أحدث الأخبار
تلقى سالم العبيدي، الصحفي في جريدة الوسط الليبية، عددا من المكالمات من أهالي مدينة درنة الليبية، فجر اليوم، تفيد بأنهم سمعوا أصوات طائرات مختلف عن الأصوات المعتادة.
بعد ذلك بقليل أعلنت القوات المسلحة المصرية رسميا عن أولى عملياتها الجوية للرد على مقتل 21 مصري على يد تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا.
ووفقا لسالم العبيدي المتواجد في بنغازي، لا يوجد عدد كبير من المصريين في درنة، إلا أنه في شرق وغرب ليبيا ينتشر الكثير من المصريين، الذين يعانون من ظروف معيشية صعبة – خاصة في الآونة الأخيرة – والذين تثور الآن تساؤلات حول إمكانية إجلائهم من الأراضي الليبية.
وحاليا لا يوجد تقدير رسمي لعدد المصريين العاملين في ليبيا، فوزارة القوي العاملة أغلقت مكتبها في ليبيا منذ بداية العام الماضي، كما أن عددا كبيرا من المصريين يرحلون إلى ليبيا بطرق غير مشروعة، إلا أن أبوبكر الجندي، رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، قدر عدد المصريين هناك بين 200 إلى 250 ألف عامل.
"أى مصري هيخرج للشارع رقبته هتطير"
"محدش فينا يقدر يخرج من مكان الشغل، الأوضاع في الشارع خطيرة جدا، والليبين بيقولوا لينا أى مصري هيخرج للشارع رقبته هتطير"، هكذا لخص أحمد كمال، أحد المصريين العاملين في مدينة بنغازي الليبية، وضعه الحالي.
وتتنازع السيطرة على بني غازي قوات الفريق خليفة حفتر المؤيد للحكومة المصرية من ناحية، وميليشيات إسلامية معادية له من ناحية أخرى.
وأضاف أحمد كمال، 25 عاما ،الذى خرج من قريته بمحافظة البحيرة، نوفمبر الماضي لكسب العمل مع شقيقه، أن " أقصي حاجة ممكن نعملها في الخارج هي صلاة الجمعة في جامع على بعد 50 متر فقط من مكان العمل، والله أعلم هنقدر نخرج نصلي مرة تانية ولا لأ".
ويشارك كمال أخيه إدارة مخبز، بأجر 10 ألاف جنيه شهريا.
بينما يقول محمود حسين، 20 عاما، ويعمل أيضا في بنغازي، ويتقاضى 4 آلاف جنيه شهريا "أنا قلقان جدا، الوضع كان صعب من حوالي شهر، أصبح أسوأ دلوقتي، وربنا يستر".
الجدير بالذكر أن سالم العبيدي، الصحفي في جريدة الوسط الليبية، ذكر أن حال المصريين في بني غازي والشرق عموما، أفضل حالا من أقرانهم في طرابلس أو باقي ليبيا.
رد الفعل الليبي على الضربات الجوية
على المستوى الرسمي تباينت ردود الأفعال الليبية تجاه القصف، فبينما استنكره مجلس شورى مجاهدي درنة، وقوات فجر ليبيا، في وسط ليبيا وغربها، أيده رئيس مجلس الوزراء الليبي، عبدالله الثني.
ويرى سالم العبيدي، أن ردود الأفعال الشعبية تتباين بين مناطق ليبيا تبعا للقوات المسيطرة في كل منطقة.
وتنعكس هذه البيانات في حياة حقيقية على الأرض، حيث يقول أحمد كمال، من بني غازي "أصحاب العمل الليبين في حالة غضب من ضربات القوات المسلحة، هما شايفين أن البلاد هتضيع أكتر"، ولكن الأمر يتجاوز الغضب إلى الصراخ في باقي ليبيا.
في الغرب، قال وليد أبو شاهين، أحد العمال المصريين في طرابلس، أن شرطة فجر ليبيا تعامل المصريين معاملة سيئة.
ووفقا لأبو شاهين، فإن معاملة الشرطة تتباين بعد القبض على المصريين، بين طلب فدية بقيمة ألف دينار لإخلاء السبيل، إلى اعتقال المصريين في أماكن غير معلومة.
كيف ذهبوا؟ ومتى يعودون؟
"السفر إلى ليبيا كان أبسط ما يكون، فالراغب في السفر كان بيدفع مابين 6 و9 آلاف جنيه للحصول على تأشيرة مؤقتة للسفر لمدة شهر"، هذا ما كشف عنه سعيد عباس الذى عمل كوسيط بين أهالي محافظة كفر الشيخ والليبيين لتوفير عقود عمل في الأراضي الليبية.
وأوضح عباس، "أنا كنت بأوفر عقود مؤقتة من شركات بترول ليبية أو شركات مباني أجنبية تؤكد أن صاحب العقد في مهمة عمل ثم يحصل على تأشيرة سفر للأراضي الليبية من خلال خطوط الطيران الرسمية".
"معظم أهالي محافظة كفر الشيح بيسافروا كدة، وبيكملوا باقي الرحلة بالتأشيرة المؤقتة ومفيش مشاكل عند السلطات المصرية في رحلة العودة"، يقول عباس.
"مفيش حاجه شغالة دلوقت، كل حاجه واقفة بعد قيام وزارة الطيران المدني بوقف الرحلات، بس الناس اللي في ليبيا شغالة بالرغم من الأوضاع الأمنية السيئة، أنا كلمت واحد هناك امبارح وقالي كده" ، وفقا لعباس.
وبينما أعلنت وزارتا الطيران المدني والنقل عن وجود استعدادات لإخلاء المصريين العاملين في ليبيا، إلا أن أحمد كمال، المصري المقيم في بني غازي يقول "صعب أخرج للشارع في ليبيا ... صعب ألاقي شغل في مصر".
"المرور في الشارع ممنوع على أي مصري أو أى شخص غير ليبي، أزاي هنسافر لمصر؟"، يقول كمال .
وقال وزير الطيران، حسام كامل، لأصوات مصرية اليوم إنه تم وضع خطة لإجلاء المصريين العاملين في ليبيا من خلال المطارات التونسية، و"نحن في انتظار أن تخبرنا وزارة الخارجية بأعداد المصريين الذين سيتم إجلاؤهم".
كما قال جمال حجازي رئيس هيئة الموانيء البرية لأصوات مصرية أن الهيئة جهزت 16 أتوبيس، وقطار لنقل العائدين برا من ليبيا بالمجان.
ويرى أحمد كمال أنه سيواجه صعوبة كبيرة في العودة لمصر عبر الخطوط الجوية التونسية أو برا من خلال ميناء السلوم البري، "وبالتالي لن أغادر ليبيا" .
وستلجأ وزارة الطيران المدني المصرية لاستخدام المطارات التونسية، نظرا لصعوبة النزول للأراضي الليبية نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية، كما قال وزير الطيران المدني.
"لسة بدري ..مش هعرف أنزل دلوقت عشان أكل العيش " ، هذا ما قاله محمود حسين عندما سُئل عن إمكانية العودة لمصر في الوقت الحالي.
وبينما نصحت قوات فجر ليبيا، المسيطرة على طرابلس، المصريين بالخروج من ليبيا خلال 48 ساعة "خوفا على سلامتهم"، إلا أن أبو شاهين، القادم من كفر الشيخ، ذكر أن الاوضاع الأمنية السيئة أوقفت عمليات تهريب العمالة لخارج ليبيا منذ 20 يوم، "في ناس نفسها ترجع مصر ومش عارفة، لكن أنا مش هرجع لمصر إلا في حالة فقداني لعملي في ليبيا"، وفقا لأبو شاهين، في مكالمة هاتفية مع أصوات مصرية من طرابلس، كان على هامشها صوت مصري أخر يردد أكثر من مرة "قولهم إننا تعبانين هنا".
وطلب أصحاب العمال الليبيين من ابوشاهين وزملائه المصريين عدم الخروج للشوارع واللجوء للاختباء في أماكن سرية، خلال الـ 48 ساعة القادمة، ما وافق عليه الرجل وزملاؤه ويقومون بتنفيذه في الوقت الحالي.
التعويضات
قالت وزيرة القوي العاملة ناهد عشري لأصوات مصرية عقب الإعلان عن إعادة فتح باب حصر العمالة العائدة من ليبيا اليوم، "إن الحكومة المصرية ستطالب الجانب الليبي بصرف تعويضات للعمالة العائدة عقب استقرار الأوضاع في ليبيا، وتقوم الوزارة حاليا بتوفير فرص عمل بديلة لهذه العمالة في دول أخرى".
ويشار إلى أن وزارة القوي العاملة تلقت العام الماضي استمارات طلب تعويض من 70 ألف مصري تم إجلائهم العام الماضي عقب اختطاف أعضاء من البعثة الدبلوماسية المصرية.