أحدث الأخبار
قالت رباب المهدي أستاذة العلوم السياسية إنها لن تقبل أي منصب رسمي أو وظيفي في الفريق الرئاسي للرئيس محمد مرسي وإنها ترى نفسها جزءا من المعارضة الوطنية كناشطة وأكاديمية.
وكانت رباب المهدي –أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية والمحسوبة على التيار اليساري- قد عملت مستشارة سياسية لحملة المرشح الإسلامي السابق للرئاسة د.عبد المنعم أبو الفتوح واختارت أن لا تتولى منصبا رسميا في حال فوزه في الانتخابات.
وعلقت المهدي في حديث خاص لأصوات مصرية على ما نشر في الصحف عن وجود اسمها في قائمة من المرشحين لتولى مناصب في الفريق الرئاسي للدكتور محمد مرسي قائلة إنه "إلى الآن لم يتم الحديث مع أي اسم من الأسماء المطروحة .هذه الأسماء تم تداولها من قبل الإعلام والرأي العام في إطار الجبهة الوطنية ومع حملة د.محمد مرسي ولم يتم الاتفاق على أسماء بعينها بعد".وأضافت أنه جاري التباحث في "الجبهة الوطنية" بشأن تلك الترشيحات.
وبشأن المعايير التي تراعيها الجبهة الوطنية عند ترشيح شخصيات للفريق الرئاسي الجديد ذكرت المهدي "الخبرة في الشأن السياسي والمصداقية وأن تكون شخصيات تساعد في بناء التوافق الوطني وأن لا تكون محسوبة على حزب الحرية والعدالة . وإن كانت تمثل رؤى مختلفة فيكون بينها إجماع على المشتركات الوطنية" .
وكان عدد من الأحزاب والقوى السياسية منهم الإخوان المسلمون وجماعة 6 أبريل وحركة مصرنا وحزب التيار المصري وعدد من الشخصيات العامة منهم علاء الأسواني ووائل قنديل وسكينة فؤاد وعبد الجليل مصطفى قد شكلوا "جبهة وطنية لإدارة الأزمة" للتأكيد على مدنية الدولة يوم الجمعة 22 يونيو قبل يومين من الإعلان عن نتيجة انتخابات رئاسة الجمهورية.
" حتى لا نتحول للنموذج الباكستاني "
وقالت رباب المهدي "نحن نواجه مأزقا هو عدم وجود اصطفاف وطني حقيقي وكافي للخروج بنا من وصاية عسكرية امتدت لـ60 سنة" مضيفة أنها ترى ضرورة توافر شروط محددة للخروج بمصر من "مأزق الوصاية العسكرية وعدم تحولها للنموذج الباكستاني" أهمها وجود اتفاق وطني على رفض هذه الوصاية وخريطة طريق للخروج منها.
وأوضحت المهدي أهمية أن تكون هناك "إرادة سياسية من الرئيس المنتخب ومؤسسته لخوض مواجهة - دون صراع محتدم بالضرورة - والاتفاق على حدود المؤسسة العسكرية ".
ولفتت رباب المهدي في سياق الحديث عن شروط الخروج من ما أطلقت عليه" مأزق الوصاية العسكرية" إلى ضرورة "وجود رأي عام مهيأ لقبول فكرة أن حدود المؤسسة العسكرية هي الدفاع عن الدولة وليس وجودها في الحياة السياسية" .
وتتناول رباب المهدي، التي تعمل أستاذا مساعدا للعلوم السياسية بالجامعة الأمريكية في أبحاثها مجال العلاقات بين المجتمع المدني والدولة والحركات الاجتماعية والمقاومة، ولها عدة مؤلفات منها كتاب "مصر: وقت التغيير" الذي صدر عام 2009 .
"تخوف لا محل له من الإعراب "
وعلقت رباب المهدي على تخوف يعض النساء من القيود التي يمكن أن تفرض عليهن في مصر في ظل وجود رئيس ينتمي للتيار الإسلامي بالقول:"رأيي أن هذا التخوف لا محل له من الإعراب. نتكلم على بلد فيها 90% من السيدات المسلمات محجبات إذن هذا هاجس طبقي بامتياز".
ورأت المهدي أنه لم يحدث من حزب الحرية والعدالة ولا من جماعة الإخوان المسلمين ما يشير إلى فرض الحجاب مضيفة: "مصر مش مشكلتها الحجاب. لكن بالتأكيد هناك مشكلة لها علاقة بوضع المرأة في مصر هناك مشكلة تحرش، هناك مشكلة عدم امتلاك المرأة لجسدها، وهناك مشكلة في تواجد المرأة في الحياة السياسية حتى في أماكن العمل".
وترى المهدي أن هذه المشكلات لا ترتبط بصعود التيار الإسلام السياسي ولا وجود محمد مرسي في الحكم موضحة "هذه مشكلة سياسية مجتمعية نواجهها منذ عقود" . واستطردت:" التعامل مع هذه المشكلة ليس له علاقة في الواقع بين من هو الرئيس سواء محمد مرسي أوغيره. لها علاقة بكيف ستعمل القوى المجتمعية على هذه الملفات".
ورباب المهدي ناشطة في مجال المرأة لها كتابات في هذا الشأن منها ما نشر عام 2009 تحت عنوان "الحركة النسوية المصرية: مختلفة أم غير موجودة ؟".
"تسليم السلطة سيستغرق شهوراً "
وتشرح رباب المهدي:" ليس لدينا جبهة موحدة لديها القدرة على استلام السلطة بشكل حقيقي . الشكل الاحتفالي الذي شهدناه في عملية تسليم السلطة لا يعني أي شيء. تسليم السلطة عملية معقدة وسوف تستغرق شهورا وربما سنوات. وهذا يتطلب جبهة ثورية حقيقية متماسكة تعرف ما تريده وتطرحه وتخوض معارك من أجل الوصول إليه" .
وبشأن تحركها السياسى مستقبلا إضافةً لمشاركتها في أعمال الجبهة الوطنية التي تعد من وجهة نظرها "عملاً تنسيقيا وقتياً" تقول المهدي: "بالتأكيد سأكون جزءاً من المعارضة. أسعى لبناء يسار جديد يعبر عن طموحات هذا الشعب في العدالة الاجتماعية والكرامة الإنساينة. لكن ليس في عداوة مع التيار الإسلامي، لأني أرى أن جزءاً من جمهور اليسار هو في الواقع في التيار الإسلامي".