كتبت: ليليان وجدي
أحدث الأخبار
كتبت: ليليان وجدي
(باب الوداع) هو اسم الفيلم المصري الوحيد الذي يشارك في المسابقة الدولية الرسمية مع 15 فيلما آخر، ضمن الدورة السادسة والثلاثين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي افتتحت أنشطته مساء الأحد بعد توقفه مرتين خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة.
الفيلم ليس فقط العمل الروائي الطويل الأول لمخرجه الشاب كريم حنفي، لكنه علامة مميزة لمشاركة مصر في دورة هذا العام ضمن المسابقة الرسمية وخارجها التي يبدو فيها المخرجون الشبان حاضرون بقوة، بينما تغيبت أسماء مخرجين مصريين كبار مثل محمد خان ويسري نصر الله وداود عبد السيد عن الحضور.
وينافس (باب الوداع) -الذي تدور أحداثه عن شاب ينشأ في أسرة فقيرة ويحلم بالتحليق بطائرة ورقية- أفلاما أخرى روائية وتسجيلية وتحريكية من الولايات المتحدة وفلسطين واستراليا والصين وفرنسا ودول أخرى على جائزة الهرم الذهبي في المسابقة الرسمية للمهرجان.
وقال حنفي (37 عاما) الذي أخرج عدة أفلام قصيرة بجهود ذاتية قبل (باب الوداع) -الذي ساهمت وزارة الثقافة المصرية في إنتاجه- لرويترز "لا أستطيع أن أحدد سببا واضحا لماذا يهمل صناع الأفلام المصريون مهرجان القاهرة سعيا خلف مهرجانات أخرى، أظن أن لذلك أسبابا متعددة ربما منها أن جوائز مهرجان القاهرة غير مادية وربما هو سوء تنظيم المهرجان في دوراته الأخيرة."
وألغيت دورتان سابقتان للمهرجان عامي 2011 و2013 بسبب عجز في الموازنة، بالإضافة إلى الاضطرابات السياسية التي سادت مصر في أعقاب انتفاضة يناير كانون الثاني 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك.
ويرى المخرج الشاب أحمد عبد الله الذي يعرض فيلمه الروائي الرابع (ديكور) خارج المسابقة الرسمية أن ضعف الأفلام المختارة في دورات سابقة بالإضافة إلى وجود مهرجانات عربية أخرى هي من العوامل التي أدت لسحب البساط من مهرجان القاهرة الدولي.
لكنه أضاف لرويترز "هذا العام الوضع مختلف، فالمهرجان له إدارة جديدة أغلبها من الشباب فضلا عن نقاد وسينمائيين لهم رؤية تقدمية وجديدة. هؤلاء استطاعوا صناعة دورة متميزة ستحوي أفلاما ذات قيمة نتوق لمشاهدتها لذا كان لابد من اللحاق بهذا الركب."
وتابع "هناك أفلام لمخرجين آخرين شباب آثروا الانضمام لهذا الحدث ودعم المهرجان الذي يدعمهم بدوره وربما كان بعض المخرجين من الأجيال الأقدم لازالوا حذرين في تعاطيهم مع المهرجان هذا العام."
وعرض فيلم (فتاة المصنع) للمخرج الكبير خان في الدورة السابقة لمهرجان دبي السينمائي الدولي، وحصلت بطلته ياسمين رئيس على جائزة أفضل ممثلة في المهرجان.
وكان الناقد سمير فريد -رئيس الدورة الحالية للمهرجان- قد عبر عن أمله أن تكون هذه الدورة بداية جديدة لعمل "مؤسسي" يضع مهرجان القاهرة في مصاف المهرجانات الدولية.
لكن المخرج الشاب حنفي يرى أن غياب الشفافية قد يكون عائقا أمام نجاح هذه الدورة، حتى رغم قوة مشاركة المخرجين الشبان منمصر ودول عربية أخرى.
وقال "لابد من علاج ترهل أجهزة الدولة وتراخيها وتحولها الي جهات وأجهزة معطلة وبلا رؤية في مقابل تضخم جسدها المؤسسي وهيكلها الوظيفي وبالتالي تضخم فاتورة انفاقها وقلة منتجها النهائي وهشاشته."
لكن من الناحية الأخرى، يرى الناقد السينمائي يوسف شريف رزق الله أن دعم دورة هذا العام للأفلام الشابة هي نقطة في صالح المهرجان.
وقال لرويترز في مقابلة "الأمر في النهاية اختيار ... لكن دعم المهرجان للسينما بدماء جديدة يصب في صالح المهرجان ويصب في صالح ما نأمل أن يكون بداية جديدة للمهرجان بعد فترات التوقف."
وإلى جانب المسابقة الرسمية، يضم المهرجان أقساما لعرض أفلام لمخرجين شبان منها مسابقة "سينما الغد الدولي" و"مسابقة أفلام الطلبة".
ويقول عبد الله "المخرجون الشباب أكثر من غيرهم رغبة في تجريب أشكال عرض جديدة. وأغلبهم تعلم من السنوات الأخيرة ضرورة المشاركة في الإصلاح والعمل على بناء بيئة فنية جديدة تتسع الجميع وتشجع المحاولات الجديدة".