أحدث الأخبار
كتبت: ياسمين سليم
خلف قرار شركة مصر للطيران بتعليق شحن البضائع على طائرات الركاب المغادرة من القاهرة إلى نيويورك وكندا، أزمة داخل قطاع تصدير المنسوجات والغزل والملابس المصري، وخاصة المصدرين في إطار اتفاقية الكويز.
وقالت مصر للطيران، في البيان الذي أصدرته يوم الخميس الماضي، إن قرار وقف شحن البضائع عبر طائرات الركاب جاء بناء على توصيات وفد سلامة النقل الأمريكي، الذي زار القاهرة الأسبوع الماضي، بعد تحطم طائرة روسية في سيناء يوم 31 أكتوبر.
ويحتل قطاع القطن والغزل والمنسوجات والملابس والمفروشات المرتبة الأولى في قائمة صادرات مصر لأمريكا.
فبحسب بيانات وزارة التجارة والصناعة المصرية، بلغ إجمالي صادرات مصر لأمريكا خلال الفترة من يناير وحتى أغسطس من العام الجاري 974 مليون دولار، منها 446 مليون دولار من قطاع المنسوجات والغزل والقطن.
ويقول محمد قاسم، رئيس المجلس التصديري للصناعات النسيجية، إن قرار تعليق شحن البضائع على طائرات الركاب "سيؤثر بالسلب على تصدير الملابس لأمريكا وسيعطي انطباعا لدى عملائنا بأن مصر ليست أمنة".
وأضاف قاسم، لأصوات مصرية، أن أمريكا هي أكبر سوق يستقبل الملابس المصرية، وكل ما يتم تصديره منتجات مصرية خالصة، وجزء منها يُصدر عبر اتفاقية الكويز.
ووقعت مصر اتفاقية المناطق الصناعية المؤهلة "الكويز" مع أمريكا واسرائيل في ديسمبر 2004، والتي تسمح بدخول المنتجات المصرية إلى الأسواق الأمريكية دون جمارك أو حصص محددة شرط أن تكون نسبة المكون الإسرائيلي في هذه المنتجات لا تقل عن 10.5%.
وبحسب بيانات وزارة الصناعة المصرية، بلغت قيمة الصادرات المصرية لأمريكا عبر اتفاقية الكويز نحو 824.2 مليون دولار في عام 2014، منها 816.7 مليون دولار لصناعات الغزل والنسيج والملابس الجاهزة.
وأشار قاسم إلى أن نسبة الملابس المصرية المصدرة عن طريق الشحن الجوي تبلغ حوالي 10% من إجمالي المنتجات المصدرة شهريا، ومعظم هذه النسبة تتم عن طريق طائرات الركاب.
وقال "هي نسبة قليلة إلا أنها مهمة جدا لأنها ترتبط بتعاقدات تشترط وصول المنتجات بشكل سريع".
وأضاف قاسم أن التصدير عن طريق طائرات الركاب يوفر في الوقت مقارنة بالطائرات المخصصة لشحن البضائع.
وأوضح قاسم أنه منذ صدور قرار تعليق شحن البضائع عبر طائرات الركاب، وصل للمجلس التصديري عددا كبيرا من الاستغاثات من أصحاب المصانع الذين تضرروا من القرار.
وقال إن المجلس يعكف حاليا على طرح عدة بدائل لحل هذه الأزمة "ولكن مصر عليها أن تأخذ بجدية إجراءات الأمن الخاصة بالمطارات".
وقال مجدى طلبة، وكيل المجلس التصديرى للغزل والنسيج، والذي يملك مصانع تعمل في مناطق الكويز، إن نسبة شحن صادرات الغزل والنسيج عن طريق الجو تتزايد مع سوء الأوضاع الاقتصادية.
وأضاف، لأصوات مصرية، أنه خلال الأربع سنوات الماضية تعثرت صناعة الغزل والملابس كثيراً، ما تسبب في عدم انتظام العملية الإنتاجية. وأدى ذلك إلى تأخر بعض الصادرات التي تم التعاقد عليها، وهو ما كان يدفع المصدرين للشحن الجوي، حتى تصل الطلبيات بسرعة.
وقال طلبة إن قرار وقف الشحن عبر طائرات الركاب، سيدفعنا للجوء إلى شركات الشحن، للتصدير عبر طائراتها "وهي شركات محدودة لذلك نتوقع زيادة سعر الخدمة، وهو ما سيزيد تكلفة المنتج الذي لا يحقق أرباحا من الأصل".
وأوضح طلبة أن أمريكا اشترطت على طائرات الشحن القادمة من مصر تسليم بضاعتها للسلطات المصرية قبلها بيومين للفحص وإخضاعها للفحص في أمريكا نفس المدة "وهو ما يؤخر وصول البضائع المتعاقد عليها".