أحدث الأخبار
- مدير مبيعات في فندق: السياحة الداخلية مواسمها محدودة ولا نستطيع الاعتماد عليها بشكل كلي
- مسئول سابق بوزارة السياحة: لا يمكنها سد عجز السياحة الخارجية لأنها لا تُدخل عملة أجنبية
كتبت: ياسمين سليم
مع كل هزة تصيب السياحة الخارجية في مصر، تبرز الدعوات والحملات لتنشيط السياحة الداخلية لتكون عوضا عن غياب السياح الأجانب عن مصر.
ورغم تزايد هذه الحملات في الوقت الحالي بعد حادث سقوط الطائرة الروسية في سيناء والذي أودى بحياة 224 شخصا، فإن العاملين في مجال السياحة لا يعتبرونها عوضا عن ضعف السياحة الخارجية، التي تكون عائداتها بالعملة الأجنبية.
يقول كريم محمود، مسؤول مبيعات في 3 فنادق سياحية بالغردقة، إن السياحة الداخلية في مناطق كشرم الشيخ والغردقة لها مواسم محدودة مثل الأعياد وإجازة نصف العام أو الصيف، لكن في بقية شهور السنة يكون عدد المصريين الموجودين قليلا جدا مقارنة بالأجانب.
ويؤكد أنه "لا يمكن للسياحة الداخلية أن تشغل الفنادق طول السنة لأن هناك شهور بأكملها لا نستقبل سياح مصريين فيها مثل رمضان وخلال أشهر المدارس والجامعات".
وبحسب محمود، فإن متوسط إقامة النزلاء المصريين في الفنادق تتراوح بين 3 إلى 4 ليالي "وهي مدة قليلة جدا بالمقارنة بالأجانب الذين يصل متوسط مدة إقامتهم إلى نحو 10 أيام وأحيانا تمتد إلى 15 يوما خاصة السياح الروس".
وتسبب حادث سقوط الطائرة الروسية في إعلان بريطانيا وتركيا وروسيا عن وقف رحلاتها إلى شرم الشيخ، ودفع الحادث وزارة السياحة لتأجيل حملتها للترويج للسياحة المصرية في 7 دول أوروبية.
وأوضح محمود أن "أقصى ما يمكن أن يشغله المصريون في الفندق في أيام الذروة هو 150 غرفة من إجمالي 500 غرفة بالفندق"، مضيفا "لا نستطيع الاعتماد بشكل كلي على السياحة الداخلية ومن المستحيل تعويض السائح الأجنبي بالمصري".
وهو ما أكده محمود مبارك، مسؤول سابق بأحد فنادق شرم الشيخ، قائلا إن "صافي ربح الفندق إذا كان النزلاء من المصريين أقل بكثير في حال كان النزلاء أجانب كونهم يدفعون بالعملة الصعبة".
وفي أعقاب ثورة 25 يناير، أغلق الفندق الذي كان يعمل به مبارك ضمن عدة منشأت تم إغلاقها بسبب عدم وجود سياحة خارجية "كنا نتفهم وجهة نظر مالك الفندق، فالسياحة الداخلية لا يمكن أن تكفي وحدها أو أن تكون عوضا عن السياحة الخارجية"، بحسب مبارك.
ووفقا لوكالة رويترز، فإن السياحة الأوروبية الوافدة إلى مصر تمثل نحو 70% من إجمالي عدد السائحين في حين تتراوح نسبة السياحة العربية بين 15 و17% من عدد السائحين الوافدين.
ولا يتوقع أيضا مجدي سليم، الرئيس السابق لقطاع السياحة الداخلية بوزارة السياحة، أن تمثل السياحة الداخلية تعويضا للمنشآت الفندقية عن أي نقص في السياحة الخارجية، ويقول "بالطبع السياحة الداخلية لا يمكنها سد عجز السياحة الخارجية، لأنها لا تُدخل عملة أجنبية".
وبحسب إحصاءات رسمية، تمثل عائدات السياحة نحو 11.3 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي ونسبة 14.4 بالمئة من إيرادات مصر من العملات الأجنبية.
ويضيف سليم "لكن في نفس الوقت تستطيع السياحة الداخلية تقليل العجز في إشغالات الفنادق الناتج عن نقص السياح الأجانب".
ويقول إن السياحة الداخلية قد تساعد ملاك الفنادق على الاحتفاظ بالعاملين وعدم تسريحهم، أو على دفع القروض المستحقة عليهم، "وهي مصدر دخل أي أن كان قيمته".