أحدث الأخبار
"كنت أتمنى أن يرد المستشار الجليل حسام الغرياني على سؤال السيد كارتر (الرئيس الأمريكي الأسبق) حول وضع معاهدة السلام في الدستور الجديد، بسؤال آخر هو متى ستكفون (سيادة الرئيس) عن التدخل في شئوننا؟، وهل تسمحون في الولايات المتحدة بأن تملي عليكم الشعوب الأخرى سياساتكم ومواقفكم؟"، هذا ما علق به محمد عصمت سيف الدولة، مستشار رئيس الجمهورية على سؤال لـ"الشروق" يتعلق برأيه في التصريحات المنسوبة للمستشار حسام الغرياني، رئيس الجمعية التأسيسية لوضع الدستور، خلال لقائه بالرئيس الأمريكي الأسبق، بأنه: "لن تجرؤ أية حكومة حالية على مخالفة الالتزام بالمعاهدة".
وقال سيف الدولة: "حين يسأل كارتر هذا السؤال الغريب حول موقع معاهدة السلام من الدستور، فانه يؤكد ما ذهبنا إليه من قبل من أنهم يريدون أن تكون كامب ديفيد هى المصدر الرئيسي للتشريع"، مضيفًا:"المعاهدة لن تكون كذلك أبدًا فهي ليست قرآنًا ولا إنجيلا، كما أن الدول المحترمة والشعوب الحرة لا يجب أن تعامل هكذا".
وتابع: "كما أنني لم ارتح أبدًا إلى الرد الذي نسبته وكالات الأنباء إلى المستشار الجليل حسام الغريانى، الذي ورد فيه أنه: (لن تجرؤ أية حكومة على مخالفة الالتزام بالمعاهدة)؛ لأنه إن صح، ففيه مصادرة على حق أصيل للشعب المصري فى أن يصنع مستقبله وفقًا لمصلحته وأمنه القومي وسيادته الوطنية الكاملة".
"كما أن وصف الحكومات المصرية (بعدم الجرأة) تجاه أي شأن من شئوننا الخاصة، فيه جرح للكرامة الوطنية، خاصة إن صدر أمام شخص أو جهة أجنبية"، يقول سيف الدولة.
"إن كان السيد كارتر وأصدقائه يريدون إجابة حقيقية، فلا يجب أن يتوجهوا بها إلى أي مسئول في مصر، بل فقط عليهم أن يتابعوا الرأي العام الشعبي والسياسي في مصر، فعندئذ سيكتشفون أن هناك إجماع وطني فى مصر على ضرورة التحرر من القيود المفروضة على السيادة المصرية فى المعاهدة، وبالتحديد فى المادة الرابعة منها وملحقها الامنى"، وفقًا لسيف الدولة.
وأضاف: "كنت أتوقع أن يتحرج السيد كارتر من طرح مثل هذا السؤال بصفته أعلم الناس بحجم الظلم والإجحاف الذي وقع على مصر فى هذه المعاهدة، التي تمت تحت رعايته وضغوطه إلى الدرجة التي صرح فيها منذ بضعة أيام، بأن الرئيس السادات في هذه المعاهدة كان كريمًا جدًا بقبوله بقاء المعدات الثقيلة المصرية خارج سيناء، والرئيس كارتر يعلم جيدًا أن مسائل الأمن والسيادة القومية ليست محلا للكرم والتنازل".
وأكد على أنه: "يجب أن يعلم الجميع أن لدى الشعب المصري حساسية كبيرة من كل محاولات التدخل الخارجي فى شئونهم الوطنية ومحاولة التأثير فيها والضغط عليها"، مشيرًا إلى، أن أحد الأسباب الرئيسية التي أدت الى إسقاط مبارك كان تهاونه الشديد أمام النفوذ الأجنبي في مصر الذي وصل به إلى حد التبعية".
وقال سيف الدولة: "إن المصريين أصبحوا ينزعجون بشدة من تكرار هذا السؤال الاستجوابي حول كامب ديفيد من كل الوفود الأمريكية والأوروبية، والذي يوجهونه إلى الجميع وفي كل المؤسسات التنفيذية والتشريعية ولكل الاحزاب السياسية، وكأن ليس لهم موضوع غيره، وكأنهم يجرون لنا كشف هيئة لإعطائنا البركة او حجبها عنا"، بحسب قوله.