أحدث الأخبار
كتبت: أمنية طلال
لم تكن الصدفة وراء إنشاء مستشفى "بهية" الخيري لعلاج سرطان الثدي بالمجان، لكن قصة معاناة سيدة ثرية -أصيبت بالمرض- لعبت الدور الأكبر في إنشاء هذا المستشفى.
وهذه المعاناة كانت لبهية وهبي التي أصيبت بسرطان الثدي، ورغم ثراء عائلتها إلا أنهم لاحظوا مدى معاناة سيدات الأسر الفقيرة من نفقات العلاج الباهظة، ومن ثم قررت العائلة إنشاء مستشفى لعلاج سرطان الثدي على أرض منزلها في شارع الهرم بمنطقة الجيزة.
ويعد مستشفى "بهية" الأول من نوعه في مصر والشرق الأوسط، ويهدف إلى التوعية بأهمية الكشف المبكر عن المرض للوقاية منه لتحقيق أعلى نسب الشفاء، من خلال تقديم العلاج بشكل مجاني للسيـدات المصابات بمرض سرطان الثدي، والمساهمة في القضاء على هذا المرض.
ووفق إحصاءات الجمعية الأمريكية للسرطان، هناك سيدة من بين كل 8 سيدات معرضة للإصابة بسرطان الثدي، لكن حسب إحصاءات المعهد القومي للأورام يحصد سرطان الثدي 17.6 من مرضى السرطان في مصر.
وسرطان الثدي هو ثاني أكثر السرطانات انتشارا في مصر إذ يمثل 19.29% من حالات السرطان المسجلة في معهد الأورام وفق إحصائيات المؤسسة المصرية لسرطان الثدي، وهو أكثر السرطانات انتشارا بين الإناث، إذ يمثل 30% من مجموع سرطانات الإناث في مصر.
وسرطان الثدي هو عبارة عن انقسام خلايا أنسجة الثدي ونموّها دون الخضوع لأنظمة التحكم الطبيعية في الجسم، وقد تغزو هذه الخلايا النسيج المحيط بالثدي، كما يمكن أن تنتقل لأجزاء الجسم عن طريق الدم أو الجهاز الليمفاوي إذا لم يتم علاجها.
"بدأ العمل في المستشفى واستقبال الحالات، في مارس الماضي، بعد تجهيزات استغرقت عاما، ونستقبل حاليا الحالات من كل أنحاء الجمهورية"، هذا ما قالته ميادة سامي، مديرة الإعلام بالمستشفى، موضحة أن المستشفى يتيح الحجز من خلال خط ساخن للتسهيل على المرضى.
وأشارت سامي إلى أن المستشفى يقدم كل خدماته بالمجان، موضحة أنه لا يوجد سقف مالي لعلاج كل حالة، قائلة "العلاج ممكن يتكلف من 45 ألف جنيه إلى 500 الف جنيه حسب احتياجات كل حالة".
"تهدف المستشفى إلى تغيير ثقافة المجتمع المصري تجاه الكشف المبكر عن الأورام" قالت سامي، معتبرة أن الكشف المبكر يساعد على الشفاء من المرض بنسبة 98%.
ومستشفى "بهية" أول مستشفى يوفر التصوير الطبي، العلاج الكيميائي، العلاج الطبيعي، العلاج الإشعاعي، وصيدلية إكلينيكية بالإضافة إلى خدمات متابعة نفسية للمرضي.
وهو أيضا أول مستشفي يوفر سبل الدعم الاجتماعي والنفسي الكامل لكافة المرضى عن طريق تقديم مساعدات للمرضى غير القادرين في منازلهم، مع إدخال أسر المرضى ضمن سائر برامج المساعدات الاجتماعية التي تقدمها جمعية رسالة والتي تدير المستشفى.
وتشير سامي إلى أن مستشفى بهية توفر فريقا طبيا متكاملا مكونا من (استشاري أورام، جراح، إخصائي أشعة، وإخصائي تحاليل، وإخصائي علاج طبيعي، وإخصائي تغذية)، موضحة أهمية اتخاذ قرار بشأن حالة المريض بناء على فريق متكامل الأمر الذي يصب في مصلحة المريض.
ونصحت سامي النساء أقل من 40 عاما بإجراء صورة تليفزيونية (سونار) على الثدي كل عام، باستثناء السيدات اللاتي لديهن تاريخ وراثي للمرض واللاتي يحتجن إلى أشعة ماموجرام.
وأكدت على ضرورة إجراء أشعة الماموجرام كل عام للسيدات بعد سن الأربعين، إلى جانب الكشف كل عام، والكشف كل ثلاث سنوات للفتيات فوق سن العشرين بالإضافة إلى الفحص الذاتي للثدي كل شهر.
غياب الوعي بخطورة سرطان الثدي هو الأمر الذي يزعج ريهام أحمد، مسؤولة في إدارة الإعلام بالمستشفى، قائلة "هناك عدم وعي بين السيدات بأهمية الحفاظ على صحة الثدي، واتباع خطوات الفحص والاكتشاف المبكر".
واعتبرت أحمد دور الإعلام ضروري في التوعية بأهمية الكشف المبكر عن المرض، مطالبة بإطلاق حملة لزيادة الوعي بمرض سرطان الثدي وخطورته في حالة عدم اكتشافه.
وتقوم المستشفى حاليا بدراسة إمكانية تقديم خدمات علاج سرطان الدم، حسب ما تؤكد مسؤولة إدارة الإعلام ريهام أحمد.