فرقة "قوطة حمرا" تجوب الأحياء الفقيرة لإسعاد الأطفال

الجمعة 01-03-2013 PM 07:01
فرقة

عرض لفرقة "قوطة حمرا" بجزيرةالدهب جنوب القاهرة- أصوات مصرية

في حقل في الهواء الطلق بجوار نهر النيل ترقّب أطفال جزيرة الذهب فرقة "قوطة حمرا" ومهرجيها. وما إن ظهروا وهم يلعبون الإيقاع على طبولهم حتى هلل الصغار بالتصفيق وساروا وراء الفرقة في قطار منتظم ليحضروا العرض.

تتكرر تلك المسيرة الإحتفالية في كل حي فقير تزوره فرقة المهرجين "الكلاون" بآلاتها الموسيقية وثيابها الحمراء لتضفي البهجة إلى قلوب الأطفال وأيضاً الكبار الذين حرمهم وضعهم المعيشي من الترفيه.

وتتميز تلك العروض بكونها مجانية تأكيداً من الفرقة على أن مسرح الشارع مسرح إجتماعي يخلق فناً للتواصل في كل مكان كما قال الفنان علي صبحي أحد الممثلين الخمس الذين تتكون منهم الفرقة. "نحن نقدم مسرحاً إجتماعياً في الشارع وبالأخص في الأماكن الفقيرة التي تفتقد الحياة ولأطفال يعيشون في الشارع، ومنهم أيضاً من يتعرض للخطر". وقبل جزيرة الذهب أدت الفرقة عروضاً في المحافظات كالمنوفية والأسكندرية وسوهاج.

وتقع جزيرة الذهب في محافظة القاهرة. وهي منطقة ريفية بسيطة مليئة بالحقول والمزارع والبيوت الصغيرة وجاءت إليها الفرقة عن طريق أحمد صابر مدير الورش بمركز الدار الإجتماعي الكائن في الجزيرة. وقال صابر "عندما شاهدت من قبل قوطة حمرا أعجبت بفنهم. وبالتنسيق معهم جاؤوا ليدعموا معنوياً أطفال الجزيرة المحتاجين لهذه الفرحة ".

أنشئت فرقة "قوطة حمرا" في مصر منذ عامين مع بداية ثورة يناير، وذلك بعد ان تم تدريب الممثلين على فن الكلاون منذ سنوات في مشروع تابع لأحد المؤسسات الفنية الفرنسية. وتعمل الآن الفرقة بمنحة من المركز الثقافي البريطاني لدعم العرض، وبمنحة من السفارة الاسبانية للتجوال خارج القاهرة بهدف إدخال الفرحة بفنهم إلى قلوب الأطفال.

ومنهم الطفل علاء عبده 11 عاماً والذي تحدث مبتسماً "أنا سعيد جداً ومعجب بالأراجوزات، وبالأخص السيدة الاراجوز عندما مسكت يدي وسلمت عليً وضحكت لي. أنا مبسوط!"

وشاركه بهذا الشعور عبد الرحمن رضا الطالب بالصف الأول الأعدادي الذي قال: "نحن اليوم سعداء بوجود قوطة حمرا، وأكثر شيء أعجبني هو الموسيقى التي يصنعونها، وصوتهم وهم يتحدثون. وأريدهم أن يبقوا دائماً معنا ولا يتركونا ويذهبوا بعيداً".

وذلك ما يحدث غالباً مع الفرقة في عروضها في المحافظات كما رواه الفنان هاني طاهر أحد الممثلين: "دائماً بعد إنتهاء العرض نجد الأطفال يتشبثون بملابسنا ويهتفون بصوت جماعي عال (مش هاتمشوا، مش هاتمشوا) والحمد لله هذا دليل على ان العرض أعجبهم وهم فرحين به وهذا أجمل شعور لنا".

تستخدم فرقة قوطة حمرا في عروضها أدوات بسيطة مثل الكرات الصغيرة الملونة والأحجام المختلفة من الدلو الذي يرميه الممثلون في الهواء وسط تصفيق الأطفال بالأضافة إلى بعض الطبول الصغيرة والبراميل التي يقرعون عليها بالعصي لعزف الموسيقى الإيقاعية بطريقة مرحة. تلك الأدوات التي قالت عنها الفنانة ديانا كالفو التي تحمل الجنسية الاسبانية وتجيد العربية بطلاقة "دائماً نستخدم أدوات بسيطة يستطيع الشخص العادي أن يستخدمها ثم نطورها مع الوقت بالتشاور بيننا، كما أن ذلك ينطبق أيضاً على الملابس التي نرتديها ".

ويطغى اللون الأحمر على الملابس لأنه كما فسر الفنان أحمد مصطفى أحد ممثلي الفرقة "أكثر الألوان إنتشاراً لفن الكلاون، كما أننا نعتمد على الملابس والموديلات القديمة ، والتي تضفي نوعاً من الفكاهة، بالأضافة للأنف الأحمر الذي نرتديه والذي يبهر الأطفال ويحبه الكبار أيضاً".

وعلى الرغم من بساطة اللباس والأدوات، حظيت الفرقة على إعجاب المحترفين الآخرين مثل داليا العبد إحدى مشاهدات العرض وهي مصممة مسرح حركي ومخرجة التي قالت: "تحية لهذه الفرقة التي تقدم الفن بطريقة كوميدية بسيطة خالية من الفلسفة والتعقيد لتصل للطفل بمرح وتسعد الكبار أيضاً. كما أرى أهمية هذا الفن الذي يصل للناس الذين لايستطيعون أن يصلوا إليه والذي يؤكد على أن الفن ليس حراماً كما يزعم البعض مؤخراً، بل هو رسالة من الفنان الذي يسعد من حوله كما نرى".

تعليقات الفيسبوك