رجل يحمل نسخة شارلي إبدو امام منفذ بيع صحف بمدينة نيس الفرنسية، 14 يناير 2014. صورة رويترز
كتبت: فيولا فهمي
برسم كاريكاتيري لنبي الإسلام "محمد" يرتدي جلبابا وعمامة بيضاء، ويذرف دمعة في حزن يعتصر قسمات وجهه، حاملا لافتة مكتوب عليها "أنا شارلي"...
صدر العدد الجديد للمجلة الفرنسية الساخرة "شارلي إبدو" رافعا مانشيت بعبارة "كل شيء قد غُفر"، بعد الهجوم المسلح الذي تعرضت له المجلة الأربعاء الماضي، وأسفر عن مقتل 12 شخصا بينهم رئيس التحرير.
وأعد المجلة هذا الأسبوع الصحفيون الناجون من الحادث المأسوي، كما نُشر بـ16 لغة مختلفة في جميع أنحاء العالم، وقال ناشروها منذ أيام إنهم سيطبعون من هذا العدد ثلاثة ملايين نسخة.
ويقول المتابعون لأسبوعية "شارلي إبدو" الفرنسية إنها طالما انتقدت المحرمات والتابوهات بالمجتمعات الشرقية في رسومها الكاريكاتيرية الساخرة بدعوى حرية التعبير.
أصوات مصرية استطلعت أراء عدد من رسامي الكاريكاتير المصريين في العدد الجديد من إسبوعية شارلي إبدو:
عمرو سليم:
"الرصاص ليس حلا بل جزء كبير من الأزمة، والكاريكاتير فن متمرد وساخر يصعب تطويعه، لولا الحادث الإرهابي لم يكن لمجلة شارلي إبدو أن تنشر عددها ب16 لغة وتوزع 3 ملايين نسخة...الغلاف لا يعكس أن المرسوم عليه هو النبي الإسلام محمد بل لرجل يرتدي زيا إسلاميا تقليديا، فلماذا يزج الأزهر الشريف بنفسه في هذه المعركة ويصدر بيانات استنكار؟".
عمرو عكاشة
"الشعوب العربية لا تؤمن بحرية الرأي والتعبير وتعتبر الاختلاف إساءة تستدعي العنف والقتل ...صحفيين شارلي إبدو أعلنوا منذ بداية تأسيسها أنهم لا تعتقدون في الأديان وهذه رؤيتهم وقناعاتهم ولا يجب أن يحاسبولا عليها بالقتل...الكاريكاتير فن ساخر والقائمين عليه يتسمون بالعند وصلابة الموقف والدليل على ذلك العدد الجديد من المجلة".
مخلوف:
"مشكلة الناس إنهم مش متابعين شارلي إيبدو كويس، رسامين شارل إيبدو اللي اتقتلوا كانوا بيرسموا ضد الإسلام والمسيحية واليهودية والبوذية، كانوا ضد حكومات كتير أولها الحكومة الفرنسية، مش مسخرين جهودهم يعني عشان يشتموا الإسلام او الرسول..فن الكاريكاتير ليس وسيلة للدعوة الدينية والهجوم سيؤدي إلى هجوم مضاد...يبدو أن مطبوعة شارلي إبدو ستكون هي التمرين الجديد للعرب والمسلمين على الاختلاف السلمي وقبول الآخر.. فالفكرة تحارب بالفكرة وليس بالقتل".
هاني طلبة:
"إهانة الأديان جريمة والقتل جريمة أكبر...ونأمل أن تساهم الرسوم الكاريكاتيرية في تهدئة الأجواء بين الشعوب والثقافات المختلفة ولا تؤدي إلى تصعيدها كما يحدث في معظم دول العالم الغربي...فالإساءة لنبي الإسلام محمد يبدو أنها باتت تميمة الحظ للصحف والمجلات الأجنبية لزيادة الانتشار والتوزيع".
دعاء العدل:
"المؤسسات الإعلامية في العالم العربي هي المسؤولة عن هذا التصعيد، والدليل أن رسامين الكاريكاتير الذين قتلوا في حادث الاعتداء على مجلة شارلي إبدو كانوا من أشد المؤيدين للقضية الفلسطينية ورغم ذلك تم تجاهل مواقفهم مقابل إبراز الإهانة للرسول ...رسامي إبدو ثقافتهم مختلفة وتناولهم للقضايا مختلف عن العرب، لكن الشعوب العربية لم تصل بعد لحالة النضج الثقافي".
خضر حسن:
"يجب أن يجتمع كل رسامين الكاريكاتير في مصر لعمل رسوم تدعو للسلام وقبول الآخر وبغض العنف، حتى يساهموا في تصحيح صورة الإسلام والمسلمين في العالم...فالمنطقة العربية لا ينقصها صراعات وإرهاب".