أحدث الأخبار
كتبت: رحمة ضياء
لم تحمل "أم كلثوم" السلاح في أرض المعركة، لكنها شاركت في الحروب التي خاضتها مصر بالسلاح الذي تجيد تطويعه "صوتها"،ونالت الشكر والتقدير من الرؤساء.
ويمكن لزوار متحف أم كلثوم، الكائن بمنيل الروضة، أن يروا خطاب شكر موجها إليها من الرئيس الراحل أنور السادات ويحمل تاريخ 11 نوفمبر 1973.
ويشكرها السادات في الخطاب لتبرعها للمجهود الحربي لتدعيم القوات المسلحة.
ويقول لها في خطابه:" وصلتني رسالتك التي تعبر عن نبيل مشاعرك وصادق وطنيتك وروحك التي عبرت عن مثالية عالية بتبرعك للمجهود الحربي لتدعيم القوات المسلحة التي تخوض معركة من أشرف معاركها في الدفاع عن حقها المغتصب في أرضنا العربية العزيزة".
وجاء ذلك الخطاب عقب حرب 6 أكتوبر 1973 وقد تبرعت أم كلثوم وقتها بأرباح حفلاتها لصالح الجيش، كما قدمت العديد من الأغاني الوطنية. كما وكان لأم كلثوم دور كبير في دعم الجيش المصري في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي حرر لها بدوره خطابا بتاريخ 30 أكتوبر 1955، يشكرها فيه لتبرعها بمبلغ ألف جنيه لتسليح الجيش.
ويقول عبد الناصر في نص الخطاب المعروض في متحفها بالمنيل، "إلى السيدة أم كلثوم إبراهيم .. تفضلتم فقدمتم مبلغ ألف جنيه مساهمة منكم في تسليح الجيش لاستكمال وسائل الدفاع عن الوطن المفدي، فتقبلوا خالص شكري على نبيل مشاعركم وصادق وطنيتكم".
وكانت قيمة الجنيه في فترة ما بعد ثورة يوليو، في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، "1954 إلى 1970"، تبلغ نحو 2.5 دولار.
وعقب نكسة يونيو 1976 لم تستسلم أم كلثوم للحزن والإحباط طويلا، وبدأت في جولة غنائية داخل مصر وخارجها، لجمع أموال للمجهود الحربي، وقدمت إبانها أغنيتها الشهيرة (أصبح عندي الآن بندقية) وغنت أيضا (حبيب الشعب) لعبد الناصر بعد تنحيه وعودته ثانيا.
ومن البلاد التي زارتها خلال جولاتها باريس، وروسيا والسودان إضافة إلى حفلاتها المحلية بمحافظات مصر المختلفة.
ومن الحفلات الشهيرة التي قدمتها في هذه الفترة حفل يوم الأربعاء 15 نوفمبر 1967 على مسرح (الأولمبياد) بباريس، وكانت تغني (الأطلال)، وسقطت من علي خشبة المسرح وهي تقول (هل رأى الحب سكارى مثلنا كم بنينا من خيال حولنا) عندما أصر أحد السكارى الفرنسيين على تقبيل قدمها.
وقدمت حفلا في السودان استجابة لخطاب وجهه لها وكيل وزارة الخارجية السوداني عثمان الحضري، بحسب ما ذكر الكاتب رجاء النقاش في كتاب "لغز أم كلثوم".
وحرر وكيل الوزارة الخطاب في 18 مارس 1968، يخاطبها فيه قائلا "أرسيت بوطنيتك وحماسك قاعدة النضال بالنغمة الحلوة واللحن العذب والصوت الجميل القوي فجعلت من الفن رسالة لترسيخ مفاهيم العروبة والوطنية واسترداد الحق المسلوب في الوطن العربي".
ونقل إليها رغبة السودان حكومة وشعبا في زيارتها لبلدهم ضمن جولاتها في العالم العربي لدعم المجهود الحربي.
وأشار رجاء النقاش في كتابه إلى أن دخل الحفلتين اللتين أقامتهما أم كلثوم في السودان بلغ 240 ألف جنيه، لافتا إلى أن ذلك المبلغ لم يسبق في تاريخ السودان كله أن حققته أي حفلة على الإطلاق.