أحدث الأخبار
تسيطر حالة من الانقسام على التحالف الوطني لدعم الشرعية بشأن التعاطي مع الوضع الراهن بعد الاستفتاء على الدستور وموافقة الشعب المصري عليه بأغلبية كاسحة.
ففي الوقت الذي طرح فيه بعض أقطاب التحالف وبعض مكوناته فكرة ضرورة طرح مبادرة للخروج من الأزمة الراهنة وتقديم التحالف لتنازلات، رفض البعض الآخر متعللا برفض الجانب الآخر ممثلا في الدولة لأي طرح سياسي وتمسكه بالمضي قدما في إقصاء التيار الإسلامي، حسب قولهم.
وفي هذا السياق كشف إيهاب شيحة، رئيس حزب الأصالة السلفي أحد مكونات التحالف الوطني لدعم الشرعية، أن هناك مبادرة تم بلورتها من بعض مكونات التحالف الوطني لها ثلاثة محاور لإنهاء الأزمة السياسية، تعتمد على تقديم تنازلات ودفع عجلة الاقتصاد قدما وتحقيق الأمن والعدالة الانتقالية.
وأوضح شيحة خلال تصريح خاص لـ"بوابة الأهرام"، أن هناك اجتماعا غدا سيناقش خلاله التحالف الوطني المبادرة التي رفض الكشف عن ملامحها، مشيرًا إلى أنه هناك فصيل قوي من التحالف يوافق عليها.
وأشار شيحة إلى أن هذه المبادرة تم التشاور بشأنها مع شباب الحركات الاحتجاجية ومكونات التحالف الوطني لدعم الشرعية، موضحا أنه تم إرسال هذه المقترحات عبر أحد الوسطاء للمجلس العسكري.
وعن مدى الاستجابة، نوه شيحة إلى أنهم الآن في إطار بلورت الموقف، مشيرًا إلى أن الموقف المتشدد من بعض قيادات الإخوان حول رفض المبادرة باعتبارها تنازل عن عودة الشرعية مردود عليه بأنه كان هناك استياء داخل الشارع المصري من نظام حكم الإخوان.
وعلمت "بوابة الأهرام"، ان هذه المبادرة تم بلورتها تحت ضغوط من شباب الإخوان الذين يرددون بأن القيادة القابعة بالسجون تركتهم يلقون حتفهم وهم تحميهم أسوار حصينة، متهمين القيادة بالخارج أنها وراء تدهور الموقف السياسي وذلك لكون هذه القيادة لا تعلم شيء عن الواقع على الأرض.
وكشف أحد شباب الإخوان لـ"بوابة الأهرام"، أنهم تشاوروا مع شباب الحركات الاحتجاجية على تقديم مبادرة تتنازل عن فكرة عودة مرسي، ومحاسبة كل من تورط في سفك دماء المصريين مع ضمان المحاكمة العادلة دون انتقام أو اعتداء، وذلك مقابل وقف الاعتقالات العشوائية التي تتم ضد شباب الإخوان وباقي شباب الحركات الاحتجاجية والإفراج عنهم فورا.
وأشار الشاب إلى أن المبادرة تتضمن أيضا الشروع في انتخابات برلمانية وفقا لقانون يتم التوافق عليه دون إقصاء أو تمييز، مشددا على أن المبادرة تلقى استحسان من مختلف شباب الحركات الاحتجاجية.
وفي هذا السياق نفى مجدي قرقر، القيادي بحزب العمل والتحالف الوطني أن التحالف سيشرع في بحث مبادرة جديدة للخروج من الأزمة، موضحا أنه لا فائدة من المبادرات طالما الجانب الآخر متمسك بمواقفه.
وأضاف قرقر خلال تصريح خاص لـ"بوابة الأهرام"، :"ما نراه هو ضرورة طرح يقوم وسطاء وحكماء من البلد بالتشاور مع مختلف الأطراف وبلورت مبادرة يقبلها الشعبي المصري دون وصايا من أحد"، مشيرًا إلى أن التحالف قبل ذلك فود المستشار محمود مكي، نائب رئيس الجمهورية السابق في الشروع في مباحثات لكن الطرف الآخر ممثلا في القيادة الحالية رفض الحوار معه.
واختتم قرقر تصريح لـ"بوابة الأهرام"، بالقول: "إذا كان الرئيس يتحدث عن أن زمن المصالحة قد انتهى فلماذا المبادرات... يطالبوننا بالتهدئة ونحن على استعداد لأي طرح ينقذ مصر ولكن أليس من الواجب عليهم هم أيضا أن يبادروا بالتهدئة... إذا طلب منا تقديم تنازلات ورأينا أن هذه التنازلات تصب في صالح الوطن فنحن سنقدمها على الفور ولكن لابد من حوار سياسي جدي ينتهي لصياغة مبادرة يقبلها الشعب تطرح للحوار الوطني أو للاستفتاء العام كي لا يكون هناك وصايا من أحد على الشعب".
وعلمت "بوابة الأهرام"، أن شباب الإخوان يحاولون بلورة تنظيم خاص بهم بعيدا عن هيمنة قيادات الإخوان عليه يمكنهم من الحوار مع رفقائهم من شباب الحركات الاحتجاجية.