البابا الجديد للأقباط الأرثوذكس: الدستور يجب أن يعبر عن كل المصريين

الثلاثاء 06-11-2012 PM 12:51
البابا الجديد للأقباط الأرثوذكس: الدستور يجب أن يعبر عن كل المصريين

الأنبا تواضروس البابا الـ118 - صورة من بوابة الأهرام

كتب

قال البابا تواضروس الثاني البابا الجديد للأقباط الأرثوذكس في مصر يوم الاثنين (5 نوفمبر) إن الدستور المصري الجديد الذي تعكف لجنة تأسيسية على وضعه حاليا يجب أن يكون شاملا ويعبر عن كل المصريين وإن الكنيسة ستعارض أي دستور يخاطب قطاعا واحدا من الشعب المصري.

وأضاف البابا في هدوء وفي غرفة امتلأت بصور البابا شنودة الثالث الراحل، الذي سبق البابا تواضروس في المنصب والذي خلفت وفاته مشاعر الحزن الشديد في نفوس الأقباط، أن الدستور الجيد هو "دستور يجعل مصر وطنا مدنيا عصريا. الدستور هو القاطرة التي تدفع المجتمع للأمام لو اتقدم دستور جيد وجيد يعني كل إنسان يجد نفسه في هذا الدستور بلا شك مصر ستتقدم كثيرا. لو الدستور خاطب جزءا من الشعب وأهمل جزءا آخر فهذا دستور يرجع بالوطن للوراء."

وأجريت المقابلة مع البابا تواضروس الثاني في دير صحراوي بعد يوم من علمه باختياره في القرعة الهيكلية التي أجريت يوم الأحد عندما اختار طفل معصوب العينين ورقة عليها اسمه من بين ثلاثة مرشحين.

وقال لرويترز إن المسيحيين يجب أن يصبحوا أكثر نشاطا في السعي لرسم صورة السياسة في مصر بعد انتفاضة العام الماضي.

وأصبح البابا تواضروس الثاني البالغ من العمر 60 عاما البابا رقم 118 في تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وتولى المنصب في وقت يشعر فيه كثير من المسيحيين الذين يمثلون نحو عشر المصريين البالغ عددهم 83 مليون نسمة بالقلق من صعود الإسلاميين إلى السلطة.

وقال البابا إن التنوع في مصر يجب أن ينعكس في الدستور الذي تصوغه الجمعية التأسيسية المكونة من مئة شخص ويهيمن عليها الإسلاميون لكنها تشمل أيضا زعماء دينيين مسلمين ومسيحيين وليبراليين وسياسيين.

وأجريت المقابلة مع البابا تواضروس الثاني في دير الأنبا بيشوي وهو أحد أديرة منطقة وادي النطرون شمال غربي القاهرة.

وردا على سؤال حول موقف الكنيسة من الدستور إذا جاء بمرجعية إسلامية قال البابا تواضروس الثاني إن الكنيسة ستعترض لكنه لم يحدد ماذا يعتبره مرجعية إسلامية وقال "ليس دور الكنيسة أن تدعو إلى مظاهرات أو إضراب عام."

وأكد البابا الجديد على أن الكنيسة لا تلعب دورا سياسيا على الإطلاق وقال "وجود (ممثل) في الجمعية التأسيسية دي مش سياسة دي مواطنة. الدستور للوطن .. الدستور هو المظلة التي نعيش تحتها وهذا حق المواطنة وهذا حقي كمصري دون النظر أنا ديني ايه."

وأضاف "الكنيسة لا تلعب أي دور سياسي نهائي. الكنيسة ملهاش دعوة بالسياسة لأن الدين والسياسة لو اجتمعوا مع بعض يضيعوا بعض ويفسدوا بعض. الدين حاجة تخص السماء والسياسة حاجة تخص الأرض.. لو جمعتهم مع بعض عملت خلطة ضيعت الدين وضيعت السياسة."

وقال "كل الاتجاهات الدينية مش موضوعها في الدستور. الدين هو العلاقة بين الإنسان وإلهه وهي علاقة شخصية .. لازم كل حاجة تبقى في حدودها.. كل المفردات أو الاتجاهات الدينية الموجودة لها مكان تطبيقها لأنها تخص علاقة الإنسان بإلهه إن أنا آخدها وأحطها في الدستور يبقى أنا بشوه الدستور وبشوه الدين لأن دا مش مكانها."

وذكر البابا تواضروس الثاني أن هناك أصوات بين سياسيين مسلمين ليبراليين ومعتدلين رفضت ما وصفته بإنه جهود إسلاميين للهيمنة على عملية صياغة الدستور.

وقال البابا إنه حان الوقت ليلعب المسيحيون بشكل مستقل دورا أكبر في السياسة للحفاظ على حقوقهم مثلهم مثل أي مصري بعد سنوات من الانسحاب من الساحة العامة تاركين الكنيسة للدفاع عنهم.

ودون الإشارة إلى أشخاص بعينهم قال البابا إنه يرحب بوعود قطعها سياسيون إسلاميون لكنه يريد ما هو على الأرض.

وأشار في المقابلة إلى قضايا مثل مطالبة المسيحيين منذ وقت طويل بتسهيل بناء كنيسة مثلما هو الحال مع المساجد.

لكن البابا تواضروس الثاني قال إنه متفاءل بشأن مجتمع المسيحيين الأكبر في الشرق الأوسط وقال إن المسيحيين يجب ألا يخشوا التنوع وأضاف "الإنسان المسيحي كالنخلة نضربها بالطوبة تأتي لنا بالبلح."

تعليقات الفيسبوك