أحدث الأخبار
كتبت: رانا محمد
قال المحلل السياسي زاك جولد، اليوم الخميس، إن سلسلة الهجمات المتزامنة على الأكمنة العسكرية وأقسام الشرطة في سيناء يوم الأربعاء تسير في الاتجاه ذاته الذي يتبعه مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق "داعش".
وأضاف جولد، الزميل الزائر في معهد دراسات الأمن القومي، أن الهجمات بدت وكأنها محاولة من قِبل مسلحي جماعة "أنصار بيت المقدس" لاستدراج الجيش المصري إلى "حرب مدن" بدلا من الهجمات التي كانت تعتمد على مبدأ "الكر والفر".
وأعلنت جماعة "أنصار بيت المقدس" مسؤوليتها عن الهجمات في بيان نشر على حسابها على موقع التواصل الاجتماعي تويتر. وقالت في البيان إنها "سيطرت سيطرة كاملة على عدة مناطق في الشيخ زويد".
وأعلنت الجماعة، في نوفمير الماضي، مبايعتها لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق، وغيرت اسمها إلى "ولاية سيناء".
وقال جولد، في حوار مع أصوات مصرية، "يبدو من طريقة تراجعهم (أنصار بيت المقدس) أمس أنهم كانوا يحاولون الاستيلاء على المدينة".
وقال المتحدث باسم القوات المسلحة، العميد محمد سمير، في اتصال مع التليفزيون الرسمي مساء أمس الأربعاء، إن قوات الجيش تسيطر سيطرة كاملة على الأوضاع في مناطق شمال سيناء.
وأشار جولد إلى أن جماعة "أنصار بيت المقدس" سبق أن نفذت هجمات متزامنة مرتين على الأقل في يناير وأبريل الماضيين.
لكنه أوضح أن هجمات أمس تعكس "تغييرا في الاتجاه الذي كانت تتبعه الجماعة من قبل"، مضيفا أن الجماعة سبق وأعربت عن حرصها على الدفاع عن السكان المحليين في سيناء ولكن الهجمات الأخيرة عرضت حياة المدنيين للخطر.
ولم تصدر بيانات رسمية بعدد القتلى المدنيين، لكن يعتقد أن مدنيين قتلوا في الاشتباكات التي اندلعت عقب الهجمات بين قوات الأمن والمسلحين.
وقالت مصادر طبية، إن سيدة قتلت وأصيب 5 آخرون إثر سقوط قذيفة هاون مجهولة المصدر في منطقة الشهاوين بالشيخ زويد، كما قتل طفل إثر إصابته بطلق ناري بمنطقة الدبابشة بالقرب من كمين "الماسورة".
وقارن جولد بين هجوم الأربعاء وعمليات داعش للسيطرة على مدن في العراق وسوريا وليبيا. ورغم أنه قال إن الطريقة ليست متماثلة، إلا أنه اعتبر هجوم الأربعاء "خطوة أخرى على الطريق".
ومن غير الواضح ما إذا كانت أنصار بيت المقدس ستكرر محاولتها للسيطرة على مناطق في سيناء.
وأكد جولد على أن الجماعات المرتبطة بداعش لا تستخدم دائماً أسلوبا واحدا، إلا أنه توقع أن تكون أي محاولات مستقبلية غير مثمرة "لغزو" الأراضي المصرية.
وقال جولد "سيناء ليست محافظة الأنبار (العراقية) أو ليبيا"، مشدداً على أن القوات المسلحة المصرية "لا زالت قوية"، حتى لو كانت غير مسيطرة بشكل كامل على شبة جزيرة سيناء. وأشار إلى حجم القوات المسلحة ومعداتها الحديثة وقدرتها على السيطرة على الأراضي، متوقعاً أنه حتى لو استطاعت أنصار بيت المقدس السيطرة على بعض المناطق في سيناء، فهذه السيطرة لن تدوم طويلاً.
وسبق أن تعرضت مصر لهجومين كبيرين العام الماضي، أعلنت أنصار بيت المقدس مسؤليتها عنهما.
الهجوم الأول كان في أكتوبر 2014 وراح ضحيته أكثر من 30 جنديا. وكرد فعل عليه، فرضت السلطات حظر تجول في أجزاء في شمال سيناء وبدأت في إنشاء منطقة عازلة على الحدود الشرقية مع غزة.
وكان الهدف الرئيسي من المنطقة العازلة هو القضاء على الأنفاق التي يتم حفرها في سيناء لربطها بقطاع غزة.
وتقول السلطات المصرية إن الأنفاق تستخدم في تهريب الأسلحة للمتشددين في سيناء، فيما يقول السكان إن الأنفاق تمثل مصدر دخل بالنسبة لهم حيث يستخدمونها في التجارة في البضائع مع قطاع غزة المحاصر.
ويرى جولد أن المنطقة العازلة مثل غيرها من الإجراءات التي تبنتها السلطات لمواجهة المتشددين أثرت بشكل سلبي على السكان المحليين أكثر من المتشددين أنفسهم.
وقال جولد إن السلطات يمكن أن تتعامل بطريقة مختلفة بعد هجوم الأربعاء، مقترحاً أن "تستثمر" السلطات في سكان سيناء، حيث لاحظ أن المتشددين في سيناء "بدأوا ينقلبون على السكان المحليين"، وبالتالي فإذا تعاملت الحكومة مع مشاكل واحتياجات السكان ستستطيع كسبهم إلى صفها بسهولة.
وأثر الوضع الأمني الصعب سلباً على الخدمات والمرافق في سيناء. وقال أحد سكان الشيخ زويد، في لقاء سابق مع أصوات مصرية، إن المخاطر الأمنية تمنع العمال من العمل في المنطقة خوفاً على حياتهم من المتشددين المسلحين. كما أشار إلى نقص المياه والكهرباء والغاز والاتصالات.
ويقول جولد إنه إذا ركزت السلطات على توفير ظروف معيشية طبيعية وفرص عمل لسكان سيناء، فعلى الأقل لن يسمحوا للمتشددين بالوجود بينهم.