدس والجماعات الأخرى التي نفذت هجمات على قوات الأمن والمسؤولين، وهو ما تنفيه الجماعة بشدة.

وقتلت قوات الأمن نحو ألف من أعضاء ومؤيدي جماعة الإخوان المسلمين وألقت القبض على آلاف منهم بعد عزل مرسي، وأدانت ذلك منظمات حقوقية كما تسبب في تصدع العلاقات مع تركيا وقطر.

وسئل محلب عما إذا كانت مصر تعتبر هذين البلدين خطرا أمنيا عليها فقال "كل من يعمل ضد مصر فهو خاسر".

تعليقات الفيسبوك