أحدث الأخبار
كتبت: أمنية طلال
قسم الأمانات هو أول ما يستقبل المرء لدى الدخول إلي سجن النساء في القناطر الخيرية، هناك يطلب من الزوار ترك بطاقاتهم الشخصية وهواتفم المحمولة.
في حالتنا، ونتيجة وجود تنسيق مسبق بين إدارة السجن والمجلس القومي للطفولة والأمومة الذي نظم هذه الزيارة، تم السماح بدخول كاميرات الإعلام.
لم يسمح للصحفين بدخول العنابر المخصصة للسجينات، لكن في ساحة السجن كان بإمكاننا أن نلتقي العشرات منهن إذ تجمعن لحضور الاحتفالية التي ينظمها المجلس القومي للطفولة والأمومة بمناسبة عيد الطفولة.
الملمح الأهم في الاحتفالية هو حضور أطفال السجينات المودعين بمؤسسات رعاية خارجية لتجاوزهم سن العامين، وهو الحد الأقصى المسموح بتواجده مع الأم داخل السجن، وإن كان أحد
مسؤولي قطاع السجون بوزارة الداخلية قال لأصوات مصرية أثناء زيارة سجن القناطر إن القطاع يدرس حاليا مد فترة حضانة الأمهات السجينات لأطفالهن عامين آخرين ليكون أربع سنوات.
يبدأ اليوم المعتاد في سجن القناطر في السابعة صباحا بحضور الموظفين وفتح الباب للزيارات. ومع بداية اليوم أيضا تخرج بعض السجينات المحبوسات احتياطيا لحضور جلسات محاكمتهن، كما تخرج أخريات بصحبة الحراسة للذهاب إلي أماكن عمل تابعة للسجن، كما تصل إلي السجن السجينات الجدد، على أن يتم الغلق في تمام الخامسة شتاءا والسابعة صيفا وتبقى السجينات داخل عنابرهن حتى صباح اليوم التالي.
الحركة المعيشية للسجينات تبدأ من السابعة صباحا فيكون الإفطار في تمام التاسعة، ويبدأ التصنيع داخل السجن وخارجه، فعدد كبير من السجينات يعملن بأجر كما أوضح اللواء هشام البلقيني وكيل منطقة سجون القناطر، بينما تتفرغ الأمهات السجينات لرعاية أطفالهن.
عدد كبير من السجينات يرفض الحديث مع الإعلام، ربما خوفا من الحراس والسجانات الواقفين دوما إلى جوارنا، وربما أيضا خوفا من الكشف عن هوياتهم أمام الكاميرات، إذ قامت عدة سجينات بارتداء النقاب على وجوههن فور اقتراب الإعلاميين.
ومع ذلك فهناك من وجدن في الحديث عن مشاكلهن مع الإعلام حلا محتملا لها. زهراء محمد نجيب، 28 عاما، تقول إنها لم تتوقع أبدا أن ينتهي بها الحال في سجن النساء بالقناطر، فلديها ثلاثة أطفال وكانت تعيش في سلام على حد وصفها، إلى أن وقع شجار بين زوجها وأحد الجيران قام زوجها على أثره بإشعال النيران في خصمه، الذي وجه اتهامه لكل من زهراء وزوجها فتم القبض عليهما ونقلها إلى سجن القناطر.
وتقول زهراء إنها تواجه مشكلة غياب محامي يتولى قضيتها، فلم تجد بعد شهرين من الحبس من يدافع عنها، وبالتالي تحصل على تجديد حبس كل 15 يوم لعدم وجود دفاع وعدم دفع الكفالة التي تبلغ قيمتها 5 ألاف جنيه.
لكن زهراء تقول إنها متحملة طبيعة الحياة داخل السجن على الرغم من اختلافها تماما عن حياتها خارجه، إلا أن خوفها على طفليها البالغان من العمر خمسة أعوام وعامين ونصف العام هو كل ما يؤرقها ويشغل بالها حيث أنهم مودعين في مؤسسة رعاية خارجية.
ولم تكن مشكلة زهراء هي المشكلة الوحيدة التي تعرفنا عليها خلال الزيارة، لكن عبير أحمد 25 عام، وجريمتها سرقة بالإكراه، تعاني من منع الزيارة عنها وهو ما ينعكس سلبا على حالتها النفسية.
وتعتبر عبير المعاناة الحقيقية في الحبس ونبذ المجتمع للمسجونة، لكن المعاملة داخل السجن ليست سيئة تماما، قائلة "بأنام على سرير نضيف وباتعالج في العيادة انا وبنتي وبيصرفوا لي اللبن والسريلاك".
عدد السجينات حوالي 1600 سجينة ويتزايد العدد أو يتناقص حسب الوارد والإفراج، حسب اللواء هشام البلقيني وكيل منطقة سجون القناطر.