أحدث الأخبار
كتبت: فيولا فهمي
لم يكن أطول اعتصام شهدته مصر خلال السنوات الماضية، لكنه أكثر الاعتصامات التي واجهت سيلا من الدعاوى القضائية والاتهامات ضد المعتصمين بالتحريض والعنف وحيازة الأسلحة والشروع في قتل المعارضين.
ففي الوقت الذي أحيط فيه اعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في ميداني رابعة والنهضة بجملة من الدعاوى القضائية، باءت محاولات الإخوان بالفشل في تحرير محاضر شرطية لما سموه "استخدام العنف المفرط لقوات الأمن".
وقال عضو بهيئة الدفاع عن متظاهري رابعة، رفض الكشف عن هويته، إن أنصار جماعة الإخوان المسلمين لم يتمكنوا من تحرير محاضر أو تقديم بلاغات للنائب العام بعد فض قوات الأمن للاعتصامين بسبب ما سماه بـ"التضييق الأمني والحصار القضائي".
كما أجهضت محاولات الإخوان المسلمين لتدويل القضية، حيث رفضت المحكمة الجنائية الدولية طلب هيئة المحامين الممثلة للإخوان المسلمين بشأن أحداث فض اعتصامي رابعة والنهضة، لعدم تلاقي اختصاصات المحكمة مع شكوى الإخوان المسلمين في نقطة تماس، ولدواعي عدم الاختصاص رفضت المحكمة الأفريقية لحقوق الإنسان النظر في دعوى الجماعة.
وبحسب تقديرات جبهة الدفاع عن متظاهري مصر، وهي مجموعة من المحامين من ذوي الاتجاهات المدنية دأبت على تقديم المساعدة القانونية للمتظاهرين خلال الأعوام الماضية، فقد تم القبض على 913 متظاهرا يوم 14 أغسطس 2013 خلال فض الاعتصامين، معظمهم لم يُحل إلى المحاكمة منذ عام مضى.
غير أن تقديرات هيئة الدفاع عن المتهمين، والتي تتكون أساسا من محامين من ذوي الميول الإسلامية، تشير إلى أرقام أكبر، إذ يقول عضو الهيئة، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، إن عدد من تم إلقاء القبض عليهم في ذلك اليوم يصل إلى حوالي 2100 متظاهر بواقع 1400 في رابعة و700 في النهضة.
ووجهت النيابة لهؤلاء المتهمين جملة من الاتهامات، من بينها القتل العمد مع سبق الإصرار لمجهولي هوية تم العثور على جثامينهم تحت منصة اعتصام رابعة، والانضمام لعصابة تقاوم السلطات بالسلاح وتعتدي على الحرية الشخصية للمواطنين وتضر بالوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي وتستعرض القوة والعنف باستخدام الأسلحة النارية والبيضاء وغيرها.
الدعاوى القضائية التي أقيمت على الإخوان أثناء اعتصامي رابعة والنهضة:
قضية "سايس الجراج"
قضت محكمة جنايات القاهرة في 15 يوليو الماضي بالسجن المشدد 3 سنوات على 5 متهمين من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي - ليس من بينهم قياديون - بتهمة احتجاز "سايس جراج" (عامل بموقف سيارات) داخل غرفة وتعذيبه والاعتداء عليه بالضرب وقطع إصبعه داخل مقر اعتصام ميدان رابعة العدوية.
وكانت قد تمت إحالة المتهمين إلى محكمة الجنايات بتهمة الشروع في القتل واحتجاز وتعذيب مواطن دون وجه حق وإحراز أسلحة بيضاء دون ترخيص.
قضية اختطاف ضابط وأمين شرطة
تنظر محكمة جنايات شمال القاهرة المنعقدة فى معهد أمناء الشرطة بطرة، محاكمة القياديين الإخوانيين محمد البلتاجي وصفوت حجازي، إضافة إلى طبيبين بالمستشفى الميداني لاعتصام رابعة العدوية، بتهمة اختطاف ضابط وأمين شرطة واحتجازهما قسريا وتعذيبهما داخل مقر اعتصام الإخوان بمنطقة رابعة العدوية.
وأنكر دفاع المتهمين ما نسب إليهم من اتهامات، بينما قالت النيابة إن المتهمين قاموا باقتياد المجني عليهما إلى داخل اعتصام رابعة العدوية والاعتداء عليهما بالضرب وإحداث إصابات شديدة بهما، لولا تدخل رئيس حي شرق مدينة نصر الذي تمكن بتدخله لدى المعتصمين من إطلاق سراح المجني عليهما.
قضية "غرفة عمليات رابعة"
أحيل محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان و50 من قيادات وأعضاء الجماعة إلى المحاكمة الجنائية العاجلة في القضية المعروفة إعلاميا باسم "غرفة عمليات رابعة".
وتوجه النيابة للمتهمين، ومن بينهم محمود غزلان وسعد الحسينى وجهاد الحداد وأحمد أبو بركة والصحفي هاني صلاح الدين، اتهامات بإعداد غرفة عمليات لتوجيه تحركات التنظيم ومواجهة الدولة أثناء فض اعتصامي رابعة والنهضة والتخطيط لإشاعة الفوضى واقتحام أقسام الشرطة وتخريب مؤسسات الدولة وتدمير دور عبادة مسيحية، في محاولة لإسقاط الدولة.
ومن المقرر أن تعقد المحكمة جلستها المقبلة في هذه القضية يوم 16 أغسطس الجاري.
وتزامن مع توقيت اعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي وقوع أحداث أخرى يحاكم فيها أنصار الجماعة، لكنها وقعت خارج الحيز الجغرافي لاعتصامي رابعة العدوية ونهضة مصر، وهي بالترتيب الزمني:
-8 يوليو 2013: أحداث "الحرس الجمهوري" وأدت إلى مقتل 61 شخصا وإصابة أكثر من 435 آخرين، وفقا لتقرير أخير لمصلحة الطب الشرعي.
- 15 يوليو 2013: أحداث "رمسيس الأولى" وأسفرت عن مقتل 10 أشخاص وإصابة 120 آخرين.
-22 يوليو 2013: أحداث "مسجد الاستقامة" وأدت إلى وقوع 9 قتلى وإصابة 21 آخرين.
-27 يوليو 2013: أحداث "المنصة بمدينة نصر" وأسفرت عن مقتل 79 شخصا وإصابة 105 آخرين.
-14 أغسطس 2013: أحداث "قسم كرداسة" وأسفرت عن مقتل 11 ضابطا من قوة القسم والتمثيل بجثثهم، بجانب شخصين آخرين تصادف وجودهما في مكان الحادث، والشروع في قتل 10 أفراد آخرين وحرق عدد من سيارات الشرطة.