أحدث الأخبار
تثير خطط إثيوبيا لبناء سد على نهر النيل مخاوف على مستقبل موارد المياه في مصر.
وأثارت أديس أبابا قلقا شديدا في مصر في الآونة الأخيرة عندما بدأت تحويل مجرى النيل الأزرق تمهيدا لبناء سد النهضة الذي تبلغ كلفته 4.7 مليار دولار.
وقال الرئيس المصري محمد مرسي يوم الإثنين (10 يونيو) إن مصرلا تريد خلافا مع إثيوبيا لكن كل الخيارات مطروحة لئلا يتأثرالمصريون بالسد الإثيوبي.
كما وقال إنه يتفهم حاجة دول منابع النيل إلى التنمية لكن مصر لن تقبل تخفيض حصتها من المياه.
وجاء في تقرير أعده خبراء من مصر والسودان وإثيوبيا أن أديس أبابا لم تأخذ في الاعتبار جميع الآثار المترتبة على بناء سد النهضة.
وذكر مغاوري شحاتة دياب خبير المياه المصري والرئيس السابق لجامعة المنوفية لرويترز أن النتائج التي تضمنها التقرير تثيرالقلق.
وقال "استندت اللجنة في تقريرها الفني وبوضوح إلى أن إقامة سد النهضة مشروع كارثي بكل المقاييس. وهذا ما أعلنته وزارة الموارد المائية والري.. أن الآثار الكارثية المترتبة على هذا السد سوف تضع مصر في مأزق مائي كبير يصل بها إلى حد الجفاف."
وأضاف دياب أن من بين الآثار التي ستترتب على بناء السد الإثيوبي زيادة البطالة في القطاع الزراعي وتراجع إنتاج الطاقة الكهربائية في مصر.
وقال "مع مزيد من البطالة في قطاع الزراعة على وجه التحديد ثم نقص الطاقة الكهربائية المولدة منه (السد العالي) وهذا له كلفة اقتصادية يجب حسابها أو تم حسابها بمعرفة العاملين في وزارة الكهرباء ووزارة الموارد المائية والري. إذن هناك تكاليف.. هنا كتكاليف صيانة غير عادية لبحيرة السد العالي وتوربينات السد العالي وغير ذلك من أعباء إضافية."
ووضعت إثيوبيا خططا لاستثمار ما يزيد على 12 مليار دولار في بناء سدود على الأنهار بهدف توليد الكهرباء وتصديرها.
وتصر أديس أبابا على أن سد النهضة لن يؤثر على مياه النيل على المدى الطويل بعد ملء خزان السد الضخم.
لكن الزراعة وهي قطاع رئيسي في الاقتصاد المصري تعتمد بصفة أساسية على مياه النيل في الري.
وتعاني بعض المناطق الزراعية بمحافظة الدقهلية في شمال مصرنقصا في المياه بالفعل حتى قبل شروع إثيوبيا في بناء السد.
وقال مزارع يدعى المهدي أبو المعاطي "وباقول لك الحياة ما عادش فيها أمان ليه.. لما باسمع في التلفزيون قال لك إثيوبيا بانية سد وما عادش جاي لكم ميه. فالواحد عنده انهيار في حياته لما باسمع في التلفزيون.. وهنا الترعة ناشفة (جافة) وما عادش أمان للحياة. إيه السبب؟ ما تعودناش على كدا."
مزارع آخر يدعى مسعد يسري ذكر أن أرضه أصابها الجفاف بالفعل وأن الوضع قد يصبح أسوأ إذا تراجعت حصة مصر في مياه النيل.
وقال "إذا كانت هي متأثرة دلوقت من قبل السد.. أمال لو السد اتعمل ح نعمل إيه؟ ح نحرث الأرض دي كلها.. كلها ح تتحرث."
وذكر وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو يوم الأحد (9 يونيو)أن القاهرة حصلت على تأكيد من إثيوبيا أن سد النهضة لن يقلص نصيبها من ماء النيل.
وقال الوزير للصحفيين في مقر الوزارة "ما يهمنا ألا يتأثر مايصل لمصر من ماء سواء من ناحية الكم أو النوعية. هذا هو الاهتمام المصري. الجانب الإثيوبي أعلن أنه لن يضر بمصر ولن يضرها بلتر ماء ونحن ننظر إلى وضع هذا الكلام موضع التنفيذ."
ولم يتضح على سبيل اليقين تأثير بناء سد النهضة على دولتي المصب مصر والسودان. وتؤكد إثيوبيا رغم ضعف مواردها الاقتصادية قدرتها على تمويل بناء السد بمساعدة قرض من الصين قيمته مليار دولار لتمويل خطوط لنقل الطاقة.