كتبت: رحمة ضياء

تستعد حواء لجولة ثانية في معركة الانتخابات البرلمانية، والتي ستجرى يومي 22 و23 نوفمبر الجاري، بعد اقتناصها 33 مقعدا في المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب، التي جرت في أكتوبر الماضي.

وتخوض المنافسة 196 سيدة، في 13 محافظة هي القاهرة، والقليوبية، والدقهلية، والمنوفية، والغربية، وكفر الشيخ، والشرقية، ودمياط، وبورسعيد، والإسماعيلية، والسويس، وشمال وجنوب سيناء، فيما شاركت 112 سيدة في المرحلة الأولى من إجمالي 2573 مرشحا بحسب المتحدث الرسمي للجنة العليا للانتخابات.

وتواجه مرشحات المرحلة الثانية مجموعة من التحديات، في مقدمتها ضعف إقبال الناخبين، والذي كان السمة الأبرز للمرحلة الأولى، إضافة إلى منافسة المال السياسي، وحرب الشائعات وتمزيق اللافتات.

ضعف الإقبال

وتقول نجوى العشري، المرشحة على مقاعد الفردي بمحافظة الدقهلية، لأصوات مصرية، "حسيت إني مرعوبة بعد ما شفت عزوف الناخبين عن المشاركة في المرحلة الأولى، وده خلاني أبذل مجهود أكبر".

وتشير نجوى، التي تولت منصب وكيل وزارة الصحة سابقا، إلى تنظيمها عيادات مجانية في كافة قرى الدائرة لتقديم خدمات العلاج للفتيات والسيدات، بالإضافة إلى توعيتهن بضرورة النزول والإدلاء بأصواتهن، قائلة "براهن على أصوات الستات وتأثيرهن في الصناديق".

وتشكو من مواجهتها لـ"حرب قذرة" من المنافسين لها بدائرة أجا، ومعاناتها من تمزيق اللافتات الخاصة بها، وترويج شائعات بانتمائها إلى جماعة الإخوان، ومحاولات بعض المرشحين شراء أصوات الناخبين.

وتتصدى نجوى لهذه المعوقات بفيلم قصير، بعنوان "من أجل مصر سنعمل"، يتضمن ما وصفته بإنجازاتها خلال فترة عملها بوزارة الصحة، وملامح برنامجها ولقاءاتها مع فئات مختلفة من أهل الدائرة، وتذيعه في الندوات واللقاءات الجماهيرية التي تقوم بها.

وتقول "نسبة الستات في المرحلة الثانية هتكون أفضل لو الناس شاركت لأن حماس سكان منطقة الدلتا للمرأة أكبر". 

المال السياسي  

وتشير سحر عثمان، مرشحة حزب الوفد بدائرة مدينة نصر، إلى أن السيدات يواجهن تحدي المال السياسي، الذي ينفق بلا سقف على الدعاية الانتخابية، قائلة "مش قادرين نواكب المال السياسي ومحدش بيدعمنا".

وتضيف "أعتمد في حملتي على ميزانية محدودة"، لافتة إلى تلقيها دعم معنوي ولوجيستي من حزب الوفد، والقليل من الدعم المادي.

وتعتمد سحر على أصوات الطبقة المتوسطة، وخاصة النساء والشباب، قائلة "لفيت على الكافيهات والتجمعات الشبابية عشان أحث الشباب على المشاركة في الانتخابات بعد عزوفهم في المرحلة الأولى، وبراهن على الستات".

موسم البلطجية

وتصف عبير سليمان، مرشحة فردي بدائرة الوايلي، الانتخابات بأنها "موسم البلطجية"، قائلة "المرشح لازم يدفع إتاوات للبلطجية عشان يحمي لافتاته الدعائية". وتشير إلى أنها غيرت خطة الدعاية الخاصة بها، ولم تعد تعتمد على اللافتات الصغيرة التي يتم تمزيقها، واستبدلتها بملصقات ضخمة تعلق على الأبراج في الميادين الكبرى بالدائرة.

وتؤكد عبير أن أغلب المرشحين بدائرتها تجاوزوا سقف الدعاية الذي حددته اللجنة العليا للانتخابات، قائلة "المرشحين ينتهكوا القانون ويلجأوا لطرق احتيالية في المنافسة".

وتضيف، "رغم المناخ الفاسد اللي بتدور فيه الانتخابات لكن نتائج المرحلة الأولى، خصوصا في دائرة إمبابة اللي نجح فيها اتنين ستات كانت مبشرة جدا بالنسبة لي".

توعية الناخبين

تركز الكاتبة فاطمة ناعوت، المرشحة بدائرة النزهة-مصر الجديدة، على توعية الناخبين بكيفية التصويت، وعدد المرشحين الواجب عليهم اختيارهم في الدائرة، قائلة "الناس ماكنتش فاهمة إزاي تنتخب وده اللي خلاهم مينزلوش".

وتتوقع فاطمة أن تشهد المرحلة الثانية إقبالا أكبر من الناخبين، وتتهم الإعلام بالتخاذل وعدم القيام بدوره في توعية المواطنين.

وتشير إلى أنها تعتمد في حملتها على اللقاءات المباشرة مع أهل الدائرة للتعرف على مشاكلهم، ومشاكل البلد، قائلة "البرلمان منبر رقابي وتشريعي أكثر منه خدمي ومش وظيفته يجيب لواحد وظيفة أو شقة".

الوجوه القديمة

وتعمل نعمت قمر، مرشحة تيار الاستقلال بالغربية، بالمثل على رفع الوعي عند الأهالي للمشاركة في الانتخابات، قائلة، "بقول للناس أنزلوا وشاركوا وماتسمحوش للوجوه القديمة أنها تسيطر على البرلمان".

وتعتمد نعمت على شعبيتها بقطاع الغزل والنسيج، فهي واحدة من أقدم النقابيات بالقطاع، وعضو سابق بالمجلس المحلي بالغربية.

ويضمن قانون انتخابات مجلس النواب للمرأة 70 مقعداً ضمن مقاعد نظام القوائم، ونسبة الـ 5% التي يعينها رئيس الجمهورية، في حين تخوض المعركة بمفردها في دوائر النظام الفردي، التي تُنافس عليها خارج الكوتة.

وفازت في المرحلة الأولى 28 سيدة ضمن قائمتي "في حب مصر" في الصعيد وغرب الدلتا، إضافة إلى فوز 5 سيدات في دوائر النظام الفردي.