طبق الفول جزء أساسي من إفطار معظم المصريين سواء في البيوت أوالمطاعم أو بجوار عربات صغيرة منتشرة في مختلف أحياء القاهرة.

في كثير من شوارع العاصمة المصرية تقف عربات ملونة من الخشب منذ الصباح الباكر ويتجمع حولها عدد كبير من الرجال يأكلون الفول.

لكن طبق الفول الشعبي التقليدي أصبح وجبة راقية في بعض المطاعم الأنيقة بحي الزمالك القريب من نهر النيل في القاهرة. تقدم تلك المطاعم لزبائنها الفول المدمس والكشري وأصنافا أخرى من الطعام المصري.

لكن الباعة الذين يقدمون الطعام لزبائنهم على عربات خشبية في الشوارع يقولون إن الفول المدمس عندهم هو الطبق المصري الأصلي.

وقال رمضان الذي يشارك في إعداد الفول على عربة بوسط القاهرة "لأ.. بأقول لك دي صنعتنا واحنا أساتذتها.. الفول احنا بنعمله قدام عينينا. فول العربية غير فول أي مطعم طبعا."

أما مطعم "زوبة" فيعرض على زبائنه مجموعة من أصناف الطعام الشعبية المصرية مثل الفول والكشري والكبدة لكن في ديكور أنيق. يقدم المطعم وجباته في أطباق "الصاج" المتواضعة لكن بأسلوب أكثر ملائمة لزبائن الطبقة الراقية والزوار الأجانب.

ذكر كريس خليفة أحد الشركاء في مطعم زوبة أن فكرة المطعم هي تحويل طبق الفول المدمس إلى علامة مسجلة باسم مصر مثله في ذلك مثل المعكرونة والبتزا بالنسبة لإيطاليا.

وقال خليفة "يعني المطاعم في مصر.. الأغلبية أو فيه كثير ثاني مصريين بس بيبقى أفكار مستوردة. احنا أخذنا فكرة مصرية وحاولنا نعمل عليها علامة تجارية. دي أول حاجة بتميزنا. طبعا الجودة والديكور والمواد وطريقة الإعداد اللي غيرناها.. دي كلها بتميزنا عن أي حد تاني."

كثير من المصريين يرون أن الوجبات السريعة أدت إلى تراجع الاهتمام بأصناف الطعام المصرية في السنوات الماضية. لكن مصطفى الرفاعي الشريك الآخر في مطعم زوبة ذكر أنه وشركائه تجولوا في أنحاء مصر للتعرف على الطرق الصحيحة لإعداد الطعام المصري التقليدي.

وقال "لو دخلت على الإنترنت ح تطلع 100 اسم لبيتزا أو سوشي أو أي أكل عالمي. حضرتك تضرب الزرار ح يطلع لك مليون ألف اسم. لكن لو دورت على الأكل المصري ح تلاقي صعوبة في الموضوع. وحتى لما ح تطلعلك مش ح تلاقيها هي اللي بنأكلها.. ح تلاقي برضه حاجة معدل فيها شوية. فعلشان نوصل للموضوع دا بدأنا نسافر طنطا.. المحلة.. رحنا دمنهور.. شبين.. الاسكندرية.. اتصلنا بناس في الصعيد علشان نعرف الأكل بتاعنا إيه الحاجات فعلا اللي ترجع للوقت دا. أفادنا كثير جدا الموضوع دا."

ويبنما يقدم مطعم زوبة أصناف الطعام المصرية لطبقة راقية من الزبائن يقدم مطعم آخر هو كايرو كيتشن الطعام المنزلي لرواده المصريين والأجانب سكان حي الزمالك.

الديكور هنا أيضا أنيق وقائمة الطعام مكتوبة بخط اليد على أحد الجدران. ويطلب الزبائن ما يريدون من بين أصناف كثيرة من الطعام معروضة أمامهم.

وذكرت نادين بشير مالكة كايرو كيتشن أن مطعمها يضع زبائنه في جو أقرب ما يكون إلى جو المنزل.

وقالت "اللي احنا مختلفين فيه عن المطاعم الثانية كمان طريقة تقديم الأكل. يعني احنا مطبخ.. تدخل جوة تلاقي فيه بوتاجازات وحاجات وحلل وحاجات محطوطة على البوتاجازات وحضرتك تقدر تختار كأنك في البيت. حد.. يعني ماما بتغرف لنا من الحلة في البيت.. بنغرف ونقعد نأكل من الحلل الصغيرة كأننا في البيت.. كأننا في مطبخ البيت بالضبط."

ويلاقي كايرو كيتشن إقبالا كبيرا من الزبائن الذين يبحثون عن أصناف الطعام المصرية التقليدية.

وقالت زبونة تدعى كارولين صليبة "أنا شايفة أن بيعملوه بطريقة كويسة. يعني بيعملوه بطريقة حلوة وبيأخذوا الأكل المصري ممكن ويخلوه صحي شوية أكثر أو فيه تغييرات بسيطة يعني."

وما زالت المطاعم بمختلف أنواعها مليئة بالرواد في مختلف أنحاء مصر رغم الأزمات السياسية والاضطرابات التي يشهدها البلد حاليا. أما عربات الفول المدمس في الشوارع وقت الصباح فهي من المعالم الأساسية أيا كانت الظروف في البلد.