أحدث الأخبار
يلعب حزب النور دوراً كبيراً في الانتخابات البرلمانية المقبلة، في مواجهة القوى المدنية التي تحاول الخروج من سيطرة تيار الإسلام السياسي على الدولة من جديد.
حدد الحزب وجهته ودرس نقاط ضعفه وقوته .. فقرر خوض الانتخابات في دوائر بعينها نظراً لشعبيته الكبيرة بها، فيما آثر ترك عدد من الدوائر لمعرفته المسبقة بأن المعركة فيها خاسرة.
مرشحو الحزب
تقدم الحزب بقائمتين الأولى في غرب الدلتا، والتي تشمل محافظات الإسكندرية والبحيرة ومطروح، وتجرى انتخاباتها في المرحلة الأولى، وتضم القائمة 15 مرشحا، ثمانية رجال وسبع سيدات.
مثل المرشحون الفئات للحزب كل من نادر بكار، وطلعت مرزوق، وأشرف ثابت، ومحمد إبراهيم منصور، وفتحي سعد، وحنان علام، وجميعهم من محافظة الإسكندرية، أما الأقباط فمن الإسكندرية نادر الصيرفي، ومن البحيرة هاني سمير، وسلوى شوقي، ومثل مقعد العمال كل من رشا نوفل، وثناء الفردي من البحيرة، ومثل الشباب مريم بسام – زوجة نادر بكار – وحسناء حسن من البحيرة، بينما جاء محمود عبد المنعم من ذوي الإعاقة بالبحيرة، وكان مقعد المصريين بالخارج من نصيب فوزية خليل من محافظة مطروح.
أما الدائرة الثانية فهي دائرة القاهرة ووسط الدلتا والتي تشمل محافظات القاهرة والقليوبية والدقهلية والمنوفية والغربية وكفر الشيخ، وتضم القائمة 45 مرشحاً من هذه المحافظات، من بينهم 19 سيدة و6 مرشحين أقباط، وعلى رأس القائمة الدكتور بسام الزرقا نائب رئيس الحزب.
وكان من المقرر أن يتقدم الحزب بأربع قوائم، إلا أنه تراجع عن ذلك، ودمج قائمتي الصعيد والقاهرة، وأعلن حينها أنه فعل ذلك إرساء لمبدأ المشاركة، وعدم الاستحواذ على البرلمان.
أما مرشحو الفردي فدفع الحزب بعشرات المرشحين في العديد من الدوائر، إلا أن التركيز الأكبر للحزب كان بغرب الدلتا ومحافظات الوجه البحري، وكذلك الصعيد، وهي المحافظات التي تتركز فيها قيادات الحزب بشكل كبير.
"الحزب دائما يلجأ إلى القرى والمحافظات المتطرفة عن مركز العاصمة، والتي يكون له فيها تأثير على أرض الواقع ولهم فيها قوة كبيرة، بينما ليست لهم نفس القوة في محافظات مثل القاهرة ومنطقة وسط الدلتا بشكل عام". هكذا أكد ياسر متولي، عضو مؤسس بحزب النور.
وأوضح متولي أن المرحلة الأولى من الانتخابات هي الأكثر قوة بالنسبة لحزب النور، نظراً لشعبيته في دوائر الإسكندرية والبحيرة ومطروح وكذلك المراكز والقرى الموجودة بمحافظة الجيزة.
المشاركة النسائية
أما المشاركة النسائية في الحزب فلم تتعد النسبة المطلوبة للقوائم، حيث بلغ إجمالي عدد السيدات على القائمتين 26 مرشحة، من بين 60 مرشحاً، أي بنسبة 43 % من المرشحين، وهي تقريباً النسبة المطلوبة لقبول القوائم من جانب اللجنة العليا للانتخابات، أما المقاعد الفردية فاختفى منها الصوت النسائي تقريباً ولم تظهر أسماء السيدات خارج القوائم.
وعلى الرغم من مناوشات قيادات الحزب حول وضع صورة المرأة من عدمه في الدعاية الانتخابية، وقرار الحزب بترك الحرية للمرشحة في وضع صورتها إذا رغبت في ذلك، إلا أنهم خالفوا هذا القرار حينما ظهرت لافتات قائمة غرب الدلتا التي جاءت بدون صور للرجل ولا النساء.
شعارات انتخابية
استخدم حزب النور في حملته الانتخابية شعار "وضوح وطموح"، وهو الشعار الذي شرحه الحزب على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك من خلال فيديو يجمع عدد من الشخصيات تتحدث عن مصداقية الحزب، من بينهم الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي قال في أحد حواراته إنه "على الرغم من دخولهم في الدين إلا أنه حزب سياسي".
وأكد المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، والصحفي إبراهيم عيسي، والأنبا بولا أسقف طنطا وتوابعها، رئيس المجلس الإكليريكى للأحوال الشخصية بآسيا وأستراليا، والفنان هاني رمزي، والإعلامي عمرو أديب، والإعلامي أحمد المسلماني، ورجل الأعمال السيد البدوي، من خلال الفيديو على أن الحزب صادق، وليس كجماعة الإخوان في المناورات، وأنه واضح في علاقته بالشريعة، والعمل لصالح الوطن.
وعلى نفس الشعار قدموا ما أطلقوا عليه "أوبريت وضوح وطموح" وهو عبارة عن نشيد على الصيغة الإسلامية جاء خاليا من الموسيقى والأصوات النسائية، وأكد النشيد على أن الحزب ينادي بالدولة العصرية، ولا يؤمن بإقصاء أي فصيل.
وجاء النشيد الرسمي للحملة الانتخابية للحزب بعنوان "ويا الناس" ويُعد بمثابة نداء للناخبين بالتوجه إلى اللجان وانتخاب حزب النور، فهو كما جاء في النشيد "حزب ثابت ولم تتغير مواقفه"، وحاولوا في النشيد وضع لهجات مختلفة مصرية منوعة مابين الصعيد وسيناء والإسكندرية.
دعاية بعناية
ولم تعتمد اللافتات والدعاية الخاصة بالحزب على المبالغة في الإنفاق، وإنما ركزوا على البساطة والانتشار، وضمت جميع اللافتات صورة المرشح بوجهه، مع الرمز والدائرة، وشعار الحزب.
وحاول الحزب في دعايته الابتعاد عن كتابة العبارات الإسلامية، خوفا من تقليل شعبيته، واكتفى بها في الجولات الانتخابية والمؤتمرات الجماهيرية التي تقام بالقرى والمحافظات البعيدة نسبياً عن الإعلام، ولعل السبب في ذلك هو محاولات الحزب الدائمة دحض شبهة أنه يلعب دور جماعة الإخوان.
وللتأكيد على مدنيتهم خرج الحزب عن مبادئه في الكثير من الأحيان، وكان وجود الأقباط على قوائمه هو الأصعب، حيث انشق عن الحزب عدد من أعضائه رافضين ذلك، كما هاجمهم البعض بعدما أعلنوا أنه لا حرج من وضع صورة المرأة في الدعاية الانتخابية.
ويعد رمز الفانوس هو الأكثر استخداماً بين مرشحي الحزب، حيث اختاره للقائمتين، وفاز به المستقلون في العديد من الدوائر، واستعاض برمزي "المظلة" أو "النظارة" في الدوائر التي تضم أكثر من مرشح للحزب.
النور .. والإخوان
حصل حزب "النور" في انتخابات برلمان 2012 على 111 مقعداً بنسبة 22% من عدد أعضاء المجلس، وأكد الدكتور طلعت مرزوق، مساعد رئيس حزب النور للشؤون القانونية، أن الحزب في انتخابات مجلس نواب 2015 يسعى إلى تحقيق ما تم تحقيقه من قبل في آخر انتخابات برلمانية.
ونفى مرزوق أن يكون الحزب بديلاً للإخوان في المجلس الجديد، مؤكداً أن الحزب يقدم تجربة جديدة وفريدة لا تتصادم مع الدولة أو الشعب، أهم مبادئها إعلاء المصلحة العامة للوطن على المصالح الخاصة.
وأشار إلى أن شعبية الحزب جيدة إلى حد كبير، ويظهر ذلك من خلال الجولات الانتخابية، مؤكداً أن التأثير الإعلامي جاء لصالحهم.
وقال الدكتور يسري العزباوي، الخبير بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام، إنه من المستحيل أن يكون "النور" بديلاً عن جماعة الإخوان في مجلس النواب، مؤكدا أنه لا يشكل الخطر الكبير الذي يثيره الإعلام دون أي مبرر.
وأضاف أن التضخيم الإعلامي لحزب النور أعطى انطباعاً بقوته على الرغم من أنه كباقي الأحزاب، وحينما حصد نسبة 22% من المقاعد في 2012 انشقت عنه مجموعة كونت حزب "الوطن" وتوالت الانشقاقات الداخلية فيما بعد فأصبح به مجموعة قليلة من الأعضاء.
وأضاف أن شعبية النور تتمثل في قواعده التي تحاول استمالة أصوات الناخبين بالزيت والسكر كباقي الأحزاب، كما أن الحزب لديه المزيد من نقاط الضعف والنزاعات الداخلية وكذلك الخارجية مع الجبهة السلفية وغيرها.