أحدث الأخبار
كتبت: أمنية طلال
قالت الناشرة فاطمة البودي إن الإنتاج الأدبي للروائيات والأديبات قل بشكل ملحوظ بعد الثورة عن السنوات التي سبقتها، في حين أكدت أن الحركة الشعرية شهدت "صحوة" بظهور عدد من الشاعرات المتميزات.
ووصلت الإصدارات النسائية لدار العين التي تملكها البودي في عام 2010 إلى 25% في مقابل 75 % للرجال، في حين انخفضت إصدارات النساء إلى 16,5% في 2011، وارتفعت قليلا في 2012 إلى 19%، ثم عاودت الانخفاض في 2013 إلى 15%، ووصلت في 2014 إلى 16%.
وأضافت البودي، في مقابلة مع أصوات مصرية، منذ بداية العام الحالي (2015) أصدرت الدار 9 كتب 8 منها للرجال وواحد لامرأة، مؤكدة "كنت أتمنى أن تحصد النساء نصف الإصدارات".
وحصلت الدكتورة فاطمة البودي، صاحبة دار العين للنشر والتوزيع، على المركز 65 ضمن قائمة أقوي وأهم 200 امرأة عربية في مجال الأعمال في عام 2014، وفقا لما نشره موقع مجلة فوربس، وذلك "لبصمتها الواضحة في مجال الثقافة والأدب العربي" حسب تقرير فوربس.
وعن اختيارها ضمن قائمة أقوي وأهم 200 امرأة عربية في مجال الأعمال في عام 2014، قالت البودي إنها لم تتوقع اختيارها، إلا أنها سعدت بهذا الاختيار وشعرت أنها أضافت قيمة لهذا العمل على حد تعبيرها، مضيفة "هناك من يقدر الجهد لأن مجال النشر في هذا الوقت يخضع لمنافسة غير شريفة" إذ انتشرت دور النشر التي تعتمد على الأعمال ذات المستوى الأدبي الردئ بحسب البودي.
وأرجعت البودي قلة الأعمال الأدبية للنساء إلى ظروف البلاد والأحداث السياسية غير المستقرة، قائلة "معظم الكاتبات كانوا منخرطات في الثورة وانشغلن بالأحداث السياسية، وبالتأكيد هذا عطلهن عن إنتاج أعمال أدبية "، ولأن عدد الأديبات قليل نسبيا – مقارنة بالرجال – فقد أثر إنشغالهن بشكل واضح على جملة الانتاج الأدبي للنساء.
وأوضحت البودي أن الكاتبة سلوى بكر لم تنتج أي عمل منذ فترة رغم أن لها 18 كتاباً تم تداولها دولياً وترجمت إلى تسع لغات، وكذلك الروائيات الشابات منصورة عز الدين ومي خالد لم يصدرا سوى رواية واحدة فقط لكل منهما، مضيفة "إنتاجهن الأدبي قل عما قبل الثورة وإن كان لا يقل جودة".
وانعكس ذلك على الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) التي أعلنت قائمتها الطويلة لعام 2014 منذ أيام، والتي ضمت ثلاثة مصريين بينهم امرأة هي منى الشيمي عن روايتها "بحجم حبة عنب" التي حصلت على جائزة ساويرس الأدبية منذ أيام.
وتستعرض "بحجم حبة عنب" الواقع الاجتماعى والسياسي على مدار أربعين عاما من خلال شخصية الأم التي تروي ما أصاب ابنها من ورم خبيث وهو "السرطان" عقب أحداث ثورة الخامس والعشرين من يناير.
وتقول البودي رغم عدم حصول مصرية واحدة على الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) من قبل إلا إنه وصلن إلى القائمة القصيرة مثل ميرال الطحاوي ومنصورة عز الدين، موضحة أن هناك أديبات من دول عربية شقيقة حصلن على الجائزة، متمنية أن تصل مصرية إلى القائمة القصيرة.
لكن تتمنى البودي أن يحصل الكاتب حمور زيادة على جائزة البوكر عن روايته "شوق الدرويش" التي نشرتها البودي العام الماضي، وحصلت على جائزة نجيب محفوظ منذ أيام، ووصلت إلى القائمة الطويلة، وتتناول "شوق الدرويش" فترة تأسيس الدولة المهدية بالسودان على يد محمد أحمد المهدي، مع تأويلات غير قليلة للدين وللصوفية وللموروثات الثقافية، وفازت الرواية بجائزة نجيب محفوظ للأدب لعام 2014.
وحمور زيادة مدون وكاتب صحفي وروائي سوداني، تعرض لانتقادات من التيارات المحافظة والإسلامية بالسودان، بعد أن نشر قصة عن الاعتداء الجنسي على الأطفال.
ولا تنظر البودي إلى نصف الكوب الفارغ بما أصاب الكتابات من "كسل في الكتابة"، فهي ترى أن الثورة أفرزت مصممات أغلفة كتب، وعدد من الشاعرات الجدد منهم سارة علام التي أصدرت ديوانين مؤخرا وهما "دون أثر لقبلة"، "تفك أزرار الوحدة"، وغادة خليفة صاحبة ديوان "تقفز من سحابة لأخرى"، و" تسكب جمالها دون طائل".
وترفض البودي الربط بين نجاح الكاتبات من خلال عدد إصداراتهن السنوية، أو حجم مبيعات أعمالهن، قائلة "لا اعتبر الأكثر مبيعا "Best seller" معيار لنجاح أي كاتب، فهي خدعة كبيرة ولها حسابات غامضة وغير واضحة".
مضيفة "نجاح أي رواية يقاس بعدد المقالات النقدية التي تناقشها ولا يقاس بعدد الطبعات.
وتقول البودي "للأسف الفترة الحالية أفرزت إنتاج غزير من الكتابة الرديئة وإنتاج محدود من الكتابة الرصينة الجادة"، موضحة أن زيادة الإنتاج الجاد يواجه دائما الإنتاج الأدبي الردئ.
وتضيف البودي أن النساء حققن نجاحا كبيرا في مجال النشر رغم صعوبته في مصر وقصره على الرجال لفترة طويلة، مشيرة إلى إنشاء عدد من النساء لدور نشر منهم بلسم سعد التي أنشأت دار "بلسم"، ودينا الغمري التي أنشأت دار "بردي"، وهبة سلامة مؤسسة دار "سلامة"، وكرم يوسف مؤسسة دار "الكتب خان"، ونورهان المصري التي أسست حديثا دار للنشر.
وتؤكد البودي "دور النشر لا تحقق أرباحا كبيرة لكنها لا تخسر بدليل اننا مستمرون"، مشيرة إلى أن التوزيع انخفض بنسبة 50% تقريبا، حيث إن الهيئات الكبرى التي كانت تدعم دور النشر مثل وزارة التربية والتعليم ووزارة الثقافة لم يعد لديها فائض لشراء كتب كما كان يحدث في السابق.
وتقول البودي "نعتمد حاليا في هذه الظروف اعتماد رئيسي على ما يشتريه القارىء والبيع القطاعي من خلال مكتبات"، موضحة أن أعداد القراء زادت وزاد معها حجم المكتبات بعد الثورة بنسبة 60% تقريبا، لكنها تعاني مثل باقي الناشرين من انتشار سوق الكتاب المزور –طباعة النسخ بشكل غير شرعي وبيعها على الرصيف- مؤكدة "سوق الكتاب المزور ازدهر بشكل أثر كثيراً علينا، وزاد توزيع الكتب المزوره خصوصا في المحافظات".