الإسلاميون في مصر يوحدون صفوفهم ضد رئيس وزراء مبارك

الخميس 14-06-2012 PM 07:08
الإسلاميون في مصر يوحدون صفوفهم ضد رئيس وزراء مبارك

مجموعة من أنصار الدعوة السلفية

"سنقف أمام الله ليسألنا عن هذا الاختيار".. هكذا قال أحد الخطباء بصوت جهوري وهو يحث انصار حزب النور السلفي على التصويت لصالح مرشح جماعة الاخوان المسلمين في جولة الاعادة بانتخابات الرئاسة المصرية.

ويشير هذا التجمع الذي عقد وسط نسيم إحدى ليالى الصيف في محافظة الفيوم إحدى معاقل التأييد للاسلاميين والتي تقع على بعد 100 كيلومتر إلى الجنوب من القاهرة إلى ان الاسلاميين من كل الأطياف يوحدون صفوفهم ضد احمد شفيق آخر رئيس للوزراء في عهد الرئيس السابق حسني مبارك في الانتخابات التي تجرى يومي السبت والأحد.

والجماعات الاسلامية في مصر منقسمة على خطوط مذهبية وسياسية لكنها نحت الخلافات جانبا فيما يبدو لتفادي نتيجة من شأنها ان تهدد المكاسب السياسية الكبيرة التي جمعها الاسلاميون خلال 16 شهرا تلت الاطاحة بمبارك.

وقال الشيخ عادل نصر الذي وقف يخطب في الحشد الذي ضم عدة مئات من الرجال أغلبهم من السلفيين الذين تميزهم لحاهم الطويلة انه ينبغي تنحية السياسات الحزبية حاليا جانبا والعمل على هدف موحد وهو منع نظام مبارك من اعادة انتاج نفسه.

ودعا نصر الحاضرين إلى حشد الناس وتنظيم انفسهم حتى يكون النصر في هذه المعركة حليف الحق ومن يمثلونه على حد وصفه. وإلى جانب السلفيين الاكثر تشددا يدعم انصار عبد المنعم ابو الفتوح العضو السابق بجماعة الاخوان والذي خسر في الجولة الاولى مرشح الجماعة محمد مرسي الذي يمثل اقدم الجماعات الاسلامية وافضلها تنظيما في مصر.

وفي الفيوم تحولت مقار حملة ابو الفتوح إلى مراكز لدعم مرسي الذي حصل على أكبر عدد من الأصوات بين المرشحين في الفيوم في الجولة الاولى.

ووزعت الجماعة الاسلامية وهي جماعة سلفية سبق ان حملت السلاح ضد الدولة منشورات دعائية تحمل الرسالة نفسها. وقال منشور دعائي "قوتنا في وحدتنا". لكن خارج الحركة الاسلامية تصعب ملاحظة تلك الوحدة مما يعكس التشكك بين الاسلاميين والجماعات الاخرى وهي الحالة التي كانت السمة البارزة منذ الاطاحة بمبارك وستظل كذلك على الارجح مهما كانت نتيجة الانتخابات.

وحصل مرسي وابو الفتوح معا على اقل من 42 في المئة من الاصوات في الجولة الاولى التي بلغت نسبة المشاركة فيها نحو 46 في المئة من الناخبين المؤهلين للتصويت وينافسان شفيق على جذب اصوات غير الاسلاميين.

ويعتمد شفيق القائد الاسبق للقوات الجوية بشكل جزئي في دعم حصته من الاصوات على الانقسامات بين الجماعات التي تريد وضع نهاية لحقبة مبارك. وتشمل حصته من الاصوات ناخبين انزعجوا من صعود الاخوان المسلمين الحركة التي كانت محظورة لعقود من الزمن.

وفي الجولة الاولى من الانتخابات استخدم مرسي الفيوم قاعدة لحشد دعم المتشددين عن طريق التعهد بالعمل على اطلاق سراح الشيخ عمر عبد الرحمن الزعيم الروحي للجماعة الاسلامية المسجون في الولايات المتحدة فيما يتصل بتدبير هجمات في نيويورك.

وتستهدف دعايته في جولة الاعادة اقناع منتقدي الاخوان في الحركة الاصلاحية الليبرالية والمصريين بوجه عام بأن من الممكن ائتمان الاخوان على السلطة كما يسعى لتفنيد اتهامات بأنها تحاول اخراج منافسيها من الحياة السياسية.

وجدد مرسي يوم الاربعاء تعهده بتشكيل ادارة شاملة للجميع تضم حكومة ائتلافية ونوابا للرئيس من خارج الجماعة. ويتضمن برنامجه الذي يشمل 15 تعهدا رئيسيا حماية حرية الصحافة وحقوق المرأة. لكن على الرغم من ذلك لم يفز مرسي بدعم معلن يذكر من الليبراليين واليساريين وهم شركاء الاخوان في هدف الاصلاح الديمقراطي والرفض الشديد لانتخاب واحد من رجال مبارك السابقين.

وقال حسن نافعة استاذ العلوم السياسية الذي كان أحد منتقدي الاخوان المسلمين انهم لا يريدون الانفتاح او حذرون في الانفتاح على غير الاسلاميين.

ومن بين الجماعات القليلة غير الاسلامية التي اعلنت صراحة تأييدها للاخوان حركة 6 ابريل وهي الجماعة التي ساهمت انشطتها على الانترنت في اشعال الانتفاضة ضد مبارك.

واتهم الاخوان بعض خصومهم من غير الاسلاميين بالانتهازية السياسية عندما طالبوا بمقابل كبير للغاية لدعمهم. وكان أحد المقترحات المطروحة هو أن تعد الجماعة بحل نفسها مقابل دعم مرسي. لكن منتقدي الاخوان اتهموهم بتكرار اخطاء نفرت منهم الاطراف الاخرى للحركة الاصلاحية.

وقال باسل عادل من حزب المصريين الاحرار وهو حزب ليبرالي ان الاخوان قرروا قيادة البلاد وحدهم في وقت ينبغي أن تشترك فيه كل الأحزاب لبناء الدولة ومنع عودة النظام السابق لا ان يكون هذا من عمل الأغلبية وحدها.

وقال السياسي الليبرالي ايمن نور ان الاخوان فشلوا في بناء تحالف مع غير الاسلاميين لكنه اضاف ان التحالف الحقيقي هو ان القوى الوطنية توحدت ضد شفيق وليس مع الاخوان. واحجم نور عن تأكيد ما إذا كان سيعطي صوته لمرسي.

ويبدو ان الاخوان المسلمين قبلوا حقيقة انهم لا يمكنهم كسب كل منتقديهم إلى صفهم فوصفت نفسها صراحة بأنها اقل الضررين. ويقول منشور دعائي لمرسي "اذا كان الخلاف مع الاخوان المسلمين سياسيا فالخلاف مع النظام السابق خلاف دم وفساد."

تعليقات الفيسبوك