أحدث الأخبار
كتبت: أمنية طلال
واجهت صفحة "متعبرهاش"، التي تناهض التحرش بالفتيات المصريات، انتقادات من حقوقيات وباحثات في مجال حقوق المرأة، رافضات شعار الحملة والأفكار التي تبثها على فيس بوك.
وقالت صفحة "متعبرهاش" التي تأسست على موقع فيس بوك في مطلع عام 2014 على يد شباب وفتيات بين سن 18 و27 عاما، إنها تهدف "لأخذ موقف جاد وحاسم أمام البنات ذوات الجنسية المصرية بعدم التعرض لهن بكلمه أو نظرة أو أدنى اهتمام، وهذه الحملة لا تفرق بينهن على أساس ملابسهن أو لونهن أو حتى ديانتهن .. فكن رجلا في جميع الأحوال وهذا يصب في مصلحة البنت الأولى في كسب حقها في المشي والعمل علي أراضي بلادها بكامل حريتها".
ووصفت غدير أحمد، مؤسسة صفحة "ثورة بنات"، الأفكار التي تبثها صفحة "متعبرهاش" بالأفكار المحرضة ضد النساء، معتبرة القائمين عليها "يحرضون على العنف ضد النساء ويستحقون المحاكمة على ما يبثونه من أفكار".
وصفحة "ثورة بنات" تأسست عام 2012 على فيس بوك على يد مجموعة نسوية مصرية مستقلة، بهدف وقف التمييز ضد النساء، ودعم حقهن في الاختيار، والدفاع عن حقوق الجسد الخاصة بهن. ونظمت الصفحة عدداً من الفعاليات في الشارع منها "هنركب عجل"، و"هنلبس فساتين".
وقالت غدير، لأصوات مصرية، إن "الأفكار المنشورة على صفحة "متعبرهاش" بتطالب البنات بلبس هدوم واسعة، ولو ما عملتش كده تستاهل التحرش وكمان بتبرر التحرش"، مضيفة "ديه مهزلة في دولة بتحترم حقوق الستات، ورئيسها راح يزور سيدة اتعرضت للتحرش".
وأوضحت غدير أن هذه النوعية من الصفحات تمثل "إرهابا" على الإنترنت بشكل منظم وممنهج، مطالبة الدولة بضرورة التدخل لوقف هذا الإرهاب الإلكتروني.
ونظمت حملة "ما تعبرهاش" ثلاث فعاليات في الشارع في مدينة نصر ووسط المدينة خلال فترة عيد الفطر الماضي للتوعية بخطورة التحرش.
وأظهرت دراسة أصدرتها هيئة الأمم المتحدة للمرأة عام 2013، أن 99% من النساء المصريات تعرضن لنوع من التحرش، في حين أكدت دراسة للمجلس القومي لحقوق الإنسان صدرت في نوفمبر 2012، أن 70% من النساء يتعرضن للتحرش في الشوارع والمواصلات العامة.
وقال سامح شوقي، أحد مؤسسي حملة "متعبرهاش"، إن اختيارهم لهذا الشعار لحملتهم التي تناهض التحرش بالفتيات هدفه جذب الانتباه، لدفع الشباب للتفكير في معناه وكيفية تطبيقه، مؤكدا "قضيتنا الأولى في الحملة هي الدفاع عن المرأة".
وأضاف شوقي "ننصح الشباب والفتيات ببعض النصائح لمحاولة تقليل ظاهرة التحرش"، مشيرا إلى أن "بعض النصائح موجهه للشباب بضرورة حماية الفتاة وغض بصره سواء كانت محترمة أو غير محترمة".
وطالبت صفحة "متعبرهاش" الفتيات بالاحتشام في ملابسهن حتى لا يلفتن نظر الشباب ويدفعوهم للتحرش بهن، وأكدت الصفحة على ضرورة أن تحصل الفتاة على حقوقها في حالة تعرضها للتحرش.
وأوضح شوقي أن أعضاء الحملة عقدوا مقابلة منذ يومين بوزارة الداخلية مع العقيد منال عاطف، مسؤولة إدارة العنف ضد المرأة، وقال إنها نصحتهم بالاستمرار في الحملة لكن بصورة رسمية على أن يكون لها مقر وتقوم بدورها التوعوي فيما يتعلق بخطورة التحرش.
وأشار إلى أنه بمجرد تحول الحملة لكيان رسمي ستنظم فعاليات في الشارع للتوعية بخطورة التحرش تحت حماية وزارة الداخلية، مؤكدا أنهم لم يستقروا بعد على هذا الشكل الرسمي وليس لديهم أي مصادر لتمويله حاليا.
وقال سامح شوقي "طول ما احنا واثقين إننا صح مكملين، والحمد لله الناس بتدعمنا"، رافضا أي إساءة من الصفحات الأخرى أو غيرها.
ودعا عدد من النشطاء لغلق صفحة حملة "متعبرهاش"، لكن إدارة فيس بوك رفضت إغلاق الصفحة، ورأت أنها لا تحرض على العنف.
وفي مواجهة حملة "متعبرهاش" أسست حقوقيات أمس صفحة على فيس بوك باسم "لازم تحترمها"، بهدف تغيير نظرة الرجل للمرأة، وعدم اعتبارها سلعة أو مجرد جسد، كما قالت مروة عبد الحميد إحدى مؤسسات الصفحة.
وأضافت مروة "الهدف الأساسي لنا هو الرد على حملة متعبرهاش"، معتبرة أن هذه الحملات تزيد معاناة المرأة في المجتمعات الشرقية.
وأوضحت أن الحملة تسعى لتوعية النساء باتفاقية السيداو من خلال الإنترنت، وعمل هاشتاج بالمواد الخاصة بها وتبسيط كل الحقوق التي وردت في الاتفاقية.
والسيداو هي اتفاقية دولية صدقت عليها مصر في سبتمبر عام 1981، وتنص على إنهاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة والمساواة بينها وبين الرجل في الحقوق.
وأشارت مروة إلى ضرورة توعية النساء بحقوقهن ومساعدتهن على مواجهة جميع أشكال التمييز اللاتي يتعرضن لها سواء في الشارع أو في العمل.