قالت صحيفة الواشنطن بوست إن محمد التهامي مدير المخابرات العامة المصرية أكد لها استمرار التعاون الاستخباراتي مع الولايات المتحدة رغم حجبها لجزء من المعونات العسكرية لمصر، ورغم إجراء الجيش المصري اتصالات مع روسيا.

ونقلت الصحيفة عن التهامي في مقابلة مع الصحفي والكاتب "ديفيد إجناثيوس" أنه قال إن "التعاون بين الوكالات الصديقة يتم عبر قنوات مختلفة كلية عن القنوات السياسية... وأنا على اتصال مستمر مع  جون برينان مدير المخابرات الأمريكية "السي آي إيه"، ومدير المحطة المحلية، بدرجة أكبر من اي مخابرات أخرى على امتداد العالم".

وتشهد العلاقات المصرية الأمريكية اضطرابا منذ عزل الجيش للرئيس السابق محمد مرسي في مطلع يونيو الماضي عقب مظاهرات حاشدة شارك فيها ملايين المصريين مطالبين بإسقاطه، ولم تصف الولايات المتحدة ما حدث باعتباره انقلابا، لكن أوقفت جزءا من المعونات العسكرية لمصر على الأرجح بسبب قانون يحظر تقديمها لدول تشهد انقلابا عسكريا.

وزار جون كيري وزير الخارجية الأمريكية مصر قبل أيام والتقي رئيس الجمهورية المؤقت عدلي منصور ووزير الدفاع عبد الفتاح السيسي وأدلى بتصريحات يراها كثيرون مؤيدة للحكم الحالي، وكان صرح قبل أسابيع بأن مصر "تستعيد مسارها الديمقراطي".

وردا على سؤال بشأن الخطر الذي قد تمثله الحملة على الإخوان المسلمين بدفعها أعضائها نحو العمل السري في نسخة جديدة من منظمات إرهابية ترتبط بالقاعدة، أشار التهامي –حسب الصحيفة- إلى إن "بعض الخلايا التابعة للقاعدة كانت تحاول أن تضرب بجذورها في شبه جزيرة سيناء"، ضاربا مثلا بجماعة "بيت المقدس" كواحدة من الجماعات التي تزعم ارتباطها بالقاعدة، إلا أن "التهامي" أوضح إنه لا يوجد دليل على صلتها بتنظيم القاعدة الأساسي أو زعيمه "أيمن الظواهري".

وتبنت "جماعة أنصار بيت المقدس" عدة هجمات تعرضت لها قوات الأمن في مصر مؤخرا، وعلى رأسها محاولة اغتيال وزير الداخلية في سبتمبر الماضي.

ونقلت الواشنطن بوست، فيما وصفته بأول مقابلة صحفية للتهامي ونشرتها بعنوان "مستقبل المخابرات المصري"، عن التهامي قوله "بالرغم من الهيكل الفضفاض لتلك الجماعات، إلا أن القضاء على خلاياه بسيناء قد يستغرق بعض الوقت"، موضحا أن الجيش حقق نتائج طيبة مؤخرًا بسيناء"، ومضيفا أن بعض الخلايا الجهادية تسللت إلى القاهرة والدلتا والصعيد، لكن وزارة الداخلية قامت بتعقبهم.

وقال التهامي إنه "من المرجح أن تستهدف الهجمات الإرهابية المصادر الرئيسية للدخل الأجنبي مثل السياحة وقناة السويس والاستثمارات الأجنبية"، وأنه "يجب على الجيش وقوات الأمن توفير حماية خاصة لهذه القطاعات".