باحث مصري يعتبر أزمة الإخوان "الاغتيال الثاني لحسن البنا"

الخميس 29-08-2013 PM 06:55
باحث مصري يعتبر أزمة الإخوان

حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان - صورة من موقع الجماعة

كتب

يصف باحث مصري ما انتهت إليه جماعة الإخوان المسلمين في بلاده بعد عام واحد في الحكم بأنه "انتحار" لافتقادهم الرؤية والكفاءة وعدم الثقة بغيرهم، وهو ما اعتبره "الاغتيال الثاني" لمؤسس الجماعة حسن البنا الذي قتل عام 1949.

غير أن عمار علي حسن يرى أنه لا تزال أمام الجماعة فرصة للقيام بدور سياسي في المستقبل إذا تعلمت من تجربتها "المريرة".

والجماعة، التي تأسست عام 1928، حصلت على أكثرية الأصوات في الانتخابات البرلمانية في نهاية 2011 ثم فاز مرشحها محمد مرسي في انتخابات الرئاسة في يونيو حزيران 2012. غير أنه سرعان ما اندلعت الاحتجاجات ضد سياساته وقراراته ومنها إعلان دستوري مثير للجدل في 21 نوفمبر تشرين الثاني 2012 منحه سلطات واسعة. وعزل الجيش مرسي في الثالث من يوليو تموز بعد احتجاجات حاشدة في الشوارع ضده.

ويقول حسن إن الشعب الذي أنزل الجماعة منزلة رفيعة قبل الوصول إلى الحكم هو نفسه الذي سارع إلى "تقويض أسطورتهم.. تحول الضحايا إلى جلادين... يتصرفون وكأنهم طائفة ذات عرق مختلف" مضيفا أنهم تجاهلوا تحقيق العدالة الاجتماعية التي كانت شعارا لثورة 25 يناير كانون الثاني 2011 واستبدلوا بها "الصدقات" وهو ما يسميه "الرأسمالية المتوضئة" التي تعتمد على نمط تجاري ذي طبيعة ريعية.

وحسن كان عضو الأمانة العامة للجمعية الوطنية للتغيير قبل ثورة 2011، ولا يشغل حاليا مناصب في أي تيارات على الساحة المصرية ولكنه مناهض لتوجهات الإخوان.

ويرى في كتابه (انتحار الإخوان) أن الجماعة تجاهلت مطالب الشعب وثورته التي انطلقت في 25 يناير كانون الثاني ولولا "شباب الثورة... لظلوا.. خلف الأسوار... ينتحر الإخوان حين يعودون إلى الدم بعد طول حديث عن التغير والتطهر والتسامح والسلم ليثبت للجميع أن الوداعة لم تكن طبعا إنما تطبع".

ويضيف أن الجماعة افتقدت الخيال ومرونة التصرف فلم تستوعب "الزخم الشعبي... والطبقات الحضارية المتتابعة (للشعب المصري)" ثم أراد الشعب أن يثبت لهم أن "مصر الكبيرة" أعظم من الجماعة وأن الدولة ليس "بوسعها أن تتصاغر وتتضاءل لتدخل طيعة في عباءة" الجماعة.

والكتاب الذي يقع في 262 صفحة من القطع المتوسط أصدرته في القاهرة دار نهضة مصر للنشر.

ويقول حسن في كتابه إن الذين منحوا الإخوان أصواتهم في الانتخابات البرلمانية لم يصوتوا لمشروع الجماعة ولا لأيديولوجيتها "وإنما اعتقدوا أنهم مجموعة سياسية" وإن الذين أعطوا مرسي أصواتهم في الانتخابات الرئاسية كانوا يخشون عودة نظام حسني مبارك الذي خلعته الاحتجاجات الشعبية في بداية عام 2011.

ويضيف في كتابه أن الإخوان كانوا "يتوهمون أن انتصارهم حتمي لأن طريقهم رباني ومعركتهم مقدسة اتكاء على اعتقادهم ... لم يظهروا في أي لحظة إيمانا بشراكة وطنية."

وفي فصل حمل عنوان "الاغتيال الثاني لحسن البنا" يرى حسن أن شباب جماعة الإخوان يعيشون "صدمة أخلاقية الآن" بسبب ما اعتبرها فجوة بين الوعود والأحلام القديمة والشعارات المعلنة وبين سياسات الجماعة حين صعدت إلى الحكم حتى إن الجماعة حبست "مشروع الدولة ومستقبله" ورأى أيضا أنه لا يوجد لدى الإخوان مشروع وطني.

غير أن الكاتب لا يرى أن دور الاخوان السياسي قد انتهى إلى الأبد.

ويقول إن فشلهم في مشروعهم لا يعني أن أصحاب هذا المشروع "سيكونون بلا دور سياسي أو اجتماعي ... في المستقبل لكنهم قد يتعلمون من هذه التجربة المريرة ... ويطرحون أنفسهم في إطار التعددية السياسية والفكرية في المجتمع بتواضع ظاهر وبعيدا عن التهويل والأوهام."

ونال حسن جوائز بارزة منها جائزة الطيب صالح في القصة القصيرة من السودان وهو متخصص في علم الاجتماع السياسي وله دراسات منها (التنشئة السياسية للطرق الصوفية في مصر.. ثقافة الديمقراطية ومسار التحديث لدى تيار ديني تقليدي) ونال عنه جائزة الشيخ زايد للكتاب من الإمارات.

تعليقات الفيسبوك