أحدث الأخبار
تتسبب حملة مصر ضد انفاق التهريب عبر حدودها مع قطاع غزة في تفاقم النقص في احتياجات القطاع مما أجبر حركة حماس التي تديره على دراسة بدائل عاجلة.
وطالب مسؤولون من حماس مصر مساء امس الاثنين بدراسة إقامة ممرات تجارية بديلة مثل منطقة للتجارة الحرة وهي اتفاقية مباشرة يمكن ان تعزز ايرادات حماس من الضرائب وتتحايل على سيطرة منافستها فتح وإسرائيل على الواردات الرسمية إلى غزة.
وبدأت مصر إغلاق الأنفاق بعد هجوم وقع في الخامس من اغسطس اب في سيناء قتل خلاله مسلحون 16 جنديا مصريا. وتشتبه مصر في أن بعض المتشددين استخدموا الانفاق في حين تقول حماس إنه لم يشارك في الهجوم أحد من غزة.
وتظاهر يوم السبت المئات من انصار حماس عند الحدود مطالبين مصر بوقف إغلاق الأنفاق ورفعوا لافتة تقول "إغلاق الأنفاق بدون بديل يعني الموت لغزة".
وتفرض إسرائيل حصارا على القطاع منذ 2007 عندما انتزعت حماس السيطرة عليه من حركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس. وتقول إسرائيل إن الحصار يهدف لمنع وصول الأسلحة والمواد ذات الاستخدام العسكري إلى حماس.
وفي العام الماضي سمحت مصر لمزيد من الناس بعبور الحدود مع غزة من معبر في بلدة رفح لكنه يستخدم لعبور المسافرين فقط وليس البضائع. ورسميا تمر البضائع إلى غزة من خلال إسرائيل فقط.
وتسمح إسرائيل بدخول الوقود ومواد البناء بصفة رئيسية للمشروعات التي تمولها الأمم المتحدة وليس للاستخدام الخاص.
وقال إبراهيم جابر المسؤول بوزارة التخطيط في حكومة حماس في قطاع غزة إن بضائع بنحو مليار دولار دخلت إلى القطاع عبر إسرائيل في 2011.
وقال ماهر الطباع الخبير الاقتصادي المقيم في غزة إن 30 في المئة من البضائع تأتي إلى غزة عبر الأنفاق. ويقول اصحاب أنفاق إن نحو 80 في المئة من الغذاء الذي يباع في غزة يأتي من خلال الأنفاق.
وقال الطباع إن اغلاق الأنفاق يمكن ان يؤدي الى انهيار كامل في القطاع وسيواجه كارثة اقتصادية.
واستخدمت الانفاق لاستيراد كل شيء من الغذاء الى مواد البناء والوقود والسيارات كما استغلها المسلحون أيضا لاستيراد ذخائراستخدمت لمهاجمة إسرائيل التي استهدفت بعض الأنفاق بضربات جوية.
وقال صاحب نفق يدعى ابو عبد الله لرويترز "شغل الأنفاق آخذ في الجفاف. الأمن المصري يعمل ليل نهار على إغلاق الأنفاق. لقد تم إغلاق 180 نفقا في منطقة واحدة على الشريط الحدودي."
واضاف أن الحملة المصرية على الانفاق تسببت في ارتفاع اسعار الغذاء في القطاع وارتفعت أيضا اسعار مواد البناء مثل الأسمنت والصلب.
وقال ابو عبد الله "اعمال البناء التي شهدت نموا كبيرا سوف تتوقف قريبا بعد ان تم اغلاق كافة الانفاق التي تدخل مادة الحصمة(الزلط) الى غزة."
وقال علي وهو أيضا يدير نفقا منذ خمس سنوات إن استيراد مواد البناء يكاد يكون مستحيلا لأن الموردين المصريين يرفعون الأسعار بينما لا تسمح حماس لاصحاب الأنفاق برفع الأسعار كذلك.
وقال لرويترز "ثمن الطن الواحد من الاسمنت ارتفع الى 400 شيقل(حوالي 100 دولار) من 370 شيقل سابقا وفي نفس الوقت سلطة حماس تمنعنا من اضافة زيادة على السعر تعوض خسارتنا وهدا يعني ان علي أنا تحمل خسارة علاوة على ما أدفعه من أجر للعمال الدين يسحبون البضائع عبر النفق."
واضاف "أنا وكثير اخرون من أصحاب الانفاق توقفنا عن العمل لأن تعليمات حماس لا تاخد بعين الاعتبار خسائرنا."
وقال جهاد ابو الكاس الذي تملك عائلته متجرا في مدينة غزة إن هناك نقصا في امدادات منتجات الألبان.
وحث مسؤولو حماس مصر على السماح باستخدام معبر رفح لمرورالبضائع أيضا لكن مصر تحجم عن السعي لادخال تعديلات على اتفاقات دولية مع إسرائيل ودول غربية أخرى تنص على استخدام المعبر لسفر الركاب فقط.
وقال مسؤول في حكومة حماس لرويترز من القاهرة إن اسماعيل هنية رئيس حكومة الحركة في غزة بحث إقامة منطقة للتجارة الحرة بين غزة ومصر خلال اجتماع الليلة الماضية مع رئيس الوزراء المصري هشام قنديل.
وقال طاهر النونو الناطق باسم حكومة حماس في غزة "لقد قمنا بتقديم شرح للفكرة ... الهدف هو تخفبف الحصار على قطاع غزة." وأضاف "رئيس الوزراء هنية قال إن غزة هي جزء من الدولة الفلسطينية وليست كيانا منفصلا ولن تكون (كذلك)."
وقال مسؤول مصري لرويترز إن الاقتراح طرح خلال الاجتماع لكن من السابق لأوانه تقديم رد.
ويخشى بعض المسؤولين الفلسطينيين أن يشجع مثل هذا الاتفاق حماس على التخلي في نهاية المطاف عن اتفاق المصالحة المتعثر الذي توسطت فيه مصر ويهدف لانهاء الخلاف مع فتح.