أحدث الأخبار
كتبت: ياسمين علي
حركة جديدة أطلق عليها "ضنك"... دشنها عدد من الشباب لتصبح حركة شعبية تهدف إلى تحقيق أهداف ثورة يناير المتمثلة في دعم البسطاء والمطالبة بالعيش الكريم لجموع المصريين، على حد تعبيرهم.
* تأسيس الحركة
بدأ أعضاء من الحركة في نشر مقاطع مصورة (فيديوهات) لهم وهم يرتدون زيا أسود ويضعون أقنعة سوداء على وجوههم منذ بداية أغسطس الماضي عبر موقع "يوتيوب" على شبكة الإنترنت، موجهين انتقادات للحكومة والنظام الحاكم بسبب ما وصفوه بـ "معاناة الغلابة والبسطاء وإهدار حقوق المصريين"، وداعين المصريين إلى الخروج في تظاهرات يوم 9 سبتمبر (غدا الثلاثاء).
وأطلقت الحركة أول فيديو لها في 3 أغسطس تحت عنوان "إعلان المؤتمر التأسيسي لحركة ضنك"، أما الفيديو الثاني فقد كان بتاريخ 19 أغسطس تحت عنوان "تحويل حملة ضنك لحركة شعبية".
ومثلها مثل باقي الحركات التي تصف نفسها بأنها "ثورية"، قامت "ضنك" بتدشين حساب رسمي على موقع تويتر في الأول من أغسطس الماضي، كما قامت بإنشاء صفحة رسمية على موقع فيس بوك في الثاني من أغسطس وذلك من أجل التواصل مع الجمهور.
وفي خطوة أخرى، قام أعضاء الحركة بإنشاء صفحات لها على مواقع التواصل الاجتماعي لكل محافظة من محافظات مصر على حدة، حيث تقول الحركة إنها موجودة في جميع المحافظات.
ومن شعارات الحركة التي نشرتها عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي: "ضنك عايزين ناكل"، "ضنك عشان الفقر معشش في البيوت"، "ضنك عشان بقينا في أيام سودة"، "ضنك عشان الصحة في النازل"، "ضنك عشان اقتصاد العسكر خرب البلد"، "ضنك عشان الأسعار اللي ولعت"،"ضنك.. لصوت الغلابة عنوان".
* أهداف الحركة
وتحدثت "أصوات مصرية" اليوم مع أدمن الصفحة الرسمية للحركة عبر فيس بوك، وقال "قمنا بتدشين الحركة لنصرة الغلابة من غلاء الأسعار وسوء الأحوال المعيشية وقلة الدعم والبطالة وذهاب موارد الدولة لفئة معينة فقط من الشعب".
وأضاف الأدمن، الذي رفض ذكر اسمه، أن الحركة دعت إلى مظاهرات 9 سبتمبر من أجل "نصرة الغلابة وحتى نظهر للشعب والعالم أننا نريد عيشة كريمة لنا ولكل المصريين".
"إننا لا ننتمي لأي فصيل سياسي ولكننا ننتمي لشعب مصر" حسبما ذكر الأدمن لأصوات مصرية، معتذرا عن الإدلاء بأكثر من ذلك نظرا لضيق الوقت، على حد قوله.
* جدل وتتبع أمني
في تطور آخر، أثارت حركة ضنك جدلا منذ يومين عقب نشر فيديو آخر لها، والذي ظهر فيه ثلاثة من أعضاء الحركة يقولون إنهم من محافظة السويس ويجددون الدعوة إلى الخروج في تظاهرات 9 سبتمبر تحت شعار "ثورة الغلابة" احتجاجا على ممارسات الحكومة المتمثلة في رفع الأسعار وتخفيض الدعم.
وبهذا الصدد، قال اللواء طارق الجزار مدير أمن السويس، في تصريح لأصوات مصرية، إن الأشخاص الذين ظهروا في الفيديو تم رصدهم وسيتم إلقاء القبض عليهم.
وأضاف الجزار أن "هذه العناصر تهدف لإنهاك قوات الشرطة في إطار خطة إخوانية يقوم بها الإخوان بعدما فشلوا في تحقيق أهدافهم التدميرية لإحداث فوضى في البلاد"، لافتا إلى أن قوات الأمن الوطني تقوم الآن بتتبع مكان بث الفيديو ورفعه على موقع اليوتيوب لسرعة القبض عليهم.
وحتى الآن لم يكشف بشكل رسمي عن هوية هذه الحركة أو توجهاتها أو انتماءاتها السياسية، إلا أنها تواجه اتهامات بأنها حركة تابعة لجماعة الإخوان أنشئت بهدف إثارة الاحتجاجات والاضطرابات داخل البلاد.
وقال مصدر أمني إن تحريات أمن السويس الأولية تشير إلى أن "هناك صلة قرابة بين أحد أعضاء هذه الحركة وجماعة الإخوان، لذلك لا تستبعد الجهات الأمنية أن يكون هؤلاء إخوانيين والجماعة تقوم بتمويلهم".
وأضاف المصدر، في تصريح خاص لأصوات مصرية، أن جهاز الأمن الوطني كان يتابع حركة ضنك منذ ما يقرب من شهر (أي منذ تأسيسها) لإجراء تحرياته الكافية عنها والأعضاء المشاركين فيها، ولكن لم يتم الإعلان عن ذلك لدواع أمنية.
وانتقدت الصفحة الرسمية لحركة ضنك على فيس بوك، الاتهامات الموجهة لها بأنها تابعة لجماعة الإخوان، وقالت "كل الهجوم ده بيّن لينا حاجة واحدة إن الحكومة خايفة مننا... خايفة علشان عارفة إنها طاحنة الغلابة من كهرباء لمية لأكل لمرتبات... وده بيخلينا عندنا إصرار أكتر على إننا نكمل وبيدّينا حافز كبير إننا نستمر على مطالبنا... ضنك مش حركة بتتكلم باسم الغلابة.. ضنك همّا الغلابة بنفسهم بيتكلموا وبيصرخوا من الجوع والفقر والمرض".
*الظهور عبر وسائل الإعلام
كان فريق عمل برنامج "العاشرة مساء" -الذي يذاع على قناة دريم الفضائية- توصل إلى إسلام المسلماني، المنسق العام لحركة ضنك، الذي اكتفى فقط بعمل مداخلة هاتفية مع الإعلامي وائل الإبراشي. ولم يتسن لأصوات مصرية التحدث مع أحد القائمين على إعداد البرنامج لمعرفة كيف تم التوصل إلى منسق الحركة.
وبسؤاله عن سبب ظهور أعضاء الحركة في الفيديوهات ملثمي الوجه، قال المسلماني إن ذلك بسبب "ظلم وبطش قوات الأمن في النظام الحاكم الحالي"، ورفض تشبيه الحركة بـ"الميليشيات" مطالبا بالنظر إلى مضمونها وليس شكلها، على حد تعبيره.
وأضاف المسلماني، خلال المداخلة، أن "الحركة تضم نحو 150 ألف مصري يؤمنون بها ويدافعون عن حقوق الغلابة"، لافتا إلى أنها "لا تؤمن بثورة 30 يونيو لأنها لم تأت بجديد للشعب المصري ولم تحقق له العيش الكريم حتى الآن".