أحدث الأخبار
مدير معهد الأورام:
- علاج سرطان الدم هو الأعلى تكلفة.. ونفقات المريض الواحد تصل لحوالي 120 ألف جنيه
- بدأنا أعمال الترميم في المعهد بأموال المتبرعين قبل أن تخصص لنا المالية 9 ملايين في الموازنة الجديدة
- نعاني من الإقبال القوي.. ونجري 15 عملية جراحية كبيرة يوميا
كتب: محمد جاد
يزدحم مدخل مكتب مدير المعهد القومي للأورام بزيارات أهالي وذوي المرضى الذين يتطلعون لتيسير إجراءات علاجهم، فالمبنى الشهير للمعهد المطل على كورنيش النيل هو أحد أكثر المراكز المتقدمة في علاج أمراض السرطان التي تعد من أكثر أخطر الأمراض على حياة الإنسان والأعلى تكلفة في العلاج.
ويقول مدير المعهد، حاتم أبو القاسم، إنه بينما يواجه المعهد ضغوطا قوية من إقبال المواطنين على طلب العلاج به، فإنه يعتمد على النسبة الأكبر من تمويله من تبرعات المواطنين، ويتطلع إلى الحصول على ميزانية أكبر من الدولة في ظل الإلزام الدستوري بزيادة الإنفاق على الصحة.
وقال أبو القاسم، في مقابلة مع أصوات مصرية، إن "ما يتراوح بين ثلثي إلى ثلاثة أرباع ميزانية الدواء (في مستشفى المعهد بالقصر العيني) تأتينا عبر تبرعات المواطنين".
وأضاف مدير المعهد، الذي يقدم العلاج للمواطنين مجاناً، "ننفق سنويا ما يتراوح بين 150 إلى 200 مليون جنيه.. وما يصلنا من الدولة حوالي 50 مليون جنيه بينما نغطي البقية من التبرعات".
وقال إن وتيرة التبرعات لم تتراجع خلال السنوات الأخيرة مما ساعد المعهد على تغطية تكاليفه، مشيرا إلى أن "هناك أيضا من يتبرعون بجلب الدواء للمعهد".
وبينما يتطلع المعهد إلى إعادة ترميم أحد مبانيه المكون من 18 دورا بميزانية 200 مليون جنيه، يقول أبو القاسم إن التمويل الذي خصصته الحكومة لهذه الأعمال في العام المالي الجاري اقتصر على 9 ملايين جنيه.
وأضاف "لقد بدأنا العمل في أعمال الخرسانة التي تتكلف 36 مليون جنيه من مارس الماضي، وغطينا جزءا من التكلفة من أموال التبرعات.. وعندما بدأ العام المالي (في يوليو) وزارة المالية قالت لنا انفقوا الـ 9 ملايين المخصصة في الموازنة لهذا المشروع وسنضع لكم اعتمادا جديدا خلال العام الجاري".
ويتطلع أبو القاسم لأن يستفيد المعهد من الإلزام الدستوري بزيادة الإنفاق على الصحة، من خلال توفير تدفقات مالية أفضل تساعده على تغطية نفقاته المتزايد "في كل سنة يدخل لنا ما يتراوح بين 20 إلى 24 ألف مريض جديد إضافة للمرضى الذي كانوا يتعالجون عندنا منذ السنة الماضية".
وبحسب التصنيف الوظيفي لمصروفات الموازنة العامة في 2015-2016، فقد زاد الإنفاق على الصحة هذا العام بنحو 12% ليصل إلى 44.9 مليار جنيه، لكن بند شراء السلع والخدمات -الذي يغطي النفقات الجارية للمؤسسات الصحية- يمثل حوالي 18% فقط من هذه الموازنة، وتمثل الاستثمارات العامة حوالي 14% منها، بينما تستحوذ الأجور على حوالي 61% من هذه الميزانية.
وقالت الحكومة في البيان المالي -لموازنة العام المالي المنقضي- إنها تستهدف تطبيق الالتزامات الدستورية بزيادة الإنفاق تدريجيا على التعليم والصحة والبحث العلمي إلى ما يمثل 10% من الناتج المحلي بحلول عام 2016-2017.
وبحسب أبو القاسم، فإن المعهد يعاني من تكدس المرضى لديه بسبب كثرة الإقبال "نحن آخر ملجأ لمريض السرطان في مصر، لأن لدينا أفضل خبرات وإمكانيات مقارنة بالجهات الحكومية الأخرى المعالجة للأورام، لذا فإذا وجدت تلك الجهات (مثلا) أن لديها حالة خطيرة تحيلها إلينا.. وليس هناك جهة أعلى نحيل اليها الحالات".
وتعد أكثر حالات الأورام إقبالا على العلاج في المعهد هي أورام الثدي والكبد والرئة وسرطان الدم، كما يقول أبو القاسم.
وأشار إلى أن "سرطان الدم هو الأعلى تكلفة.. فعلاج المريض الواحد قد تتراوح تكلفته بين 100 إلى 120 ألف جنيه" .
ويعد معهد الأورام بالقصر العيني ضمن المستشفيات الجامعية حيث يتبع جامعة القاهرة. وتقوم هذه المستشفيات بدور محوري في علاج المصريين لما تتيحه من علاج مجاني للمرضى، وما تتمتع به من كوادر ذات خبرة في مجالات شتى.
وبحسب تصريحات سابقة لرئيس وحدة علاج الألم بالقصر العيني، لأصوات مصرية، فإن المستشفيات الجامعية تقوم بـ70% من العمليات الكبرى وذات المهارة في مصر، وتساهم أيضا بنحو 30% من العمليات الأساسية والمتوسطة والصغرى.
لكن مع كثرة الإقبال على العلاج بمعهد الأورام، فقد يعاني المرضى من طول فترة الانتظار.
ويقول أبو القاسم "من الطبيعي في أي مكان في العالم يقدم العلاج مجانا أن تكون هناك قائمة انتظار.. وقد يضطر المريض لدينا أحيانا للانتظار من أسبوع لعشرة أيام لعمل أشعة (على سبيل المثال)".
وأضاف "ونحن نحاول أن نخفف الأعباء عن المرضى بقدر الإمكان.. فإذا كان أمامي طلب علاج من مريض بورم حميد وحالة أخرى أكثر خطورة.. سأتخذ قرارا بتأجيل مريض الورم الحميد بعض الوقت ".
وبحسب أبو القاسم، فإن معدلات العمل بالمعهد تعد غير معتادة في المنشآت الصحية العامة المناظرة لها وأضاف "نحن المستشفى الحكومي الوحيد الذي يجري حوالي 15 جراحة كبرى يوميا".
أما عن أهم النصائح لتجنب دخول معهد الأورام كمريض بالسرطان، فيقول أبو القاسم "أفضل أساليب الوقاية هى تجنب العوامل التي تؤدي لنقص مناعة الجسم مثل التدخين أو الكحوليات والمواد المخدرة والمواد الحافظة والتلوث".