قال وزير السياحة هشام زعزوع، إن السياحة المصرية ستعاني على المدى القصير أكثر مما عانته من قبل، لكنه توقع أنه بعد عدة شهور "ستتغير الأمور إلى الأحسن".

وأضاف زعزوع، في لقاء مع موقع دويتشه فيله الألماني، أن "12 دولة حالياً في أوروبا الغربية، التي تمثل دولاً هامة جداً مثل ألمانيا قررت الإعلان عن تحذيرات سفر إلى شرم الشيخ، وبالتالي أعتقد على المستوى القصير سوف نعاني سياحياً أكثر من قبل".

وتابع زعزوع في حديثه، على هامش معرض برلين الدولي للسياحة، الذي يستضيف أكثر من 10 آلاف مشارك من 189 دولة، "لكنني أتصور، بل أنا واثق أنه على المستوى البعيد، أي بعد عدة شهور، ستتغير الأمور إلى الأحسن".

وتمثل السياحة الأوروبية حاليا نحو 70% من السياحة الوافدة لمصر.

واعتبر زعزوع تحذير ألمانيا لرعايها في مصر عقب حادث تفجير الأتوبيس السياحي في طابا بأنه كان "متسرعا"، وأضاف "كانت النتيجة هي أن اتبعت 11 دولة أخرى في أوروبا الغربية نفس النهج وقامت أيضاً بتحذير مواطنيها من السفر.. ولهذا فنحن نعاني بالطبع من هذا التوجه".

وقال "أنا متفهم لقرار ألمانيا .. ولكنني كنت أفضل أن تتأخر في اتخاذ مثل هكذا خطوة، حتى ولو لـ24 ساعة، حتى يتسنى لنا أن نتبادل الرأي في هذا الشأن".

وقتل سائحان كوريان ومواطن مصري في حادث تفجير أتوبيس سياحي في طابا في وقت سابق هذا الشهر، وأعلنت جماعة "أنصار بيت المقدس" المتشددة مسؤوليتها عنه، وهو الاول من نوعه منذ ثورة 2011.

وأشار زعزوع إلى أن الوزارة تعمل حالياً على رفع مستوى الأمن في المناطق السياحية بصفة عامة وشرم الشيخ بصفة خاصة، وقال "سنستمر في هذا الاتجاه في الأيام والأسابيع المقبلة".

وأضاف أن الإجراءات "تتضمن العمل على توفير المزيد من الأمن، بالإضافة إلى الاتصال بالحكومات وخبراء الأمن في هذه الدول التي منعت السفر إلى مصر، حتى يأتوا إلى مصر ويطلعوا على خططنا في هذا الشأن".

وتابع "أما في ما يتعلق بالأحداث الإرهابية، فذلك يقع في جميع أنحاء العالم، ولا يمكن لأي دولة في العالم أن تدعي أنه ليس هناك مخاطر في هذا الصدد".

وعانت السياحة في مصر في السنوات السابقة لثورة يناير بشكل متكرر ولفترات محدودة بسبب أزمات اقتصادية عالمية شبه دورية، وبسبب نشاط إرهابي لإسلاميين متطرفين وجه نحو السائحين، إلا أن الأزمة التي تعانيها البلاد منذ ثورة يناير 2011 امتدت لفترة غير مسبوقة.

وقال وزير السياحة "السياحة لم تمت في مصر. نقول إن السياحة في مصر تمرض ولكنها لا تموت. ونقول أنها ستعود بقوة خلال الفترة المقبلة".

ويعمل في قطاع السياحة نحو 12% من قوة العمل في مصر، ويمثل 11,3% من الناتج المحلي الإجمالي حسب بيانات وزارة السياحة.

وقال تقرير صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي العام الماضي إن مصر تأتي في المرتبة 85 هذا العام من حيث التنافسية السياحية على مستوى 140 دولة في العالم، وإنها هبطت عشرة مراكز في التقرير الصادر لعام 2013 مقارنة بعام 2011 مرجحا أن يكون الهبوط نتيجة استمرار عدم الاستقرار السياسي في البلاد.