أحدث الأخبار
كتبت: أمنية طلال
استطاعت نجمات الدراما الوصول للمناصفة في البطولة المطلقة في مسلسلات رمضان لهذا العام دون تركيز على استغلال المرأة كسلعة تعرض مفاتنها امام الكاميرات.
وللعام الثاني على التوالي تظهر البطولة النسائية في دراما رمضان بقوة، فوصلت البطولة النسائية المطلقة إلى 14 مسلسلا من بين 29 مسلسلا، بإنتاج مصري، تعرض عبر القنوات المختلفة.
ومن الأعمال الدرامية التي تقوم ببطولتها نساء مسلسل "الكابوس"، و"تحت السيطرة"، و"حارة اليهود"، و"يوميات زوجة مفروسة أوي"، و"طريقي"، و"يا انا يا انتي".
ويقول الناقد الفني رامي المتولي "شاركت النساء في باقي الأعمال بشكل مؤثر في الأحداث وبمساحات كبيرة داخل العمل" موضحا أن المسلسلات التي اعتمدت على البطولة المشتركة هذا العام حصلت فيها النساء على مساحة كبيرة وكانت لهن أدوار مؤثرة وفاعلة في أحداث العمل الدرامي مثلما حدث في مسلسل "العهد".
وشارك آسر ياسين وصبري فواز وسوسن بدر وغادة عادل وهنا شيحة وشيرين رضا في بطولة مسلسل "العهد" من تأليف محمد أمين راضي وإخراج خالد مرعي، مما جعل الأكثرية للبطلات في المسلسل.
النساء أكثر تأثيرا
واعتبر المتولي أن زيادة البطولات النسائية في رمضان امتداد لنجاح تحقق خلال العامين الماضيين لأعمال درامية بطلاتها من النساء، وقال إن النساء أصبحن أكثر تأثيرا في الدراما على مستوى التمثيل والتأليف والإخراج.
ولا يرى المتولي أن الاتجاه للبطولة النسائية يهدف إلى استغلال المرأة واستخدامها كسلعة، قائلا "الدراما لها شكل فني محافظ وتخضع للرقابة الذاتية، وأي مشهد غير لائق يثير غضب الجمهور ويقلب الدنيا".
وكان مركز "أبواب الإعلام للدراسات والاستشارات الإعلامية" بالرياض أجرى دراسة منذ ثلاث سنوات بعنوان "دراما رمضان دراسة وتحليل"، اعتمدت على عينة مكونة من 11 عملا دراميا تم بثها خلال شهر رمضان موزعة على مجموعة من القنوات الفضائية العربية.
وأكدت الدراسة أن "إجمالي المشاهد التي ظهر فيها التعري والملابس المكشوفة بشكل مثير من الصدر أو من الخلف بلغ 1536 مشهدا مقابل 356 مشهدا للتدخين بأنواعه، و111 مشهدا لتناول الكحول، و270 مشهدا تضمن تعبيرات جنسية لفظية، و428 مشهدا للتعبيرات الجنسية المحسوسة من عناق وقبل، و473 مشهدا للألفاظ النابية، و153 مشهدا للاحتيال والنصب و46 مشهدا يتناول الاعتداء اللفظي أو بالأيدي على الأب أو الأم من قبل الأبناء".
وكشفت الدراسة أن "الفضائيات العربية تركز على إظهار المخالفات الأخلاقية والدينية والاجتماعية كأنها أمر طبيعي ومقبول في المجتمعات العربية".
وأوضح المتولي أنه قد يتم تسليع المرأة في إطار أحداث العمل الدرامي حسب الدور الذي تلعبه البطلة في الغالب وهذا مقبول جدا في الدراما.
انسحاب الدولة
وتختلف ماجدة موريس، الناقدة الفنية، مع هذا الرأي معتبرة أنه مازالت هناك أعمال درامية تستخدم المرأة كسلعة خاصة في ظل تراجع الدور الانتاجي للدولة والاعتماد على القطاع الخاص فقط، موضحة أن هناك صراعا بين الشركات المنتجة من أجل الترويج لبضاعتهم.
لكن موريس لا تنكر أن البطولة النسائية المطلقة زادت في السنوات القليلة الماضية، وأرجعت ذلك إلى أسباب سياسية، معتبرة أن مشاركة المرأة في ثورة 25 يناير ونزولها إلى الميادين جعلها أكثر انطلاقا ونشاطا في مختلف المجالات، وبرز دورها في المجتمع بقوة مما انعكس على دورها في الحياة العامة والمجالات المختلفة.
وأوضحت موريس أن هناك جيلا جديدا من صناع الدراما استطاعوا أن يفرضوا أنفسهم وأن يعبروا عن أفكارهم وحققوا نجاحا، مشيرة إلى مسلسلي ذات للمخرجة كاملة أبوذكري، وسجن النساء للكاتبتين مريم ناعوم وهالة الزغندي والمخرجة كاملة أبوذكري.
القصة هي البطل
رأت هالة الزغندي مؤلفة مسلسل "الكابوس" أن البطل في أي عمل درامي هو الفكرة بغض النظر عن كون أبطالها نساء أو رجال، معترفة بأن البطولات النسائية زادت بشكل واضح تحديدا في هذا العام وحققت نجاح.
واعتبرت الزغندي أن سر نجاح الأعمال الدرامية التي قامت ببطولتها نساء، هو القصة في المقام الأول والبعد عن التركيز على شكل وجسد المرأة، قائلة معظم الممثلات هذا العام لا يلجأن للماكياج إلا إذا استدعى الدور.
وأوضحت الزغندي أن الاتجاه للبطولة النسائية جاء دون ترتيب أو اتفاق، لكنه نتاج طبيعي للتطور الحادث في المجتمع قائلة "لم يطلب مني كتابة مسلسل لبطلة سيدة، لكني اخترت قصتي بحرية، فكانت البطلة سيدة".
رؤية المخرج
ويتفق المنتج عاطف كامل، مع الزغندي في أن القصة هي البطل لأي عمل، فهو يحكم على أي عمل درامي من خلال الورق، قائلا "غالبا المخرج هو الذي يختار البطلة وتكون له وجهة نظره الخاصة في اختيار البطلة الأنسب للدور".
وعاطف كامل أنتج هذا العام مسلسلي "مريم" بطولة هيفاء وهبي وتأيف أيمن سلامة، وإخراج محمد علي، و"أرض النعام" بطولة زينة ورانيا يوسف، وتأليف ناصر عبد الرحمن، وإخراج غادة سليم.
ورفض كامل ما يشاع عن الاتجاه لإنتاج أعمال لفنانات بعينهن بهدف استخدامهن كسلعة للترويج للعمل، قائلا " أنتجت مسلسلين في رمضان والبطولة للنساء، لكن أتحدى أن يكون أحدهما احتوى على مشاهد أو ألفاظ خارجة أو خادشة للحياء".
وأكد كامل أن أي عمل درامي يقوم في المقام الأول على القصة الجديدة والتي تجذب الجمهور، لكنه لم ينكر أيضا رغبة الجمهور سواء كانوا نساء أو رجال في مشاهدة نجمات جميلات على الشاشة.
وتقوم مبادرة "شفت تحرش" الحقوقية المعنية بمواجهة التحرش بمراقبة مسلسلات رمضان وتحليل مضمونها بهدف إعداد تقرير عن صورة المرأة في دراما رمضان.
كما تقوم وحدة التواصل الاجتماعي والإعلام، بالمجلس القومي للطفولة والأمومة، برصد قضايا الطفولة والأمومة والأسرة المصرية في الدراما الرمضانية لتحليل مدى الالتزام بالضوابط المرتبطة بحقوق الطفل والأسرة.