أحدث الأخبار
شدد وزير الخارجية، نبيل فهمي، علي أهمية بناء سياسة خارجية قوية لمصر، تضع في حسابها المتغيرات الإقليمية والتحولات الأخيرة التي ضربت الإقليم في السنوات الأخيرة، وأيضًا تضع نصب أعينها الأوضاع الداخلية بمصر علي الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، مشددًا علي أن مصر جزء من العالم وشراكاتها الاستراتيجية شرقًا وغربًا أمر ضروري لبناء دولة قوية.
وأكد فهمي ضرورة الحفاظ علي علاقات قوية مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وموازنة تلك العلاقات بعلاقات قوية مع روسيا وشدد علي أهمية النظر ناحية الجنوب الأفريقي، إذ أنه عمقنا الاستراتيجي والذي يتعلق بأمن مصر القومي بشكل مباشر.
وأضاف أن أعضاء الإخوان المسلمين مواطنون مصريون لهم كامل الحقوق، وسيظلون مصريين، طالما التزموا بالسلمية مشددًا علي أن الدولة لن تقبل بالعنف مطلقًا.
وقال فهمي في المحاضرة التذكارية التي ألقاها بالإنجليزية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة مساء اليوم الأحد، بالتجمع الخامس، إن مصر دولة تعيش في حالة سيولة رهيبة، بعد ثلاث سنوات شهدت ثورتين وتغيير ما يقرب من ست حكومات. وقال إن الحقائق عن الاقتصاد المصري، وحجم العجز ونسب البطالة المتزايدة توضح كم التحديات المطروحة علي مصر وهي تحديات عصيبة وصعبة ويجب أن تضعها السياسة الخارجية بحسبانها، ولفت إلي مشكلات نقص المياه والطاقة.
ورأي فهمي أن علي أي حكومة قادمة محاولة بناء إجماع سياسي، والعمل علي محاولة ترشيد الموارد المصرية وخاصة الطاقة وأن المصريين يجب أن يقوموا بتضحيات لأجل هذا البلد، وقال إن الاحتياجات الاقتصادية والأولويات السياسية ركنان أساسيان للسياسة الخارجية المصرية.
وقال فهمي إن مصر لا تملك ترف التخلي عن موقعها كدولة قائدة لمحيطها الإقليمي، فهذا دور يحتمه التاريخ والجغرافيا والسياسة، خاصة في ظل تحولات عميقة علي المستويين المحلي والدولي. ورأي فهمي أن تلك التحولات تطرح تحديات ضخمة لكن أيضًا فرصًا كبري.
وأكد فهمي ضرورة الحفاظ علي علاقات مصر الاستراتيجية وشراكتها مع الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، ولكن عليها أن تنظر شرقًا أيضًا وأن تقيم علاقات قوية من روسيا ليس لأجل المصالح المشتركة فقط ولكن لأجل تحقيق السلام في الإقليم.
وأكد ضرورة تنشيط دور مصر في المحافل والهيئات الدولية والاهتمام بالدول الأفريقة وعدم تركها تغرق في النزاعات الطائفية والنزاعات المسلحة، ودعمهم عبر إمدادهم بالدعم التكنولوجي والمساهمة في التنمية وإمدادهم بالخبراء، معتبرًا أن هذه مسئولية مصرية، والاضطلاع بها يساهم في حماية الأمن الإقليمي المصري.
وشدد فهمي علي أن مصر لا يمكنها أن تدير ظهرها للنزاعات التي تحدث في الشرق الأوسط وما يحدث بلبنان وليبيا واليمن، ذلك فضلًا عن الحرب الأهلية الدائرة بسوريا.
وقال إن مصر ستقف بحزم ضد كل من يحاولون تقويض ثورتنا.
وأضاف فهمي أن التحولات لا تأتي دون أثمان باهظة كما لا تأتي دون صعود وهبوط. وقال إن صناع السياسات لا يجب أن يقوموا بسياساتهم بمعزل عن الإجماع الشعبي.
وقال فهمي إننا نتجه نحو مصر جديدة، فمصر لم تعد كما كانت.
وعن أزمة سد النهضة قال فهمي، إنها أزمة نواجه فيها تحديات صعبة وعصيبة، كاشفًا عن أن مصر عرضت علي إثيوبيا أن تساعدها في بناء السد بمواصفات وبحجم معين علي أن يتم تشغيل السد بينهما بالاتفاق ولكن هذا العرض قوبل بالرفض.
وقال فهمي إنه لا يقف ضد رغبة إثيوبيا في بناء سد ولا ينكر عليها ذلك، ولكن السؤال المطروح هنا، هو أي سد وبأي حجم، وبأي طريقة تشغيل؟. وأكد فهمي أنه يثير في كل اجتماع خارجي له قضية السد، ليس لتأليب الأطراف الدولية علي إثيوبيا ولكن لإجبار الطرف الآخر علي الجلوس علي طاولة المفاوضات.
وقال فهمي إن علينا بناء سياسة خارجية جديدة تحترم المعايير الدولية.
وعن تعامل الدولة مع أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، قال فهمي إن الإخوان كأفرد هم مواطنون مصريون، وسيظلون مصريين، طالما التزموا بالسلمية وانخرطوا في عملية بناء المجتمع عبر عملية سياسية شاملة، مشددًا علي رفضه للسياسات الإقصائية.
وقال فهمي عن الوضع في شبه جزيرة القرم بروسيا إنه يعتقد بأن الوضع معقد للغاية وأن يأمل في ألا تسير الأمور باتجاه المزيد من العنف.
وقال فهمي إن المساعدات التي أتت لمصر هي استثمار وليست منحًا أو هبات.
وقال فهمي إن تطبيق حقوق الإنسان في مصر لا يجب أن يكون لإرضاء الغرب ولكن لأجل المصريين، معترفًا بوجود حوكمة سيئة بمصر، وأنها كانت السبب في قيام المصريين بثورتين، خاصة أن مؤسسات الدولة لازالت تعاني وأن هذا جزء من إعادة بناء النظام السياسي الجديد في مصر.