أحدث الأخبار
تعتبر حكومة ابراهيم محلب أنها تُطبق إصلاحات اقتصادية غير مسبوقة باتجاهها إلى تحرير دعم الطاقة بشكل تدريجي خلال خمس سنوات.. ولتخفيف الآثار التضخمية لارتفاعات الأسعار الناتجة عن هذا التحرير تعتزم الحكومة تقديم صور مختلفة من المساعدات الاجتماعية، لا تقتصر فقط على زيادة عدد المتلقين لمعاشات الضمان الاجتماعى، ولكن بتقديم صور من الدعم النقدى المشروط وغير المشروط للفئات الأقل قدرة على مواجهة غلاء المعيشة.
«الشروق» حاورت هانيا الشلقامى، أستاذة العلوم الاجتماعية بالجامعة الأمريكية ومستشارة وزيرة التضامن الاجتماعى حول تفاصيل برامج المساعدة الاجتماعية التى ستطبقها الحكومة خلال الفترة المقبلة.
• ما هى تفاصيل برنامج «تكافل» الذى تستعد وزارة التضامن الاجتماعي لتطبيقه؟
ــ «تكافل» برنامج للتحويلات النقدية المشروطة، سيستهدف الأسر التي لا تستطيع تغطية احتياجاتها الأساسية لأطفالها، وستُصرف هذه المساندة المالية الشهرية 4 مرات سنويا بشرط أن تلتزم الأسرة التي لديها أطفال تحت سن 6 سنوات بتوفير الرعاية الصحية الأولية لهم من خلال الوحدات الصحية القريبة منهم، أما الأسر التي لديها أطفال فوق 6 سنوات، فيُشترط ذهابهم للمدرسة بشكل منتظم وبنسبة 80% من أيام الدراسة، على أن يكون الغياب مُسببا.
• وما قيمة المساعدات المالية المقدمة من خلال «تكافل»؟
ــ لم تُحدد بعد ولكن سيكون لها هيكل مكون من مبلغ أساسي يضاف عليه مبلغ متغير على حسب السنة الدراسية لكل طفل، فالمبلغ المتغير سيكون أقل بالنسبة للطفل في المرحلة الابتدائية عن طفل المرحلة الإعدادية، وعن المرحلة الثانوية، وفي الغالب سيكون هناك فرق 40 جنيها بين المساعدة المالية للطفل في المرحلة الابتدائية ومساعدة طفل المرحلة الإعدادية، وكذلك 40 جنيها فرق ما بين إعدادي وثانوي، وبصفة عامة ستكون تلك المساعدات في إجماليها أكبر من معاشات الضمان الاجتماعى وستقدم بحد أقصى 3 أطفال لكل أسرة، وسينتهى هذا البرنامج بعد 3 سنوات وعلى المستحق أن يتقدم مرة أخرى لتجديد التحاقه بالبرنامج.
• ولماذا اخترتم أن تنفق تلك المساعدات كل 3 أشهر؟
ــ لو كان متوسط المساعدة الشهرية، 400 جنيه، فهذا يعنى أننا سنقدم كل 3 أشهر 1200 جنيه، وهو مبلغ تستطيع من خلاله الأسر التي لديها أطفال في المدارس رعايتهم بشكل جيد وتحديدا مع بداية العام الدراسي، مع العلم بأن هذه المساعدات ستُصرف للأم، من خلال مكاتب البريد.
• ما تفاصيل برنامج «كرامة»؟
ــ هذا البرنامج مخصص لمساعدة الذين لا يستطيعون العمل من كبار السن وذوي الإعاقة التامة، وهو عبارة عن مساندة مالية شهرية، وليس لها أي شروط غير عدم حصولهم على معاش تأمينات أو ضمان اجتماعي سابق، بجانب أن يكونوا مقيمين في منطقة من المناطق التي يستهدفها البرنامج.
ولكن على المستفيدين من تلك المعاشات اتباع بعض الخطوات الإجرائية للحصول عليها، فمثلا كبار السن، عليهم الرجوع لمكاتب البريد كل 6 شهور لكي تتأكد الجهة المقدمة لتلك المساعدات من بقائهم على قيد الحياة، أما ذوو الإعاقة، فعليهم المرور على الكومسيون الطبي للتأمين الصحيمرة كل 3 سنوات.
• ما هي العوامل التي على أساسها ستحددون المستهدفين من برنامجي «كرامة» و«تكافل»؟
ــ سيتم فتح الباب للتقديم في البرنامجين، وستُقدم استمارة بها عدد من الأسئلة، أعدها إخصائيون متخصصون، وسنحدد من خلال الإجابات من هو المستحق عن غيره، وستقوم وزارة المالية بإعداد معادلة توضح من هو الأفقر من بين هؤلاء المتقدمين والتي سنعتمد عليها في استهداف الأكثر فقراً بهذه المساعدات، على أن نفتح باب التظلمات للذين تم استبعادهم.
• هل سيسمح برنامج «كرامة» بحصول أكثر من فرد على هذه المساندات المالية؟
ــ هو معاش اجتماعي للفرد، في الأساس، وأي فرد ينطبق عليه الشروط سيحصل على هذا المعاش، لأن البرنامج حالة استحقاق فردي وليس أسرياً.
• هل انتهيتم من إعداد الاستمارات التى سيملؤها الملتحقون بالبرنامج؟
ــ نعم، ووضعت تحت الاختبار، وتم تحميلها على جهاز لوحي «تابلت»، حتى يكون التسجيل من خلاله، حيث سيقوم الباحث بإدخال الرقم القومي للمستحق، وسيجيب عن بعض الأسئلة، ومن بعدها ستحفظ الإجابات على هذا الجهاز، وبعد الانتهاء من التسجيل لمدة شهر، سيتم تنقية هذه الاستمارات.
وأود أن أشير إلى أن التقدم للحصول على تلك المساعدات النقدية لا يتطلب سوى 3 خطوات ومشوارين، أول خطوة الذهاب لوحدة الشئون الاجتماعية للتسجيل في برامج الدعم النقدى، وبالنسبة لسكان العزب والنجوع سيصل إليهم الباحثون بالتابلت لجمع بياناتهم.
والخطوة الثانية ستكون بعد شهر من التسجيل حيث سيصل إلى المقبولين في برامج المساعدات رسالة عن طريق التليفون المحمول تعلمهم بقبولهم وتدعوهم إلى المشوار الثاني حيث سيكون عليهم التوجه لمكتب بريد محدد سيحصلون من خلاله على الكارت الذي سيصرفون به المساعدات النقدية، وكذلك سيصل لغير المقبولين رسالة بأن الشروط لا تنطبق عليهم، مع إمكانية التظلم من هذا القرار، وستكون هناك وسيلة أخرى لمعرفة أسماء المقبولين وهى تعليق قوائم بأسمائهم في وحدات الشئون الاجتماعية، بجانب توفير خدمة عملاء لإمكانية الاستعلام من خلالها، أما الخطوة الثالثة فهى الذهاب للحصول على الكارت من مكتب البريد الذي سيحصل المواطن من خلاله على مبلغ المساعدة.
• ما هى الأسئلة التى ستحتويها الاستمارة التى سيجيب عنها المتقدمون؟
ــ هذه الأسئلة هى مدخلات المعادلة التي سنعتمد عليها لتحديد المستحقين، والتي ستأتي من مدخلي الدخل والإنفاق، أو ما يعرف بوسائل اختبار المعيشة البديلة، وهى أسئلة ستكون إجاباتها دالة على الفقر، وستكون عبارة عن استدلالات عن نمط الحياة والتزاحم والأمية في هذه المناطق المحددة، وكل ما سيفعله الباحث هو أنه سيدخل إجابة المتقدم على «التابلت»، الذى يحمل رقما خاصا بالباحث، ومن خلال رقم الباحث أستطيع تتبعه لمحاسبته في حال حدوث خطأ في البيانات.
• كم سيبلغ عدد المستهدفين في البرنامجين؟
ــ نأمل استهداف 2 مليون أسرة على 4 مراحل، المرحلة الأولى نستهدف منها 500 ألف أسرة في 19 مركزا في 5 محافظات بالصعيد خلال 6 أشهر، ثم المرحلة الثانية في الدلتا، والمرحلة الثالثة، في القاهرة والمناطق الحضرية، والمرحلة الأخيرة، مخصصة للذين لم يتقدموا للاستفادة من هذه البرامج من الأساس، في كل مناطق الجمهورية، وستستغرق تلك المرحلة 3 أشهر.
• كم ستبلغ ميزانية تنفيذ البرنامجين؟
ــ من المتوقع أن تكون ميزانية هذه المساعدات 2.5 مليار جنيه، لكن هناك تكاليف أخرى تتعلق بإدارة هذا المشروع، فلكى ننفذ خطة البرنامجين، علينا إحضار أجهزة تابلت والتأمين عليها، وصرف حوافز للباحثين، الذين سيجمعون البيانات، بجانب الإنفاق على تكاليف سفرهم لهذه المناطق، وتكلفة إعداد تقارير سنوية عن نتيجة العمل به.
• كيف سيتم تمويل هذه البرامج؟
ــ وزارة المالية التزمت بتمويل البرامج بمبلغ 2.5 مليار جنيه، وهى ليست ضمن الزيادات التي أقرت لتمويل معاش الضمان الاجتماعي في الموازنة الجديدة، لأن الميزانية المرصودة له 10.7 مليار جنيه تكفي فقط 1.5 مليون أسرة الموجودين حاليا في مظلة الضمان، بعد زيادة قيمة المعاش للضعف، وهو ما لم يسمح بدخول مستحقين جدد.
• متى سيتم البدء في البرنامجين؟
ــ الحكومة تعتزم فتح باب التسجيل في البرنامجين بداية من نوفمبر المقبل، لكن رأيي الشخصي، لو كانت هناك انتخابات برلمانية في هذا الوقت، علينا أن نؤجل تلك الخطوة حتى تنتهي الانتخابات، حتى لا يقال إنها رشوة انتخابية، خاصة أن المناطق التي سيتم البدء فيها يوجد بها أفقر الفقراء في مصر، بحسب كل الإحصائيات التي لدينا.
• لو أن هناك أسرة لديها أطفال وستستفيد من برنامج «تكافل»، هل لديها الحق في الحصول على معاش ضمان اجتماعي؟
ــ سيكون من الصعب ذلك لاعتبارات مالية، ولكن على الأسرة أن تختار بينهما.
• هل تطبيق الدعم النقدي من خلال برنامجى «كرامة» و«تكافل» من الممكن أن يحقق العدالة الاجتماعية في مصر بعد بضع سنوات مثلا؟
ــ طبعا، لأننا لا نعطي للناس أموالا لإعانتهم فقط، ولكننا نعطيهم أموالا من أجل تحسين تعليم أبنائهم وصحتهم، ولو وجدت بعد 10 سنوات أن مؤشرات التعليم والصحة أفضل، فهذا يعني أننا حققنا الهدف من هذه المساعدات، فالهدف من هذه البرامج تحقيق عدالة في توزيع دخل وأن نمتحن البرنامج الذي ننفذه سواء نجح أم لا.
• ماذا عن قانون الضمان الاجتماعي الجديد الذى يتم إعداده حاليا؟
ــ مراجعة قانون الضمان الاجتماعي شىء ايجابي، لأن المراجعة يقوم بها خبراء اجتماعيون، استطاعوا إعادة القانون لوضع يسمح بتطبيقه بطريقة تُسهل عمل التنفيذيين في هذا المجال، فالقانون قبل ذلك كان به لجان تظلمات، لم تكن تجتمع أبدا خاصة في ظل عدم وجود حوافز خاصة بهذه اللجان، بجانب مشكلات أخرى، لكن القانون الجديد سيكون ميسرا من الناحية التنفيذية.
• وهل ستتغير شروط استحقاق معاش الضمان في القانون الجديد؟
ــ شروط الاستحقاق الحالية، مبنية على حصول فئات مثل الأيتام والعجزة وكبار السن، على المعاش، وهناك رأي بتعديل هذه الشروط لتصبح من خلال استهداف موضوعي للفقراء مثلما سنفعل في برنامجي كرامة وتكافل، لكن التنفيذيين لا يريدون هذه الطريقة لأنهم لا يفهمونها، ولو طبقت ستكون بها مشكلة تنفيذية، ويريدون الاستهداف من خلال الفئات، وحتى الآن لم يتم الاتفاق على رأي في هذا الشأن إلا أننى أرى أن نطبق المنظومتين معا.
• الوزارة كانت تقول إنها ستقوم بربط قواعد بيانات المستحقين للمعاشات سواء التأمينية أو الضمانية.. كيف ترين تلك الخطوة؟
ــ من وجهة نظري، لابد من ربط هذه البيانات بهدف حميد، فمثلا لابد من ربط معاشات الضمان بالمعاشات التأمينية، حتى أعرف، في حال تقدم أي شخص للحصول على برنامجي المساعدات النقدية التى نقدمها، أن كان يحصل على معاش تأميني مثلا، لأننا سنعطي أولوية للذين لا يحصلون على المعاش، والهدف الثاني من الربط هو أننا نعرف إن كان الشخص المتقدم لأي من برنامجى الدعم النقدي ليس لديه بطاقة تموين أو بطاقة صحية، أو أي خدمات تنقصه وهو ما سيسهل أيضا مهمة الحكم على مدى استحقاقه للدعم.