أحدث الأخبار
بكلمات تقف على حدود السياسة والإبداع، افتتح بدار الأوبرا المصرية يوم الأحد (ملتقى القاهرة الدولي السادس للرواية العربية) الذي يشارك فيه أكثر من 200 ناقد وروائي عربي وأجنبي.
والدورة الجديدة -التي تحمل اسم الروائي المصري فتحي غانم (1924-1999)- تعقد تحت عنوان (تحولات وجماليات الشكل الروائي) وتطرح للنقاش قضايا منها (الوعي باتساع حدود النوع في تلقي الرواية) و(اللغة في الرواية) و(تطور التقنيات الروائية) و(الفانتازيا والغرائبية) و(الرواية والتراث) و(القمع والحرية) و(الرواية ووسائط التواصل الحديثة) و(الظواهر الجديدة في الرواية العربية) و(الرواية الدراما).
وقال الكاتب المغربي محمد برادة إن فن الرواية يحاول تفسير الحاضر العربي الملتبس حتى لو اختار الروائيون اللجوء إلى التاريخ فإنهم يكونون "ممتلئين بحاضر الواقع العربي" الذي قال إنه "دموي".
وأضاف -في كلمة تمثل المشاركين في الملتقى- أن النهضة العربية تواجه مشكلات وعقبات منها وجود توجهات "ماضوية تحاول استغلال الدين في الحياة السياسية والفكرية" وأن الرواية العربية تقاوم ذلك بالحفر في التربة "الماضوية المتكلسة" بحثا عن أسباب الحياة إلى المستقبل.
واستشهد على الإنجاز الجمالي والفكري لفن الرواية، بأنها قدمت منذ الستينيات نصوصا تحمل "خطابا يضيء داخل الفرد هو ذلك الخطاب المغاير للخطاب السلطوي... يرفض مقولة العادل المستبد."
وقال برادة إن المجتمعين الذين ملأوا المسرح الصغير بدار الأوبرا بالقاهرة في افتتاح الملتقى "تحضرهم الأسئلة بشأن مصير المجتمعات العربية."
وتوجه الناقد صلاح فضل إلى الحاضرين بكلمة اللجنة العلمية للملتقى "هذه الدورة تدعوكم لإقامة خارطة الطريق في الإبداع والأدب" مضيفا أن المثقفين المصريين قاموا بدور بارز "ليستردوا مصر مرة أخرى ممن استولوا عليها" في إشارة إلى حكم جماعة الإخوان المسلمين الذي انتهى في الثالث من يوليو تموز 2013.
وقال إن "فترة حكم الإخوان في مصر كانت نكسة للبلاد" مضيفا أن ملتقى الرواية العربية يقام بالتزامن مع مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي الذي سيسهم "في إنشاء مشروعات تطويرية وتثقيفية في البلاد."
أما رئيس الملتقى محمد عفيفي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة الذي ينظم الملتقى فألقى كلمة قصيرة رحب فيها بالضيوف وأنهاها قائلا "عاشت مصر مدنية دستورية حديثة".
ويمنح الملتقى في حفل الختام يوم الأربعاء المقبل (جائزة القاهرة للإبداع الروائي العربي) وتبلغ قيمتها 200 ألف جنيه مصري (26200 دولار).
وفاز بالجائزة في دورتها الأولى 1998 السعودي عبد الرحمن منيف وفي الدورة الثانية 2003 رفضها المصري صنع الله إبراهيم متهما الحكومة آنذاك بالفساد والقمع والتبعية. وفي الدورة الثالثة 2005 فاز السوداني الطيب صالح وفي الدورة الرابعة 2008 فاز المصري إدوار الخراط وفي الدورة الخامسة 2010 فاز الليبي إبراهيم الكوني.
ويشارك في الملتقى من إريتريا حاجي جابر، ومن إيطاليا مارتينو بيليتيري وإليسا فيريرو، ومن كوسوفو رمضاني أيوب وبكر إسماعيل، ومن النمسا سونيا بوما، ومن تونس كمال الرياحي والحبيب السالمي وشكري المبخوت وحياة الرايس.
فضلا عن مشاركين من العراق والسعودية والاردن والبحرين والجزائر والسودان وفلسطين والكويت ولبنان والمغرب واليمن.
ويشارك من مصر نحو 100 روائي وناقد ومن أبرزهم وزير الثقافة الأسبق شاكر عبد الحميد وبهاء طاهر وشريف حتاتة ويوسف الشاروني ونوال السعداوي ومحمد سلماوي وسلوى بكر.