الثني يدعو لشن هجمات دولية على الإسلاميين في ليبيا

الإثنين 16-02-2015 PM 04:20
الثني يدعو لشن هجمات دولية على الإسلاميين في ليبيا

صورة من فيديو ذبح 21 مصريا في ليبيا - صصورة من رويترز

كتب

دعا عبد الله الثني، رئيس الحكومة الليبية المعترف بها دوليا، الغرب لشن هجمات جوية في بلاده من أجل هزيمة من وصفهم بالمتشددين الاسلاميين الذين يسيطرون على طرابلس ودفعوا حكومته للخروج من العاصمة الليبية.

وفي مقابلة جرت قبل ساعات من قيام مصر بقصف أهداف لتنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا -ردا على مقتل 21 مسيحيا مصريا ذبحا بأيدي مقاتلي التنظيم- وجه الثني نداء يطالب فيه جيوش الغرب بالتدخل في بلاده التي تنزلق بوتيرة سريعة نحو الفوضى.

وقال الثني "بالأكيد عندنا معلومات أكيدة أن القاعدة وداعش تتحرك داخل طرابلس وسرت... وبن جواد" مشيرا إلى مدينة في وسط البلاد يسيطر عليها فصيل يؤيد الحكومة المنافسة ومستخدما اختصارا شائعا لاسم تنظيم الدولة الاسلامية.

وأضاف "ندعو دول العالم لتقف إلى جوار ليبيا وتوجيه (ضربات) عسكرية لهذه المجموعات. ندعو دول العالم للمشاركة في الحرب على الارهاب."

وحذر من أن هذا الخطر سينتقل إلى الدول الاوروبية وبصفة خاصة ايطاليا.

وانتقل الثني وحكومته إلى شرق البلاد منذ سيطرت جماعة مسلحة يطلق عليها اسم فجر ليبيا على العاصمة طرابلس في شهر أغسطس اب من العام الماضي. ويضم فصيل فجر ليبيا اسلاميين لكنه ينفي وجود أي صلة تربطه بتنظيم القاعدة أو بالمقاتلين الذين بايعوا تنظيم الدولة الاسلامية.

وتشهد ليبيا حالة من الفوضى مع وجود حكومتين وبرلمانين متنافسين يتحالف كل منهما مع فصائل مسلحة مختلفة تتقاتل على السيطرة على أراضي ليبيا وذلك بعد مرور أربع سنوات على تدخل الطائرات الحربية التابعة لحلف شمال الأطلسي للمساعدة في الاطاحة بالدكتاتور معمر القذافي.

وارسلت القوات المسلحة المصرية طائراتها الحربية لتشارك سلاح الجوي الليبي في قصف أهداف تابعة لتنظيم الدولة الاسلامية داخل ليبيا اليوم الاثنين وذلك بعد يوم من نشر لقطات فيديو تظهر ذبح 21 مصريا كانوا قد اختطفوا في ليبيا.

وقال قائد سلاح الجو الليبي إن ما بين 40 و50 متشددا قتلوا في الضربات الليبية المصرية المشتركة.

وتشعر مصر بالقلق لصعود الدولة الاسلامية خاصة في المناطق القريبة من حدودها. وقد دعت القاهرة اليوم الاثنين التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويوجه ضربات جوية للتنظيم في سوريا والعراق إلى التصدي لهذه الجماعة في ليبيا أيضا.

وفي ضوء انقسام ليبيا بين حكومتين تقوم الأمم المتحدة بمساعي وساطة لتفادي تطور الأمر إلى حرب أهلية شاملة. غير أن المحادثات لم تحرز أي تقدم يذكر.

وقال الثني في المقابلة التي جرت في مقر حكومته في مدينة البيضاء التي تبعد نحو 1200 كيلومتر إلى الشرق من العاصمة طرابلس "الحوار المخرج الوحيد في ليبيا."

وأصر على ضرورة أن تقوم المحادثات على أساس أن واحدا من البرلمانين المتنافسين وهو مجلس النواب الذي انتخب في يونيو حزيران الماضي وانتقل أيضا إلى شرق البلاد هو البرلمان الشرعي.

وسعت الأمم المتحدة لتوسيع نطاق الحوار بإشراك البرلمان السابق وهو المؤتمر الوطني العام الذي أعاده فصيل فجر ليبيا في طرابلس.

وقال الثني "شرعية مجلس النواب هي الخط الأحمر ولن نتنازل عنها. لن نرجع إلى المؤتمر (الوطني العام). ولايته انتهت. مجلس النواب هو السلطة التشريعية."

وحذر من أن المواجهة العسكرية مازالت تمثل خيارا لحكومته. وقد قام السلاح الجوي التابع للواء خليفة حفتر المتحالف مع الثني بقصف أهداف في غرب ليبيا.

وقال الثني "الحكومة الليبية تؤيد الحوار بكل قوة. لابد من حل سلمي يحافظ على وحدة ليبيا ليس بالقتال."

وأضاف "نحن نؤيد الحوار ولكن لو وصل الحوار إلى طريق مسدود لا سمح الله يوجد في هذا الحال رأي آخر.. الخيار العسكري."

* العجز

وأدت الاضطرابات إلى تقلص صادرات النفط التي تعتمد عليها ليبيا في توفير الغذاء للسكان إلى أقل من 200 ألف برميل يوميا أي ما يقرب من خمس المستوى الذي كانت عليه في عام 2013. وكانت الصادرات أكبر من ذلك في عهد القذافي.

وسجلت الدولة عجزا بلغ 19 مليار دولار في العام الماضي.

وقال الثني الذي تدور شكوك حول سيطرته على ايرادات الدولة ومصروفاتها إن ليبيا ستسجل عجزا في الموازنة في العام الجاري بسبب الانكماش الحاد في انتاج النفط لكنه أضاف أن ليبيا قد تحصل على قروض من الخارج أو تطلب مساعدة من دول مثل الامارات العربية المتحدة الداعم الرئيسي لها.

ولم يقر أي من البرلمانين المتنافسين موازنة لعام 2015 غير أن الثني قال إن حكومته ستقدم مشروع ميزانية بحلول منتصف مارس اذار المقبل.

وقد سعى البنك المركزي الواقع في غرب البلاد في مناطق خارج سيطرة حكومة الثني البقاء على الحياد في الصراع وذلك بقصر الانفاق على مرتبات الموظفين العموميين والواردات الأساسية.

وقال الثني إن حكومته نقلت مقر مؤسسة النفط الحكومية إلى شرق البلاد وتعتزم إقامة وحدة جديدة تابعة للبنك المركزي هناك.

وربما يكون لمثل هذه الخطوات حساسيتها بالنسبة لمشتري النفط الأجانب الحائرين بشأن كيفية سداد ثمن النفط الليبي.

وحتى الآن يسدد المشترون ثمن النفط عبر حسابات لمؤسسة النفط والبنك المركزي تخرج عن سيطرة الثني.

وقال الثني مشيرا إلى مدينة نفطية في شرق البلاد "تم نقل المؤسسة الوطنية للنفط إلى البريقة" مؤكدا أنها الجهة الشرعية الوحيدة.

تعليقات الفيسبوك