أحدث الأخبار
ارتفاع معدلات التلوث في مصر عن ثلاثة أمثال المعدلات العالمية يزيد من احتمال زيادة أوزان السكان وخاصة النساء حسب دراسة حديثة عن العلاقة بين تلوث الهواء والسمنة.
نتائج الدراسة ليست مبشرة على الإطلاق لسكان المدن والمدخنين السلبيين، فقد أصبحت هناك أدلة متزايدة على أن اثنين يمكن أن تكون لهما نوعية الطعام ذاتها ويمارسان القدر ذاته من الرياضة لكن شخصا منهما يمكن أن يزيد وزنه بسبب نوعية الهواء المحيط بمنزله.
وقال باحثون يدرسون أثر زيادة مستويات ثاني أكسيد الكربون على التمثيل الغذائي إن الأجسام الصغيرة التي تعلق بالرئة من الضباب الدخاني ودخان السجائر هي المسؤولة فيما يبدو عن أمور أكبر من مجرد الأمراض التنفسية.
وقال تقرير بموقع خدمة "التر نت" الإخبارية إن باحثا في جامعة أوهايو كان يدرس آثار تلوث الهواء على الفئران على أمل فهم اسباب ارتفاع مستوى الإصابة بأمراض القلب بين سكان المدن عندما وجد صدفة صلة بين التلوث وبين زيادة الوزن.
الفئران المعرضة للتلوث أكثر سمنة
وأضاف أنه بعد عشرة أسابيع فقط اتضحت الآثار.. كانت الفئران المعرضة للتلوث لديها كميات كبيرة من الدهون في الجسم سواء حول البطن أو حول الأعضاء الداخلية وعند الفحص المجهري لهذه الدهون اتضح أن الخلايا الدهنية ذاتها كانت أكبر 20% لدى الفئران التي تستنشق المواد الملوثة، إلى جانب ذلك كانت فيما يبدو أقل استجابة لهرمون الإنسولين الذي يعطي إشارة للخلايا لتحويل السكر في الدم إلى طاقة وهي الخطوة الأولى نحو الإصابة بمرض السكر.
نسبة التلوث فى مصر 3 أمثال المعدلات العالمية
وجاء فى تقرير لمنظمة الصحة العالمية أن نسبة التلوث فى مصر تزيد على ثلاثة أمثال المعدلات العالمية للتلوث، وتتفاقم نسب التلوث فى محافظات القاهرة الكبرى عن سواها من محافظات الجمهورية.
وأظهر تقرير مركز السموم الإكلينيكية والبيئية بطب قصر العيني ارتفاع نسب التسمم الناتج عن التلوث فى تلك المحافظات وهو ما يعود لتكدس شوارع القاهرة الكبرى بالسيارات إلى جانب انتشار المصانع فى القليوبية وحلوان.
ويُعتقد أن تلوث الهواء يسبب مجموعة من التفاعلات السلبية في الجسم.
أقل استجابة للإنسولين
وقال تقرير "التر نت" إنه "عندما نتنفس تثير الملوثات الحويصلات الهوائية الصغيرة التي عادة ما تتيح للأكسجين المرور بمجرى الدم. نتيجة لذلك يقوم الغشاء المبطن للرئة برد فعل مبالغ فيه مما ينبه جهازنا العصبي للنشاط الزائد.. يتضمن هذا إفراز هرمونات تقلل الاستجابة للإنسولين وتُبعد الدم عن نسيج العضلات الحساسة للإنسولين مما يمنع الجسم من السيطرة على مستويات السكر في الدم بشكل وثيق."
والجسيمات المتناهية الصغر التي تثير رد فعل من الجسم من هذا القبيل يمكن أن تسبب ظهور كميات كبيرة من جزيئات مسببة للالتهابات اسمها "سايتوكاينات" والتي تمر بالدم في رد فعل يجعل خلايا المناعة تهاجم الأنسجة العادية.. هذا لا يؤدي إلى التدخل في قدرة الأنسجة على الاستجابة للإنسولين فحسب بل إن ما قد يحدث من التهاب قد يعطل عمل الهرمونات وما يقوم به المخ من عمليات للسيطرة على شهيتنا، كما قال مايكل جيريت من جامعة كاليفورنيا.
المصريات والسعوديات.. الأكثر سمنة
بالإضافة إلى ذلك أوضح باحثون في دراسة أجريت العام الماضي أنهم أجروا ما يصفونه بأكثر التقييمات شمولا حتى الآن عن واحدة من أكثر المشاكل الصحية إلحاحا في وقتنا الحاضر مستخدمين بيانات تغطي 188 دولة في فترة زمنية تمتد من عام 1980 وحتى عام 2013.
وكانت النتيجة التي توصل إليها معهد قياس وتقييم الصحة في سياتل التابع لجامعة واشنطن في تقرير نُشر في دورية لانسيت الطبية أن أكبر معدلات السمنة كانت لدى نساء مصر والسعودية وسلطنة عمان والبحرين وهندوراس لكن بالنسبة للرجال لم تتصدر مصر القائمة.
احتمال أعلى للإصابة بالسكري
وأشارت دراسات أجريت على البشر على نطاق كبير إلى أن الصلة بين تلوث الهواء واضطرابات التمثيل الغذائي صلة حقيقية. فقد أظهرت دراسة في كندا أن احتمال الإصابة بالسكري ارتفع نحو 11% لكل 10 ميكروجرام من الأجسام الدقيقة في متر مكعب من الهواء.
كما وجدت دراسة سويسرية ارتفاعا مماثلا في مقاومة الإنسولين وارتفاع ضغط الدم وحجم الخصر بين من يعيشون وسط أعلى معدلات التلوث. ودرس العلماء أيضا آثار تلوث الهواء على الحوامل وصلة ذلك بوزن أبنائهن.
حتى الأطفال الرضع
ووجدت آبي فلايش بكلية الطب في جامعة هارفارد أنه حتى في الأشهر الستة الأولى يزيد وزن الرضع الذين يعيشون في المناطق الملوثة بمعدل أسرع ممن يعيشون في مناطق أفضل حالا من حيث التلوث.
ورغم هذا الاتجاه الواضح يحذر العلماء من أن هناك عوامل أخرى ربما تكون مساهمة في هذه الاضطرابات، بمعنى آخر فإن سكان المدن يجب ألا يتخلوا عن عادات الأكل الصحية وعن ممارسة الرياضة، لكن يمكن شراء جهاز لتنقية الهواء تحسبا لأي احتمالات.