كتب: أحمد ماهر

ألقى مرتضى منصور رئيس الزمالك باللوم على ما وصفه بأنه "شيطان" في مقتل 19 مشجعا قبل مباراة ضد إنبي في الدوري المصري الممتاز لكرة القدم الأسبوع الماضي.

وكانت مباراة الزمالك ضد إنبي يوم الأحد أول لقاء كبير في الدوري بحضور الجماهير، منذ قتل 70 على الأقل من مشجعي الأهلي في أحداث عنف تلت مواجهة أمام المصري في بورسعيد في فبراير شباط 2012.

وقالت مصلحة الطب الشرعي في بيان يوم الخميس إن المشجعين قتلوا نتيجة "الاعاقة الحركية للتنفس بعد الدفع والدهس بالأقدام" بينما أظهرت لقطات تلفزيونية تكدس الجماهير أمام بوابة صغيرة قبل أن تطلق الشرطة قنابل الغاز في محاولة لتفريقهم مما أدى للتدافع.

وقال منصور -في مؤتمر صحفي لتقديم المدرب البرتغالي الجديد للفريق جيسوالدو فيريرا لوسائل الإعلام بعد التوقيع على عقد لنهاية الموسم الحالي- اليوم السبت "ماذا يريد البعض.. ليس من الزمالك فقط ولكن من (المنافس التقليدي) الأهلي أيضا؟ من هذا الشيطان الذي يعبث بمصالح أندية كبيرة؟"

وأضاف "الشيطان يعبث بأكبر قلعتين رياضيتين."

ويشير رئيس الزمالك على ما يبدو لجماعة الإخوان المسلمين التي حظرتها الحكومة المصرية بعد أن عزل الجيش الرئيس محمد مرسي المنتمي لها في 2013.

وعرض منصور لقطات فيديو على شاشة ضخمة لواحد من ثلاثة أشخاص، قالت الشرطة إنها ألقت القبض عليهم بعد المباراة وذكرت وسائل إعلام أنهم اعترفوا أمام النيابة بتلقي أموال من أعضاء في الإخوان المسلمين للاعتداء على قوات الأمن في المباراة.

وتساءل رئيس الزمالك "من هؤلاء؟" في اشارة للثلاثة الذين احتجزتهم الشرطة بعد المباراة.

وأضاف منصور "اذهبوا لافساد المباراة والاعتداء على الأمن.. هل هذا كلامي؟ لا.. هذه تحقيقات نيابة."

ورفض منصور اتهامات في وسائل اعلام محلية بالمسؤولية عن مقتل المشجعين بسبب دخوله سابقا في خلافات مع مجموعة الجماهير الرئيسية للزمالك وتدعى "التراس وايت نايتس". وقالت المجموعة إن من بين القتلى أعضاء بها.

وقام منصور - الذي تولى رئاسة الزمالك عدة مرات من قبل لكنه لم يكمل أي منها نتيجة أحكام قضائية - بعرض لقطات أخرى لأعداد ضخمة من الجماهير في مقر النادي قال إنها جاءت من أجل الحصول على تذاكر المباراة "ولم يصب أحد بخدش واحد".

وتابع مشيرا للجماهير الموجودة في التسجيل وهي تحصل على التذاكر من موظفي النادي في وجوده "هل هناك من يستطيع التمييز من منهم التراس أو ليس من الالتراس؟" نافيا أن يكون منع المنتمين للمجموعة من الحصول على تذاكر المباراة.

ومضى قائلا "كلهم جمهور عادي.. التراس وغير التراس."

* عدم اكتراث

ولاحقت اتهامات لاعبي الزمالك بعدم الاكتراث بموت المشجعين قبل المباراة لكن منصور نفى علم أي من أعضاء مجلس ادارة النادي أو الجهاز الفني أو اللاعبين بوقوع قتلى قبل أو اثناء المباراة.

ورفض لاعب الوسط عمر جابر خوض المباراة وانسحب من التشكيلة الأساسية بعدما قال إن اللاعبين علموا بالحادث الذي تسبب في تأجيل بداية المباراة لنحو 45 دقيقة إلا أن الجهاز الفني قال إنه رفض اللعب لشعوره بالاعياء جراء اطلاق الشرطة لقنابل الغاز.

ومضت المباراة قدما رغم الأحداث وشكوى اللاعبين من صعوبات في التنفس بسبب قنابل الغاز وانتهت بالتعادل 1-1. وقبلها دخل لاعبو الزمالك الملعب في سيارات تابعة للشرطة بعدما أعاق مشجعون حركة حافلة الفريق عند مدخل الاستاد الواقع في ضاحية القاهرة الجديدة بشرق القاهرة.

وقال منصور "أقسم بالله لا يوجد لاعب (في الزمالك) عرف بوجود قتلى. اللاعبون الذين كانوا في الحافلة واستقلوا المدرعة لساعة ونصف... هم الأبطال وليس الجبان الذي هرب" في اشارة لجابر.

ويواجه جابر تحقيقا من النادي وقال منصور إن فترة تفعيل الشرط الجزائي في عقده الجديد الذي وقعه مؤخرا مع الزمالك انتهت.

وأكد إسماعيل يوسف مدير كرة القدم أيضا أن أحدا في الفريق لم يعرف بما حدث خارج الاستاد إلا بعد المباراة واستعاد ذكرى مقتل مشجعي الأهلي في بورسعيد بينما كان الزمالك يخوض مباراة ضد الإسماعيلي في القاهرة.

وقرر مسؤولو الفريقين وقتها ايقاف المباراة بعد انتهاء الشوط الأول احتراما للقتلى من مشجعي الأهلي. وكان يوسف ضمن الجهاز الفني للزمالك ومحمود جابر والد عمر لاعب الزمالك مدربا للإسماعيلي.

وبعد ساعات من مباراة الأحد الماضي أعلنت الحكومة المصرية ايقاف الدوري الممتاز لأجل غير مسمى لكن رئيس الوزراء إبراهيم محلب قال في مقابلة تلفزيونية يوم الخميس إن المسابقة ستستأنف خلال أسبوعين.