أحدث الأخبار
يأتي لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي ببابا الفاتيكان -وهو اللقاء الأول الذين يجمع بين الرجلين- وسط ظروف صعبة في المنطقة على خلفية اجتياح موجة من الإرهاب التي تتستر برداء الدين في العالم العربي.
وفقا لمحللين سياسيين، فإن السيسي بنشأته في القاهرة الفاطمية التي احتضنت الأديان الثلاثة سيكون حريصا علي تأكيد التعاون مع الفاتيكان لمحاربة من يتسترون خلف ستار الدين.
الدكتور علي السمان، رئيس الاتحاد الدولى للثقافات وحوار الأديان، وصف زيارة السيسي للفاتيكان بالرمز الذي لا يستهان به، موضحًا أن رئيس دولة إسلامية كبري بما يمثله الأزهر من قيمة، ستكون نقطة يتوقف أمامها العالم الذي يهتم بالأديان في هذه اللحظة الفارقة.
ويري سليمان شفيق، الكاتب الصحفي والباحث في الشأن القبطي، أن الرئيس السيسي الوحيد في رؤساء مصر ترتبط زيارته الخارجية ارتباطًا كبيرًا بالتقدم والازدهار في مصر، موضحًا أن مصر في وضع حرج، فكل من سبقوه جاءوا في وقت كانت مصر لها علاقات دولية كبيرة، أما هو فجاء بعد ظروف صعبة أنقذنا منها ويواجه الإرهاب لذا فهو يعيد بناء الدولة داخليًا وخارجيًا من جديد وأهم هذه الزيارات الخارجية هو زيارته الفاتيكان.
كانت الكنيسة الكاثوليكية بمصر، قد أعربت عن ترحيبها بزيارة السيسي للفاتيكان، مؤكدة أنها ترفع صلواتها لأن يكون ثمر هذا اللقاء مزيدًا من المحبة والتعاون في القضايا الإنسانية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وتأتي زيارة السيسي للفاتيكان بعد 8 سنوات من غياب العلاقات الدبلوماسية، ويقول الأب رفيق جريش، المتحدث الإعلامي باسم الكنيسة الكاثوليكية في مصر: إن العلاقات الدبلوماسية المصرية مع الفاتيكان لها أكثر من 60 عامًا وسياسة الفاتيكان تجاه إسرائيل وفلسطين تتطابق مع سياسة مصر وحاليا الدولتان تناديان بحل الأزمة الفلسطينية.
ويقارن الأب رفيق جريش بين شخصية الرئيس السيسي والبابا فرنسيس قائلا: إن الاثنين لديهما اهتمام كبير بالفقراء والبسطاء والتضامن معهم والعمل علي راحتهم.
وكسر البابا فرنسيس 6 قواعد بروتوكولية من أجل لقاء الرئيس السيسي، وهو ماأكده الأب رفيق جريش، حيث استقبل البابا فرنسيس الرئيس في بيته وليس القصر البابوي، وتحددت الزيارة قبل موعدها بـ3 أيام فقط.
يضيف سليمان شفيق أنه لأول مرة في تاريخ الفاتيكان يستقبل البابا رئيس دولة قادم من إيطاليا بعد زيارة لها وأول مرة يستقبل رئيس دولة في بيته الشخصي، مؤكدا أن هذا يعطي معني للزيارة كبير جدا.
دولة الفاتيكان كانت من أوائل الدول التي اعترفت بالموجة الثورية الثانية 30 يونيو ولم تساير موجة الإعلام الغربي في وصفها بالانقلاب العسكري، ويرجع الأب رفيق جريش ذلك إلي أن الفاتيكان ليس لديها أي مصالح سياسية وتواصلت وقتها مع المكتب الإعلامي لها بمصر والذي أكد أن ماحدث هو موجة ثورية شعية ثانية.
تأتي الأهمية لهذه الزيارة مثلما أوضح شفيق أن العالم المسيحي بالخارج والذي يمثله البابا فرنسيس - حيث إنه يرأس الكاثوليك في العالم والذي يقدر عددهم بحوالي المليار نسمة بما يعد سيادة روحية في 74 دولة في العالم ومنها دول هامة جدا مثل دول فرنسا وكل دول أمريكا اللاتينية والأغلبية المسيحية التي تدين بها في أمريكا الشمالية- ستحدث تغيرا نوعيا في العلاقات الدولية مع دول لم تكن علاقتنا بها علي مايرام من قبل مثل أمريكا اللاتينية وشرق أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية لافتا إلى أن هذا الأثر سيكون علي الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وتابع شفيق: آثار الزيارة سياسيا أن رؤساء هذه الدول ستكون دائما جوار مصر واقتصاديا.. قد يكون الفاتيكان من أفقر دول العالم ماليًا ولكنه أغني دول العالم من المرجعية الروحية ورجال الأعمال الكاثوليك هم الأكثر قدرة في العالم علي تمويلات والأمال الاقتصادية وأعتقد أنها واحدة من أهم الزيارات التي تصب في صالح للمؤتمر الاقتصادي الذي سينعقد في مارس.
وحول أثر هذه الزيارة علي الحوارات بين الأديان وعودة العلاقة بين الأزهر والفاتيكان قال علي السمان: إنه لاشك أن لقاء الرئيس سيعطي دفعة قوية لعودة الحوار رسميًا بين مصر وأزهرها والفاتيكان لاسيما أن بابا الفاتيكان له عقل وقلب مفتوح علي جميع الأديان والروحانيات.
بينما يقول الأب جريش: إن الرئيس السيسي ليس رجل دين ولكنه رجل دولة وليس موضوعنا الأزهر والبابا، مؤكدًا أن العلاقات عادت ولكن لأسباب لوجستية لم يتم حتي الآن عقد اللقاء رسميًا.
فيما أكد سليمان شفيق أنه لاتوجد عقبات أمام الحوار بين الأديان إلا بعض المسائل الطفيفة وأعتقد أنه من المنتظر لقاء الأزهر والفاتيكان قريبا قبل المؤتمر الاقتصادي.