رفض حزب الحركة الوطنية المصرية، الذي أسسه رئيس الوزراء الأسبق أحمد شفيق، الدخول في التحالف الانتخابي الذي دعا إليه عمرو موسى، لافتًا إلى أن أحزاب مشاركة به لها علاقات مع جماعة الإخوان، على حد قوله.

كان السياسيان عمرو موسى وعمرو الشوبكي أعلنا -في اجتماع يوم الإثنين الماضي- عن تشكيل تحالف انتخابي تحت اسم "الأمة المصرية" بمشاركة عدد من الأحزاب والقوى السياسية.

وقال عضو الهيئة العليا للحزب، ياسر قورة، في بيان اليوم حصلت أصوات مصرية على نسخة منه، إن "تحالف موسى تُقسّمه وتتقاذفه الزعامات، إذ تتنافس الأحزاب المُشكلة له على الريادة والقيادة، ومحاصصة المقاعد والمناصب، منصبين أعينهم على المصالح الذاتية بغض النظر عن مصلحة البلد العليا، بما يجعله تحالفًا هشًا لا يعبر عن مصلحة الوطن، لاسيما وأن كثيرًا من الأحزاب والشخصيات المُنضمة للتحالف يعتبرون لسان (البرادعي) في مصر، ويحملون مخططاته وأجنداته".

وأضاف قورة أن "هناك مؤامرة يقودها عمرو موسى مؤسس حزب المؤتمر، ومحمد أبو الغار رئيس حزب المصري الديمقراطي، والسيد البدوي رئيس حزب الوفد، ضد رئيس الوزراء الأسبق مؤسس الحزب الفريق أحمد شفيق، تهدف لإقصاء الأخير وحزبه من المشهد السياسي خلال الفترة المقبلة بصورة نهائية، وهو ما اتضح جليًا من خلال العديد من الدلائل والمؤشرات العملية".

وتابع "حزب الحركة الوطنية حزب قوي ومهم وله تواجد واضح على الساحة المصرية، وفي شتى الفعاليات والتحركات، ولعب أدوارًا بارزة في إطار الجماعة الوطنية المصرية بشكل عام؛ لإحداث تغيرات ملموسة بالمشهد المصري بصفة عامة، وبالتالي فإنه يرفض أن يكون جزءًا من مؤامرة رخيصة هدفها اقتسام المناصب والمقاعد بقيادة عمرو موسى".

وأشار قورة إلى أنه على ثقة في أن حزبه قادر على المنافسة على الأغلبية البرلمانية وتشكيل الحكومة، نظرًا لما يتمتع به من "قوة وشعبية هائلة بالشارع المصري، ناتجة من شعبية مؤسسه الفريق أحمد شفيق".

وثار جدل في الآونة الأخيرة حول موقف حزب الحركة الوطنية المصرية من الاجتماعات التي كان يدعو إليها عمرو موسى، حيث قال الحزب إنه لم تتم دعوته لحضور هذه الاجتماعات، بينما نفى المستشار الإعلامي لموسى -في تصريح سابق لأصوات مصرية- ذلك وقال إن "الدعوة شملت الجميع وباب النقاش مفتوح على مصراعيه ولا إقصاء لأحد".

من جانبه، قال مقرر وثيقة تحالف الأمة المصرية عمرو الشوبكي في اتصال هاتفي مع أصوات مصرية اليوم، إن "التحالف لا يسعى لإقصاء أي طرف سياسي سواء من المؤيدين أو الخصوم، كما لا يسعى لتبادل الاتهامات أو الاسترسال في المناكفات السياسية".

وأشار الشوبكي إلى أن "التحالف يحاول تقديم رؤية وبرنامج ووثيقة سياسية تجمع القوى المدنية للتحالف الانتخابي والتوافق السياسي"، وقال إن "الاختلاف في الرؤى والتوجهات أمر طبيعي ما لم يشوبه التخوين والاتهامات".

وأضاف الشوبكي، في تصريحات خاصة لأصوات مصرية، أن اللواء مراد موافي مدير جهاز المخابرات العامة الأسبق قرر عدم المشاركة في تحالف الأمة المصرية في الوقت الراهن، رغم حضوره أول اجتماع للتحالف مع القوى السياسية الوطنية، غير أنه رجح إمكانية استمرار التواصل البناء والمشاورات المثمرة.

وأوضح أن الاجتماعات والمشاورات لازالت قائمة مع أحزاب المصريين الأحرار والدستور والتيار الشعبي لفتح حوار توافقي حول الوثيقة وإمكانية تشكيل تحالف سياسي ممتد لما بعد الانتخابات البرلمانية.

ويقوم تحالف الأمة المصرية على ثمانية مبادئ تتمثل في الحفاظ على الدولة الوطنية وإصلاحها، والايمان بأهداف ثورتي 25 يناير و30 يونيو، والالتزام بمباديء الدستور والقانون وبناء ديمقراطية تعددية، والنظام الجمهوري أساس الشرعية السياسية والقانونية، والعلم والعمل أساس التقدم، وإقامة دولة تنموية ديمقراطية عادلة، ودعم المحليات، وتفعيل دور سياسة مصر الخارجية.

وكُلف بإعداد وثيقة التحالفات الانتخابية الدكتور عمرو الشوبكي والدكتور عماد جاد عضوا مجلس الشعب السابق، غير أنهما اختلفا حول ماهية وهدف الوثيقة، حيث اختار الأول صياغة وثيقة تحالف "انتخابي سياسي" تمتد لما بعد الانتخابات لتشمل تشكيل كتلة برلمانية واحدة وإقرار التزامات سياسية محددة.

بينما انسحب جاد أثناء صياغة وثيقة التحالف، وقال لـ"أصوات مصرية" إن الوثيقة يجب أن تقتصر على التحالف الانتخابي فقط ولا تمتد لما بعد الانتخابات، نظرا لصعوبة إيجاد تفاهمات سياسية مستقبلية بين تيارات متعددة التوجهات الأيديولوجية.

ورجح الشوبكي احتمالات نجاح تحالف القوى الوطنية سياسيا وليس انتخابيا فقط، نظرا لوجود تيارات سياسية متقاربة أيديولوجيا ومنها يمين الوسط الذي يمثله حزب الوفد ويسار الوسط الذي يمثله الحزب الديمقراطي الاجتماعي.

وعن تطبيق العزل السياسي لرموز نظامي مبارك والإخوان المسلمين، قال الشوبكي "التحدي الحقيقي هو تفكيك منظومة النظام القديم وليس عزل رموز هذه الأنظمة وفق حسابات انتخابية مؤقتة".

وأضاف الشوبكي أن تحالف الأمة المصرية يؤمن أن المنافسة حرة بين الجميع، لكنه لن يرشح على قوائمه عناصر متورطة في جرائم جنائية أو قضايا فساد، كما أنه سيرشح شخصيات إسلامية مستقلة غير محسوبة على "جماعات متطرفة".

وقال الشوبكي إن "تقسيم مقاعد البرلمان على الأحزاب السياسية المشاركة في التحالف لازالت محل نقاش ولم تحسم بشكل نهائي"، مشيرا إلى أن التحالف سيعتمد معايير موضوعية تركز على الكفاءة والجدارة السياسية للمرشحين دون اعتماد نظام المحاصصة بين الأحزاب.

وكان المستشار مدحت إدريس المتحدث الرسمي باسم اللجنة العليا للانتخابات البرلمانية أعلن أمس بدء إجراءات انتخابات مجلس النواب.