أحدث الأخبار
افتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم، بالقاهرة مؤتمر إعادة إعمار غزة، بمشاركة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري وممثلي 50 دولة و20 منظمة دولية.
ودعا السيسي السلطات الإسرائيلية إلى إنهاء النزاع في غزة، قائلا "أنادي الإسرائيليين شعبا وحكومة.. حان الوقت لإنهاء الصراع وتحقيق السلام الذي يضمن الاستقرار وتحقيق حلم العيش المشترك".
وقال السيسي، في الكلمة الافتتاحية لمؤتمر إعادة إعمار غزة الذي تستضيفه القاهرة اليوم، "لا بديل عن هذه التسوية حتى يتسنى للشعب الفلسطيني التفرغ للبناء دون أن يخشى تدمير ما بناه بسواعده وبدعمكم".
وأضاف "لا يخفي عليكم أن استمرار حرمان الفلسطينيين من حقوقهم المشروعة طالما وفر الذرائع، لمن يدعون الدفاع عنها، لزرع بذور الاستعداء والشقاق ولاختلاق المحاور ولمحاولة فرض الوصاية على شعب فلسطين الشقيق بدعوى دعمه لتحقيق تطلعاته، وبالتالي، فإن علينا أن نعمل لكي نحرم كل هؤلاء من فرصة استغلال معاناة الشعب الفلسطيني لتحقيق أغراضهم، وفى ذات الوقت لنؤكد تمسكنا بالقيم والمبادئ الإنسانية وبالقانون والشرعية الدولية التى نتمسك جميعاً بها".
ووجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن" خطابه للمجتمع الدولي، متسائلا "أما آن لشعبنا أن ينعم بحريته وكرامته وسيادته واستقلاله في دولته الخاصة به؟ وهل هذا كثير، أيها السيدات والسادة؟ أما آن للحق والعدل أن يبسطا ظلالهما على فلسطين؟ أما آن للظلم التاريخي لشعبنا أن ينتهي؟ أما آن لأطول احتلال في العصر الحديث أن ينتهي؟ أسأل هذا السؤال وأتمنى جوابا لماذا شعب فلسطين آخر شعب تحت الاحتلال؟ هل تنقصنا الثقافة والتعليم؟ لدينا كل شيء، لدينا 53 مؤسسة جامعية في الأرض الفلسطينية".
وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن الولايات المتحدة ترى أن حل الدولتين لإنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي أصبح أكثر ضرورة الآن، وإن بلاده تعمل مع كل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية من أجل سلام دائم.
وأضاف كيري أن الولايات المتحدة قدمت خلال العام الماضي 200 مليون دولار مساعدات إنسانية لغزة، و330 أخرى في الصيف الماضي.
وشدد على أن الأسباب التي تدعو إلى اعتماد حل الدولتين "باتت أكثر وضوحا ورسوخا الآن.. لا يوجد بديل مقبول".
وقال بان كي مون إن نجاح إعادة إعمار غزة يتطلب توافر أسس سياسية قوية، معربا عن شعوره بالتفاؤل إزاء اتفاق المصالحة الفلسطينية الذي تم التوصل إليه بالقاهرة في 25 سبتمبر الماضي، ومناشدا جميع الأطراف بـ"إتباع الأقوال بالأفعال هذه المرة" فى إشارة إلي حركتي فتح وحماس.
وشدد كي مون على مواصلة الأمم المتحدة لدعمها لحكومة الوفاق الوطني وهى تقوم بمباشرة عملها أيضا فى قطاع غزة، منوها بضرورة أن يشمل الدعم الدولي كل السكان سواء كانوا من اللاجئين أو من غيرهم.
ورحب بان كي مون بالاتفاق الثلاثي المؤقت الذي رعته الأمم المتحدة لضمان دخول مواد البناء إلي قطاع غزة، معبرا عن تفاؤله إزاء اجتماع حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية برئاسة الحمد الله فى قطاع غزة.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إن قطاع غزة تعرض لأبشع صور الدمار وسفك الدماء من جراء العدوان الإسرائيلي الغاشم.
وطالب العربي الحاضرين في مؤتمر "إعمار غزة" بأن يتحملوا مسئوليتهم تجاه الشعب والحكومة الفلسطينية، وقال "فلسطين محتلة منذ ما يقرب من ربع قرن، وأصبحت مسؤولية سياسية شاملة لوقف هذا العدوان وضمان عدم تكراره والعمل على إصلاح ما هدمته قوات الاحتلال".
وأشار إلى أن القوات الإسرائيلية غير موجودة بغزة ولكنها محاصرة لها، موضحا أن الجانب الإسرائيلى يمارس أساليب قمعية مع الأسرى الفلسطينيين ما يتعارض مع المواثيق والأعراف الدولية.
ودعا إلى بدء مفاوضات جدية بين الجانبين لترسيم الحدود وإقامة سلام دائم بينهما.
وقالت كاترين آشتون، الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي، إن قطاع غزة يشكل جزءا لا يتجزأ من الدولة المستقبلية لفلسطين.
وأضافت آشتون أن "الحل الدائم للوضع في غزة ينصب في مصلحة الجميع والجهود السياسية التي نبذلها في غزة سوف تنجح إذا ما وضعت في الإطار الأوسع لدعمنا لفلسطين والتزامنا بعملية السلام:.
وقالت "إن هناك حاجة ملحة لعلاج الوضع الإنساني الخطير في غزة"، لافتة إلى أن الإحصائيات تشير إلى أن التدمير الكبير أدى إلى احتياجات إنسانية ضخمة.
وأشارت إلى أنه يجب أن يتم إعادة إعمار غزة في بيئة سياسية آمنة وبطريقة سليمة، معربة عن إعجابها بقوة وصلابة الشعب في غزة.
ولفتت إلى أن "أكثر من 1.5 مليون شخص لا يمكن أن يكونوا رهائن لحلول سياسية، كان يفترض أن تحل هذه الأزمة منذ زمن، هناك نساء وطفال يستحقون الحياة الطبيعية"، مشددة على ضرورة تقديم الدعم المالي السخي الفعال وذلك وفقا لمصداقية التعهدات الدولية.
وقال وزير خارجية النرويج بورج برندي إن إعادة إعمار غزة جزء لا يتجزأ من حل الدولتين، ولابد من وجود استراتيجية لإعادة الإعمار من خلال أنشطة اقتصادية قوية، منوها بأن النرويج قدمت 100 مليون كمنح للفلسطينيين خلال سنوات الحرب السابقة.
وأضاف "حان الوقت لكي يكون لدينا مسار جديد للخطوات المستقبلية ... وفي الواقع يجب أن يكون هناك إعادة إحياء لهذه المحادثات، ومع الأخذ بعين الاعتبار الفشل الاستراتيجي بشكل يؤدي إلى تحقيق الرخاء لكلا الشعبين بشكل متساو".
ولفت إلى أن النرويج مستعدة لكي تطلع بمسؤولية كبيرة في هذه الآلية وميزانيتها المتوقعة.
وقال "لكي نحقق تغيرا في غزة فهذا يستدعي ليس فقط تغير استراتيجي في السياسة الإسرائيلية ولكن يجب أن يكون هناك سلطة فلسطينية فعالة".
وقال وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، إن فرنسا ستقدم 4 ملايين يورو لإعادة إعمار غزة، كما ستقدم أيضا 30 مليون يورو حتى عام 2017 لإعادة إعمار القطاع.
وأضاف فابيوس، أن "من قاموا بالتدمير في قطاع غزة لن يقوموا بالمساهمة بالإعمار.. ولابد من إيقاف هذه الدائرة العبثية من التدمير وإعادة الإعمار".
وأشار فابيوس إلى أن حل القضية الفلسطينية يكمن في استدامة الهدنة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، واستمرار المفاوضات بينهما في القاهرة بما يسمح برفع الحصار عن شعب غزة، وأن يتم الأخذ في الاعتبار بالشواهد الأمنية لإسرائيل واحتياجات القطاع.
وأضاف "نلاحظ أن المفاوضات تبدأ بشكل جيد ولكن ما أن نقترب من الهدف وتحقيق السلام فإن المفاوضات تفشل لأسباب مختلفة تعود في الآخر للسياسة الداخلية".
وقال فابيوس "لابد أن نستوعب دروس الماضي وأن تكون هناك دولة فلسطينية ديمقراطية تتعايش في سلام مع إسرائيل، مع وجود القدس كعاصمة مشتركة للدولتين".
وطالب وزير الخارجية الفرنسي بأن تكون هناك سلطة شرعية واحدة لغزة، وحكومة وفاق وطني تحت رئاسة محمود عباس أبو مازن.
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمته اليوم، إن الميزانية المطلوبة لإعادة الإعمار 4 مليارات دولار.
وأضاف أن جمالي حصيلة الشهداء الفلسطينيين في الحروب الثلاثة وصل إلى 3760 شهيدا، منهم 2145 شهيداً في الحرب الأخيرة، وإنه تم تدمير أكثر من 80 ألف بيت ومنشأة في الحروب الثلاثة، 61.80 ألف منها في الحرب الأخيرة.