أحدث الأخبار
صرح أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأن مصر أحيطت اليوم الخميس، علماً بالتقرير الذي رفعته الحكومة البريطانية إلى البرلمان البريطاني اليوم 17 ديسمبر 2015 في إطار مبادرتها بمراجعة نشاط جماعة الأخوان في المملكة المتحدة.
وأعدت الحكومة البريطانية تقريرا بشأن جماعة الإخوان، نشرت نتائجه اليوم الخميس، أكدت فيه أن الانتماء للجماعة أو الارتباط بها هو مؤشر محتمل على التطرف وأن أقساما من الجماعة لها علاقات مشبوهة مع العنف المتطرف.
وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمر، في مطلع أبريل 2014، بإجراء مراجعة وتحقيقات عاجلة في الدور الذي تقوم به الجماعة على الأراضي البريطانية ومدى ارتباطها بأعمال العنف والتطرف. ورحبت الخارجية المصرية آنذاك بهذا القرار.
وأشار أحمد أبو زيد إلى أن نتائج التقرير تؤكد الإدراك المتزايد دولياً بالطبيعة المتطرفة والعنيفة لتنظيم الإخوان، ومنافاته لقيم الديمقراطية والتعايش السلمي، وأن المجتمع الدولي أصبح اليوم مطالبا، أكثر من أي وقت سبق، بأن يقدم الدعم الكافي لمصر في مواجهتها مع تلك التنظيمات والإيديولوجيات المتطرفة التي تبرر وتدعم العنف والإرهاب.
وأشار المتحدث باسم الخارجية -في بيان حصلت أصوات مصرية على نسخة منه- إلى أن ما تضمنه التقرير من أن عناصر تنظيم الأخوان تمارس العنف والتطرف وتحرض عليهما، ولها صلات بالعديد من الجماعات الإرهابية، وأن فكر الأخوان وممارساتهم يتنافيان مع قيم الديمقراطية وسيادة القانون، وأن العقيدة الفكرية للجماعة – بما في ذلك الفكر التكفيري لقياداتها مثل سيد قطب - تشكل الإطار الإيديولوجي للكثير من الجماعات الإرهابية، يعضد موقف شعب وحكومة مصر تجاه هذا التنظيم.
وأضاف المتحدث الرسمي بأن التقرير قدم بالأساس تحليلا لنشاط تنظيم الإخوان وأفرعه داخل المملكة المتحدة، وأنه أوضح طبيعة الجماعة داخل المملكة المتحدة كجماعة سرية ومتشعبة ومعقدة، لديها شبكة موسعة من الجمعيات والمؤسسات والشخصيات ذات مصادر تمويل غير واضحة، وتتعمد إخفاء أهدافها الأساسية، بما يشكل خطورة على الأمن القومي والمصالح الوطنية البريطانية، كما أن النتيجة الرئيسية لعملية المراجعة – طبقاً لتصريحات رئيس الوزراء البريطاني أمام البرلمان – تشير إلى ضرورة اعتبار الانتماء للجماعة أو الارتباط بها أو حتى التأثر بآرائها مؤشرا على التطرف.
وأشار المتحدث الرسمي في هذا السياق أيضاً، إلى أن التقرير -عند وصف ممارسات التنظيم في مصر– أوضح تاريخ الإخوان الدموي وتورطه في أعمال العنف والإرهاب والاغتيالات السياسية، وكذا ارتباطه بطريقة مباشرة بتنظيمات تمارس العنف والإرهاب، ورفض ادعائه السلمية، ووجود تناقض بين موقف الجماعة المعلن بالالتزام بالسلمية ونبذ العنف من جهة، واستخدام الجماعة لأنصارها في مصر لممارسة أعمال العنف لتنفيذ أهدافها من جهة أخرى.
وأكد التقرير على أن فترة حكم الإخوان لمصر أظهرت جلياً عدم احترام الجماعة للآليات الدستورية ولقيم الديمقراطية وسيادة القانون، وفشلها في إقناع الشعب المصري بكفاءتها أو حسن نواياها، هي كلها استنتاجات تشير إلى إدراك الجانب البريطاني لرؤية الشعب المصري وأسباب رفضه لجماعة الإخوان.
واختتم المتحدث الرسمي تصريحاته بالإشارة إلى أن صدور التقرير يمثل خطوة هامة وجادة من جانب بريطانيا على مسار مكافحة ومحاصرة الفكر المتطرف والإرهاب، لاسيما وأنه تضمن اعتزام الحكومة البريطانية متابعة عملية تقييم الإخوان وإيديولوجيتهم ونشاطهم في الداخل والخارج بصورة مستمرة خلال الفترة القادمة، وأنها ستتخذ إجراءات من شأنها متابعة ورصد نشاط وآليات تمويل الجماعة في إطار الإستراتيجية الوطنية البريطانية لمناهضة التطرف، بما في ذلك منع بعض أعضاء الجماعة من الحصول على تأشيرات دخول، واستمرار التشاور وتبادل المعلومات في هذا الصدد مع الحكومات في منطقة الشرق الأوسط.
وأعرب المتحدث باسم الخارجية عن تطلع مصر لأن تحذو باقي الدول نفس الحذو لضمان تعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتطرف والراديكالية على مستوى العالم.