أحدث الأخبار
تلقي أزمة اقتصادية متفاقمة بظلالها على احتفال المصريين بعيد شم النسيم.
وشهدت متاجر الأسماك المملحة بوسط القاهرة يوم السبت (4 مايو) الإقبال المعتاد على شراء الفسيخ والرنجة والسردين لوجبة يوم شم النسيم.
لكن تاجرا بحي السيدة زينب ذكر أن الكميات التي يشتريها زبائنه هذا العام أقل من الأعوام السابقة.
وقال أشرف البائع بمتجر شاهين المعروف "كل اللي كان بياخذ كيلو.. فعلا الكمية قلت شوية لكن الإقبال شديد عليه.. زي ما سعادتك شايف."
وشهد العامان الماضيان في مصر زيادة في التوتر الطائفي وعبر كثير من المسيحيين عن قلقهم من صعود تيار الإسلام السياسي إلى السلطة.
لكن عيد شم النسيم مناسبة مصرية شديدة الخصوصية يقال إنها ترجع إلى عصر قدماء المصريين ويشترك في الاحتفال بها كل المصريين.
وقال شاب يدعى أيمن صلاح "إحنا حضرتك كلنا شركاء في الوطن.. والمواسم إحنا كلنا بنحتفل بها مع بعض مسيحيين ومسلمين مع بعض.. إذا كان مسلم ولا مسيحي دا عيد لنا كلنا."
على مدى عامين منذ ثورة يناير كانون الثاني، التي أطاحت بنظام الحكم السابق، تشهد مصر اضطرابات سياسية وأزمات اقتصادية أدت إلى ارتفاع مطرد في أسعار المواد الغذائية.
وذكر وجيه، الذي يبيع البصل الأخضر في سوق حي السيدة زينب، أن الاضطرابات السياسية والأسعار المرتفعة يقللان بهجة الاحتفال بالأعياد.
وقال "دلوقت تحس أن كله قرفان.. بس أنا نفسي إن يبقى فيه جديد. نفسي يبقى فيه ناس تحب بعضها زي الأول. نلاقي الربيع لما ييجي علينا كلنا نبقى في فرحة فعلا.. فيه جو من السعادة فعلا. نفسي زي زمان يا ريت."
وشارك المسيحيون في الكنائس بأنحاء مصر مساء السبت في قداس عيد القيامة الذي يحتفل به الشرقيون هذا العام يوم الخامس من مايو أيار.
وألقت بواعث قلق أمنية بظلالها على قداس عيد القيامة بسبب أحداث التوتر الطائفي المتكررة.
ولم يكن الحضور كثيفا للقداس بكنيسة العذراء في حي إمبابة الشعبي التي أشعلت فيها النار قبل عامين خلال مواجهات طائفية سقط فيها قتلى وجرحى.
واندلعت أعمال عنف الشهر الماضي في قرية الخصوص قتل خلالها خمسة أشخاص بسبب خلاف على عبارات كتبت بالطلاء على جدار مدرسة في القرية.
وامتدت أعمال العنف بعد ذلك إلى القاهرة خلال جنازة القتلى بالكاتدرائية المرقسية في حي العباسية.
وقال الأب سرابامون، كاهن كنيسة العذراء بإمبابة، إن الأمة المصرية قائمة منذ بداية تاريخها على وحدة عناصرها المختلفة.
وأضاف "يا ريت نرجع للأصول بتاعتنا.. كلمة عيد من إعادة. يا ريت نستعيد قيمنا وروحنياتنا وإنسانيتنا ونستعيد علاقتنا بربنا وعلاقتنا ببعض."
وزاد التوتر قبل عيد القيامة هذا العام حديث عضو بإحدى الجماعات السلفية في مصر، قال خلاله إن تهنئة المسيحيين بعيدهم حرام.
لكن ناصر فرنسيس شدد، في أعقاب قداس العيد مساء السبت بكنيسة العذراء، على أن المسيحيين لن يسمحوا لأنفسهم بأن يكونوا غرباء في وطنهم مصر.
وقال "وبعدين الناس اللي بتطلع وتغرد الكلام ده.. يعني إحنا برضه ملتمسين لهم العذر لأن احنا ما بناخدش عليهم في الكلام دا وإحنا عارفين إن مصر دي بلدنا وزي ما قال قداسة البابا مصر وطن يعيش فينا وليس وطن نعيش فيه. دي في دمنا إحنا.. مصر ما تهونش علينا ومش ح نفرط فيها ومش ح نسيبها لأي حد. يعني عمر ما ح نفكر نسيب مصر تحت أي ظرف من الظروف."
وحضرت مجموعة من أعضاء حركة شباب 6 أبريل إلى الكنيسة لتقديم التهنئة بالعيد.
وقال شاب من المجموعة يدعى أحمد "إحنا جايين بنقدم التهنئة لإخواتنا المسيحيين. كلنا الحمد لله مسلمين.. قبط.. فدي بنحاول من خلالها نكسر الفتوى الظالمة دي اللي أساسا بتجور على حقهم وبتجور على حقنا. حقهم في التهنئة وتجور عليا إني أهنئهم."