أحدث الأخبار
وصفت صحيفة واشنطن بوست الرئيس محمد مرسى بأنه بدأ يدشن صورته كأكثر زعيم سنى يتمتع بالشعبية في العالمين العربي والإسلامي.
وذكرت الصحيفة أن عقب تنديد الرئيس مرسى بالنظام السورى فى خطابه فى قمة عدم الانحياز اعتبر الكثيرين من المؤيدين و المعارضين للرئيس "أن مرسى زعيم عربي جديد يتحدث الحقيقة للوصول إلى المزيد من النفوذ".
وكان الرئيس مرسي قال إن النظام السوري فقد شرعيته وأعلن دعمه "لطلاب الحرية والعدالة في سوريا"، مما دفع الوفد السوري للانسحاب من قاعة قمة عدم الانحياز في الجلسة الافتتاحية بطهران.
وأضافت الصحيفة أن الخطاب كان وسيلة يغرز من خلالها مرسى صورة جديدة للقائد الحر الذى لا يخشى شيئا ويتحدث بصوت الشعب، مشيرة إلى أنه فى نظر الإسلاميين يعتبر بطلا للسنة ضد الشيعة.
واعتبر النقاد ان الدعم المتزايد لمرسى فى ميدان التحرير هو تذكير بحالة الإذعان الكامل ووصلات الثناء التى كان يمنحها الإعلام الحكومى للرئيس السابق مبارك.
وقالت إنه بالرغم من تلميحات الرئيس المثيرة إلا أنه لم يتخذ أى خطوات فعلية حتى الآن لإحداث تغيير دراماتيكي في السياسة مصر الخارجية.
ووصفت الصحفية مرسي بأنه " يلتزم الحذر ومتردد" في الانقلاب ضد حلفاء مصر الرئيسيين في عهد مبارك وهم المملكة العربية السعودية، والولايات المتحدة وحتى إسرائيل.
وبررت الصحيفة موقف مرسى قائله إنه "مقيد بسبب وقائع المنطقة وحاجته للحلفاء وهو يحاول معالجة مشاكل مصر الداخلية".
وكان من المتوقع أن تكون واشنطن غير سعيدة بأول زيارة يقوم بها رئيس مصري لطهران منذ الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979، لكن الولايات المتحدة انضمت لمن اثنوا على هذه الزيارة.
ورحب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية باتريك فنتريل بتعليقات مرسي على سوريا، واصفا اياها بأنها "واضحة جدا وقوية للغاية"، خاصة وأنها قدمت في طهران "لبعض الناس الذين يحتاجون للاستماع اليه هناك."
ووعد مرسي منذ تنصيبه في أواخر يوليو بسياسة خارجية أكثر استقلالا، قائلا "التزام مبارك بالبقاء على مقربة من الخط الامريكى جعل مصر غير فعالة و قطع صلاتها بالشرق الأوسط".
و أضافت الصحيفة أن مرسى اختار لهجة وأسلوبا ناجحا للتحدث فى طهران على خلاف اللهجة الجافة التى كان يستخدمها الرئيس السابق مبارك فى العلاقات الخارجية مع طهران والدليل على ذلك أنه صافح الرئيس الإيراني، ثم ألقى كلمة مؤثرة لجذب الدعم العالمى لثوار سوريا ضد "النظام القمعي الذي فقد شرعيته".
وقال مايكل جورج حنا، وهو خبير في الشأن المصري بمؤسسة القرن في نيويورك "الناس لم تكن قد عهدت من الرئيس المصري أن يتحدث على هذا النحو، متحدثا عن مواقف السياسة الخارجية التي ضربت على وتر حساس مع المنطقة."
و أضاف حنا "هذه هي المرة الأولى التي تضرب فيها مصر موعدا مع الشعبية من حيث سياستها الخارجية على الأرجح منذ عقود."