أحدث الأخبار
مع اقتراب عيد الأضحى يتزايد عدد المصريين الذين يختارون حلا غير تقليدي لمسألة الافادة من الأضاحي بالتبرع لصالح الفقراء عن طريق منظمة غير حكومية.
ومع ارتفاع أسعار اللحوم وتفاقم مشكلة الزحام في القاهرة أصبح أسلوب الذبح التقليدي مكلف من الناحية الاقتصادية وغير عملي أو غير صحي وسط الفوضى الحضرية في العاصمة المصرية.
وقدم بنك الطعام المصري وهو منظمة لا تهدف الى الربح على مدى السنوات السبع المنصرمة خيارا للمصريين يتمثل في شراء صك أضحية نيابة عنهم وذبحها وتوزيع لحمها على المستحقين.
ومع استمرار تدهور وضع الاقتصاد المصري وسط الاضطراب السياسي الذي أعقب الاطاحة بالرئيس حسني مبارك من السلطة يشهد بنك الطعام المصري اقبالا متزايدا على شراء صكوك الأضاحي.
وقال مهندس مصري يدعى عمرو جمال وهو يوقع عقد شراء صك أضحية بكشك لبنك الطعام المصري في نادي هليوبوليس الرياضي ان بنك الطعام يقوم بدور ملموس في هذه المرحلة.
وأضاف جمال لتلفزيون رويترز "وزي ما قلت لحضرتك (كما ذكرت لك). من الناحية الصحية احنا ما عندناش (ليس لدينا) أماكن نحتفظ فيها بالأضحية وما نعرفش نغذيها ازاي وما نعرفش نطمئن على صحتها ازاي.. ومش كل الناس بتعرف تذبح. فهو الصك من كل الجوانب. هو طبعا لو احنا بنبص لتجارب الدول الثانية. يعني مثلا المملكة العربية السعودية لجأوا للموضوع ده في الحج. ما لجأولوش (لم يلجأوا له) من فراغ أكيد يعني."
ويتطلع بنك الطعام المصري للسعودية كنموذج حيث تتبع نهجا مماثلا في الحج.
ويقول بنك الطعام ان عدد الأسر التي اشترت صكوك أضاحي منه قفزمن نحو 30 الفا في السنوات الأولى للعملية الى ما يزيد على مليون العام الجاري.
وفي مقر بنك الطعام المصري بالقاهرة قال معز الشهدي رئيس بنك الطعام ان التغيرات السكانية في البلاد والحقائق المالية تجعل من الأسلوب الجديد إلزاميا تقريبا.
وقال معز الشهدي لتلفزيون رويترز "كم الذبح يعني قبل ما نعمل فكرة صك الأضحية.. احنا كنا بنمشي في البلد كلها تشم رائحة الدم.. بتشوف المخلفات. فدي كان بالزحمة اللي احنا فيها دي كان لازم يبقى فيه فكر نراعي البيئة شوية. في نفس الوقت الاحتياج.. لازم أوصل للناس اللي فعلا مستحقة. فيه ناس بتحب تأديها بنفسها وفيه ناس بتفكر انها عايزة توصل اللحمة لناس فعلا مستحقة مدروسة وده اللي احنا بنجتهد فعلا ان احنا نوصلها لهم."
ولدى بنك الطعام المصري مزارعه الخاصة وماشيته الأمر الذي يجعله يستغني عن أسواق الماشية والقصابين ويمكنه من عرض أسعار أرخص من السوق.
وأوضح الشهدي ذلك قائلا "حتة (مسألة) السعر زي ما كنت قلت احنا يعني بنك الطعام شريك رئيسي في مزارع تسمين خراف وعجول. أنا بأكسب طول السنة لبنك الطعام وبآجي (آتي) على عيد الأضحى بأنزل بأقل سعر. ربحي في ان انا بأخفض السعر ان انا بآخذ ثواب وان أنا بأسهل على أكبر عدد من الناس ان هي تضحي عشان أقدر أفيد أكبر عدد من المستحقين."
ويمكن للمصريين الراغبين في شراء صك أضحية من بنك الطعام المصري الاختيار بين صكوك لخراف مصرية أو استرالية أو سودانية أوبرازيلية.
ويوزع البنك بموجب تلك الصكوك لحوما طازجة ومجمدة على المحتاجين.
وبينما يثير البعض مخاوف بشأن خدمات بنك الطعام المصري فيما يتعلق بأحكام الشريعة الاسلامية يؤكد الشهدي ان جميع الحيوانات تذبح وفقا للشريعة اي حلال.
ويقول الشيخ مجدي محمد عاشور المستشار الأكاديمي لمفتي الديار المصرية انه على الرغم من ان نحر الشخص للأضحية بنفسه هو الأصل فان شراء صكوك الأضاحي من بنك الطعام المصري حل مقبول وعملي.
وقال الشيخ عاشور لتلفزيون رويترز "هذا اذا لم يتوفر المكان. لم يتوفر الذبح. ماذا نفعل؟. هناك كينونة جديدة جاءت تقول أعطيكم هذا الصك وتشترون هذه الأضحية مني وأنا أذبحها لكم وأوزعها توزيعا كما جاءت به الشريعة الاسلامية. فهو بمثابة الوكيل. أنا أوكل هذا ليشتري لي عقارا.. فأنا أوكل هذا ليذبح الأضحية لي ويوزعها على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم."
وبالنسبة للعدد المتنامي من الأسر المصرية التي تكافح لتنفيذ الشرع ونحر الأضاحي يقدم بنك الطعام المصري وسيلة آمنة ومعقولة ودينية لتحقيق مطالبها. ويوفر بذات الوسيلة أيضا الطعام اللازم لبعض الفقراء المصريين والمحتاجين أثناء عيد الأضحى.