أحدث الأخبار
كتبت: أمنية طلال
لم تؤمن بالمساواة بين الجنسين، فهي ترى أن المساواة تهدر حقوق المرأة وتحملها أعباء إضافية، فكان، لتجربة الكاتبة علياء حسين أثر كبير على تغيير مفاهيمها وقناعتها بأن الرجل هو الملزم بالإنفاق على الأسرة وليس المرأة.
واعتبرت حسين أن ما تعانيه المرأة حاليا من مشكلات كان نتاج المطالبة بالمساواة من قبل بعض الناشطات، قائلة "أكيد اللي طالبوا بالمساواة مكنش عندهم مسؤوليات.. والراجل مبقاش بيتحمل مسؤولياته تجاه الأسرة ورجعت تشتكي تاني".
ووقعت علياء حسين، مساء الإثنين، كتابها الأول "مطلقة وأعول" بمكتبة الديوان، مستندة إلى تجربتها الشخصية في الزواج مبكرا، والطلاق سريعا، بالإضافة إلى تجارب نساء أخريات عانين قبل وبعد الطلاق.
وأشارت علياء إلى أنها كانت تعتمد على نفسها في الإنفاق على طفلها قبل وبعد الطلاق، الأمر الذي شكل عبئا كبيرا عليها وزاد من معاناتها.
قالت مرفت تلاوي، رئيس المجلس القومي للمرأة، إن دعاوى النفقة وصل عددها إلى ما يقرب من 350 ألف دعوى في عام 2011، وتمثل 80% من الدعاوى التي تقام أمام محاكم الأسرة سنوياً.
ويضم الكتاب 68 قصة واقعية، لجأت فيه الكاتبة إلى العامية حتى تصل لمختلف الفئات ويكون أقرب للواقع، وتعبر عن معاناة المرأة المطلقة، بهدف تحسين نوعية الحياة للأجيال القادمة وتغيير مفاهيهم عن الزواج.
وقالت حسين "رغم ارتفاع نسب الطلاق إلا أن المجتمع مازال ينظر للمطلقة نظرة سيئة ويحملها مسؤولية هذا الطلاق"، مشيرة إلى أن الطلاق ليس عارا على المرأة.
ووفق إحصاءات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء لعام 2012، وصلت حالات الطلاق أمام المأذون بالإرادة المنفردة للزوج إلى 155 ألف حالة، أما حالات التطليق عن طريق المحاكم فكانت 22572 حالة أي بنسبة 15% من عدد حالات الطلاق أمام المأذون، أما الخلع فقد وصل إلى 3335 أي بنسبة 2% من الطلاق بالإرادة المنفردة للزوج.
ولم تنكر حسين أن الكتاب يحمل تجربتها الشخصية، قائلة "بدأت في الكتاب منذ أربع سنوات بهدف الفضفضة فقط"، مشيرة إلى أنها اتخذت قرار النشر لكسر حاجز الصمت في مثل هذه القضايا التي يعتبرها البعض وصمة عار للمرأة.
ولم تهدف حسين للشهرة أو إثارة الجدل كما أوضحت، لكنها كانت تتطلع لمستقبل أفضل لإبنها وللأجيال القادمة، موضحة أن الإعلان عن التجارب الشخصية يساعد الآخرين على تلافيها.
وأشارت حسين إلى المفاهيم الخاطئة السائدة في المجتمع عن الزواج والتي اعتبرتها سببا في ارتفاع نسب الطلاق في المجتمع، موضحة أن السيارة والوضع الاجتماعي والشكل ليسوا أساس أي زيجة، لكن قدرة الزوج على تحمل المسؤولية والتفاهم بين الزوجين.
ورغم أن ردود الفعل عن الكتاب كانت صادمة بعض الشىء لعلياء "ديه محدش عارف يكلمها"، "هي فاكرة نفسها مين"، إلا أنها لم تستسلم لها، مؤكدة أن كل ما يشغل بالها هو ابنها الذي سيقرأ الكتاب يوما ما ويعرف مدى معاناتها من أجل إشعاره بالأمان.
وتقول حسين "كتابي محاولة لعرض خبرات ومواقف مريت بيها"، داعية المجتمع لإعادة النظر في موقفه من المطلقة.