أحدث الأخبار
حسمت قائمة «تيار الاستقلال» انتخابات التجديد النصفي لنقابة الأطباء بالقاهرة والمحافظات، التي أجريت، أمس الجمعة، ولأول مرة منذ أكثر من 28 عامًا تحت إشراف قضائي كامل، تتفوق على حركة «أطباء من أجل مصر»، المنتمية لجماعة الإخوان المسلمين.
الدكتور إيهاب الطاهر، أمين عام نقابة أطباء القاهرة عن تيار الاستقلال، قال لـ«بوابة الشروق»: إن «قائمة الاستقلال شاركت في الانتخابات لأول مرة عام 2011، وكانت أقلية في النقابة العامة، والنقابات الفرعية في الجمهورية، وإن كانت قد حصلت على الأغلبية في القاهرة والإسكندرية».
وأضاف «الطاهر»: «في انتخابات التجديد النصفي، حصدنا كل مقاعد القاهرة والإسكندرية، والنتائج الأولية تؤكد اكتساح الاستقلال لـ«11» مقعدًا من أصل «12»، بالإضافة لخمسين بالمائة من مقاعد النقابات الفرعية بالجمهورية».
يقول الطاهر: إن «السبب الرئيسي في مكسب الاستقلال، هو اكتشاف حقيقة خداع الإخوان المسلمين؛ لأن النقابة في عهدهم خدمت الأغراض السياسية لهم، في حين أن قائمة الاستقلال دافعت عن المهنة، وحظيت بقبول أطباء مصر».
ويقر أمين النقابة العامة للقاهرة بوجود «أمور سياسية» حسمت فوز الاستقلال، ويرى أن الأطباء اكتشفوا أن جماعة الإخوان لم تخدمهم على الإطلاق عندما وصلت للحكم، وهو ما أدى لخسارتهم في هذا التجديد.
وعن اعتراضات قائمة «الاستقلال» على إدارة جماعة الإخوان للنقابة، قال الطاهر: إن «الاعتراضات كثيرة، منها أن أموالًا خرجت من ميزانية الإغاثة بدون فواتير، بالإضافة إلى أن الجهاز المركزي للمحاسبات أوصى بتحويل مخالفات النقابة للنيابة العامة، ولم نعرف نتيجة التحقيقات، بل إن مجلس النقابة حجب تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات عن الأطباء، وهو ما يثير شكوكًا حول مجلس النقابة»، قائلًا: «طالما بيحجب تقرير، يبقى في حاجة غلط».
«في لجنة الإغاثة، بياخدوا أطباء، المعتاد إنهم من الإخوان»، يستكمل أمين النقابة العامة للقاهرة رصد المخالفات التي يرى أن مجلس نقابة الإخوان ارتكبها، ويضيف أن «الأطباء يتحصلون على أموال بالسفر، ويستخدم الإخوان لجنة الإغاثة لخدمة أغراضها السياسية، فعادة ما يسافر الأطباء لغزة وسوريا، بالرغم من أن هناك أماكن أخرى تستدعي سفر الأطباء».
أسباب أخرى يراها الطاهر قد ساهمت في انتصار «الاستقلال» منها، أنهم قد «فهموا الانتخابات»؛ لأن مشاركتهم عام 2011 كانت الأولى لهم، وكان ينقصهم الخبرة حينها، ولكن في هذه الانتخابات نظموا القوائم بطريقة أفضل لتخرج النتائج بهذا الشكل.
الدكتور عمرو الشورى، الفائز بمقعد قطاع القاهرة في انتخابات التجديد النصفي لنقابة الأطباء، أرجع انتصار قائمة «تيار الاستقلال» لانعدام ثقة الأطباء في الإخوان بسبب موقفهم من إضراب الأطباء العام الماضي، ووقوفهم مع الحكومة ضد الأطباء، وهو عكس مهمتهم تمامًا.
«الاستقطاب السياسي في البلاد كان له عامل كبير»، يقول الشورى لـ«بوابة الشروق»، ويؤكد أن التصويت كان سياسيًّا من الجهتين، فهناك أطباء شاركوا من أجل الإخوان، وآخرون شاركوا حتى لا تنتصر الجماعة.
ويرى «الشورى» أن أهم تجاوزات مجلس الإخوان، كانت في رفضها عرض تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات على الأطباء، فلم يكن اعتراض الأطباء على تجاوزات الإخوان المالية، ولكنهم طالبوا بحقهم في الاطلاع على تقرير المركزي للمحاسبات المحجوب عن الأطباء من عام 1984.
«كان في انتقاء للأطباء اللي بيسافروا مع لجنة الإغاثة» يستكمل الشورى عرضه لما يراه تجاوزات للإخوان، مضيفًا أن العمل بالإغاثة حكر على الإخوان، وأنه قد تقدم بطلب تطوع منذ عام ونصف، ولم يرد عليه أحد، فلجنة الإغاثة تعتبر لجنة سياسية، وتفتح باب الاحتكاك السياسي، وميزانيتها مجهولة، وتكسب المسيطرين عليها علاقات خارجية مع دول أخرى.
الفائز الجديد بمقعد قطاع القاهرة، قال: إن إضراب الأطباء العام الماضي، قد رفع الوعي وسط الأطباء والشعب على حد سواء، ولفت الانتباه إلى أنه يجب أن تأتي الأولويات الصحية فوق الأمنية، كما أنه ساهم في تكوين حركات طبية جديدة.
«يجب تغيير قانون النقابة واللائحة لأنهما متهالكين» يرصد الشورى التعديلات التي يجب أن يتم إجراؤها مع المجلس الجديد، مبررًا ذلك بأنها القوانين تسمح للدولة بالتدخل في شؤون النقابة، بالإضافة لأن قانون الانتخابات الحالي لا يعبر بشكل صحيح عن الأطباء؛ لأنه يؤدي إلى استغلال سياسي لصالح تيار ضد آخر، ومن المفترض أن يؤدي قانون الانتخابات الجديد إلى التركيز على المهنية وقضايا الأطباء الأساسية.
في سياق متصل فإن عمرو الشورى الذي انسحب من قائمة «تيار الاستقلال» قبل بدء الانتخابات بأسبوع، أرجع ذلك إلى أن تيار الاستقلال لم يلتزم باتفاق يضمن نزول حركات «أطباء بلا حقوق، أطباء التحرير، استقلال الجامعة» في كل القوائم، حيث تغير هذا الاتفاق في بعض النقابات الفرعية، ويرى أيضًا أن شكل العمل النقابي اختلف بعد 30 يونيو، بالإضافة لأن بعض الأطباء في النقابة العامة كان رأيهم «صادمًا» حول إضراب الأطباء.
«على الرغم من انسحابي من قائمة الاستقلال، إلا أنهم وزعوا اسمي معهم على القوائم، ولو لم يفعلوا ذلك، كنت سأخسر»، يقول الشورى، ويؤكد أن الأطباء لم ينتخبوه بسبب اسمه، ولكن تم انتخابه لأنه ضد قائمة الإخوان.
ويذكر أن قائمة الإخوان المسلمين قد شاركت في انتخابات نقابة الأطباء لأول مرة عام 1984، وحصدت وقتها 7 مقاعد من 25 هي كل مقاعد مجلس النقابة، وفي عام 1986 شارك الإخوان للمرة الثانية في انتخابات النقابة، وسيطروا على أغلب مقاعد المجلس، حتى غيرت قائمة «تيار الاستقلال» هذا الوضع.